مع ازدياد توجّه رغبات المستهلكين نحو المكونات الطبيعية في طعامهم ومشروباتهم، أخذت نسبة مبيعات صودا الدايت في الهبوط. فبدلاً عن الصودا، تمنح المياه المكربنة، مثل مياه سيلتزر، شعوراً بالوخز في الألسنة- ما دفع الأمريكيين إلى شراء ثلاثة أضعاف ما كانوا يشترونه خلال العقد الماضي. وبرغم توفر العديد من الأسباب التي تشجع على التخلي عن المحليات الصناعية الموجودة في الصودا الخالية من السكر، هل ثمة احتمالية تجعل من هذه الفقاعات المصاحبة مضرةً لصحتنا؟ لنتعرف أكثر على طبيعة المياه الفوارة وكيف يمكن أن نشربها بطريقة صحية وفقاً لموقع How Stuff Works الأمريكي.
بدايةً ما هي المياه الفوارة؟
تُعد المياه الفوارة نوعاً من أنواع المياه المعدنية التي تعبّأ في زجاجات من مصدرها، إذ تحتوي على المعادن الطبيعية، ويمكن أن تكون الكربونات كذلك، مع أن بعض شركات التصنيع قد تُضيف الفقاعات حتى تزيد من الضغط فيها. وتعد الفقاعات المُسببة للوخز الموجودة في المياه المكربنة صناعية، ولكنها لا تحتوي على مكونات إضافية أخرى عدا النكهات الطبيعية إلى حد ما.
ثم هناك أنواع من المياه المكربنة التي تحتوي على مكونات إضافية مثل المعادن الإضافية، والصوديوم، الذي قد يكون ملح الطعام أو صودا الخبيز، ويعمل كلاهما على تقليل الحموضة بجانب استحضار نكهة تُذكّر مُحتسيها بطعم مياه الينابيع الطبيعية. وبعضها قد تكون مليئة عادةً بشراب الذرة المركز الذي يحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز.
تم الترويج لها للتغلب على الطاعون
يرجع وجود هذه الأنواع من المياه إلى مُبشر إنجليزي من القرن الثامن عشر اسمه جوزيف بريستلي قد ابتكر طريقة تدفع ثاني أكسيد الكربون نحو سطح المياه. حتى إنه عندما يُحبس بواسطة الضغط، تظل الفقاعات حتى يستمتع الشارب في نهاية المطاف بإحساس الوخز المنعش للمواد الكربونية الفوارة على لسانه.
وقد أخطأ بريستلي عندما روّج مشروبه غير التقليدي على أنه طريقة يتبعها البحارة من أجل التغلب على مرض الإسقربوط (الطاعون) خلال الرحلات الطويلة، حتى إنه قد جهّز نظاماً متنقلاً أتاح لهم صنع المياه المكربنة على سطح السفن وعند الحاجة. فهل يخطئ أيضاً المستهلكون الحداثيون المهتمون بالصحة في اعتقادهم بوجود فوائد صحية مماثلة للمياه المكربنة ومثيلاتها؟
المياه الفوارة ومينا الأسنان
تقول أخصائية التغذية ماريسا مور، خلال مقابلة معها: "لقد ثارت بعض الشكوك حول قدرة المشروبات التي تحتوي على مواد كربونية على إصابة مينا الأسنان بالتآكل، لكن بدا فيما بعد أن هذا التأثير مرتبط بالمشروبات الغازية التي تحتوي على السكر المُحلى (مثل الصودا) وليس المياه الفوارة والمكربنة. لكن إن كنت قلقاً بشأن هذا الأمر، يمكن أن تمضمض فمك بالمياه العادية أو أن تستمتع بشرب المياه المكربنة (سيلتزر) أثناء تناول وجبة ما من أجل تقليل أي آثار سلبية على مينا الأسنان".
وجدت دراسة أجريت عام 2001 أن المياه المعدنية الفوارة تصيب الأسنان بالتآكل بنسبة أكبر من المياه الراكدة، مع ذلك، وفقاً للتقرير "ظلت مستويات التآكل متدنيةً، فضلاً عن انخفاضها مقارنة بالمشروبات الغازية بمائة مرة".
وجدت دراسة أخرى أيضاً أجريت عام 2007 أن المياه الفوارة ذات النكهة قد تسبب تآكل الأسنان بنفس درجة تأثير عصير البرتقال. لكن جميع أنواع المياه الممزوجة بالنكهات التي اعتمدت عليها الدراسة تحتوي على حمض الستريك (الليمون)، الذي يمكن أن يكون عاملاً كبيراً للتآكل.
تساعد المياه الفوارة على ترطيب الجسم والشعور بالشبع
تذكر ماريسا بعيداً عن هذه المشكلات أن المياه الفوارة ليست ضارة. وتقول: "قد تُسبب المواد الكربونية انتفاخاً للبعض أو إحساساً بالتخمة لكنها في المطلق وسيلة جيدة للترطيب ومفيدة على وجه الخصوص للذين لا يفضلّون المياة الراكدة والمستقرة". وإن كنت تحاول أن تخسر وزناً عن طريق خفض السعرات الحرارية، قد يكون ذلك الشعور بالتخمة ميزة جيدة لك. بالإضافة إلى وجود احتمالية تجعل المياه الفوارة وسيلة جيدة تحفزك على تناول المزيد من المياه.
تقول ماريسا: "تعد المياه الفوارة وسيلة ممتعة وفعالة للترطيب، خاصة لأولئك الذين لا يفضلون شرب المياه بطريقة أخرى. فإن أصبت بمشكلات في الهضم أو آثار جانبية نتيجة تناول المياه المكربنة حينها يمكنك أن تقلل من تناولها أو تمنعها على الفور. خلافاً لذلك، أود أن أنصحك بأن تأخذ في الحسبان فكرة الاستمتاع بالمياه الفوارة خلال تناول إحدى الوجبات بدلاً من شربها بمفردها أو المضمضة بالمياه العادية فيما بعد".