تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تفيد بوفاة 6 أشخاص ممن شاركوا بتجربة لقاح فايزر- بيونتيك الجديد للوقاية من فيروس كورونا، وبعد انتشار هذه الأخبار بدأ العديدون يشككون بفاعلية اللقاحات ومنهم من قرَّر بالفعل الإحجام عن تجربتها حتى لو كانوا مصابين بالمرض.
لكن تمهلوا أعزائي ودعونا نلقِ نظرة تفصيلية أكثر على الخبر، فبالرغم من أن هؤلاء الـ6 قد فارقوا الحياة فعلاً فإننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار عاملين هامين:
- بلغ عدد المشاركين في التجربة حوالي 44 ألفاً، توفِّي 6 منهم.
- 4 من هؤلاء الـ6 تلقوا لقاحاً وهمياً، واثنان توفّيا لأسباب لا تتعلق بمرض كوفيد 19.
ما هو اللقاح الوهمي، وما هي التجربة التي أجرتها شركتا فايزر وبيونتيك، وما الظروف التي أحاطت بموت 6 من المشاركين في التجربة؟ إليكم التفاصيل:
تجربة لقاح فايرز بيونتيك للوقاية من كورونا
طورت شركة فايزر (Pfizer) الأمريكية بالتعاون مع شريكتها بيونتيك BioNTech الألمانية لقاحاً للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقريراً أوضحت من خلاله عدم وجود مخاوف على صحة المشاركين بتجربة اللقاح.
وقد أظهرت البيانات أن اللقاح كان فاعلاً بنسبة 95% في منع أعراض كوفيد-19، فما قصة حالات الوفيات الـ6؟
أسباب وفاة 6 أشخاص في تجربة لقاح فايرز بيونتيك
4 من الأشخاص المتوفين لم يتلقوا لقاحاً بالأساس بل تم إعطاؤهم لقاحاً وهمياً سنشرح طبيعته في السطور اللاحقة، أما الاثنان اللذان تلقيا اللقاح بالفعل فقد كان كلاهما أكبر من 55 عاماً.
وتوفي أحدهما بسبب سكتة قلبية أصابته بعد 62 يوماً من التطعيم، أما سبب وفاة الآخر فكان تصلب الشرايين الذي قد يصيب بعض الأشخاص عادة مع التقدم في العمر، وقد حدثت الوفاة بعد 3 أيام من التطعيم.
بمعنى آخر لم تكن وفاة أي من المشاركين بسبب اللقاح وفقاً لما ورد في تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ما هو اللقاح الوهمي؟
يعتبر اللقاح الوهمي مادة خاملة ليس لها أي تأثير علاجي أو أي تأثيرات سلبية على المرضى ويتم استخدامه لعدد من الأسباب أبرزها:
- تحديد أهمية العامل النفسي في العلاج لدى المرضى، ففي بعض الحالات قد يتحسن المرضى لمجرد "إيهامهم" بأنهم تلقوا لقاحاً فعّالاً.
- يعتبر استخدام العلاج الوهمي طريقة قياسية تمكن الباحصين من تحديد مدى فعّالية اللقاح نفسه، وذلك من خلال مقارنة نتائج المرضى الذين تلقوا اللقاح الفعلي مع نتائج المرضى الذين تلقوا لقاحاً وهمياً. فالسؤال في مثل هذه الحالات ليس: هل اللقاح فعَّال؟ بل هل أعطى اللقاح نتائج أفضل من نتائج اللقاح الوهمي؟
وعادة ما يكون العلاج الوهمي عبارة عن حبوب أو حتى حقن تحتوي على محاليل من السكر ولا تسبب أي أذى أو نفع للمرضى، لكن مع ذلك في العديد من التجارب أبدى المرضى تحسناً لمجرد اعتقادهم بأنهم تلقوا علاجاً بالفعل.
ووفقاً لما ورد في موقع The Conversation، يتلقى المشاركون في تجارب لقاحات كوفيد 19 بالغالب محلولاً ملحياً.
مبدأ لقاح فايرز بيونتيك
يقوم مبدأ اللقاح على حقن الجسم بمادة وراثية تدعى مرسال الحمض النووي الريبي messenger RNA وتتلخص مهمة هذا المرسال بتوجيه خلايا أجسادنا لتصنع نسخة من البروتين الشوكي الموجود على سطح فيروس كورونا، إذ يتيح البروتين الشوكي ذاك للفيروس الالتصاق بالخلايا البشرية واختراقها.
لكن عندما تنتج أجسادنا البروتين الشوكي بمساعدة مرسال الحمض النووي الريبي الذي حقن في أجسادنا عن طريق اللقاح، يمكن أن يحفز هذا البروتين عندئذ جهاز المناعة لدينا لإنتاج أجسام مضادة تحمينا من فيروس كورونا الحقيقي.
وقد رخصت بعض الدول مثل المملكة المتحدة لقاح شركة فايزر للاستخدام في حالات الطوارئ، إذ تبين بعد مجموعة من التجارب أن اللقاح فعَّال في تخفيف أعراض المرض.
فيما تنتظر دول أخرى مثل الولايات المتحدة لتتم المصادقة على اللقاح والبدء بتوزيعه، وإذا تمت الموافقة على لقاح فايزر من قِبَل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يمكن البدء في توزيعه في غضون 24 ساعة، بحسب مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
لكن إلى الآن لا توجد بيانات كافية عن إمكانية استخدامه للأطفال تحت سن 16 أو للحوامل والمرضعات أو للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.