منذ آلاف السنين استخدم البشر القدماء الثوم لأغراض علاجية حتى إنّ العالِم والطبيب اليوناني أبقراط كان يصف فوائد الثوم لعلاج الكثير من الأمراض بدءاً من مشاكل الجهاز التنفسي وصولاً إلى السرطان.
فوائد الثوم الصحية
لا شكّ أنّ كثيراً من الناس حول العالم يستخدمون الثوم لأسباب تتعلق بالطهي، فهو يعطي المأكولات التي يضاف إليها نكهة ورائحة مميزتين، والسبب يعود لاحتوائه على مركبات الكبريت العضوي، بما في ذلك مركبات الأليسين والآجوين.
لكن في الوقت ذاته يستخدمه آخرون لا سيما الذين يفضلون الطب البديل كدواء لعلاج الكثير من الأمراض مثل نزلات البرد والسعال وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل وآلام الأسنان وغيرها.
في هذه المقالة سنعرفكم على أهم فوائد الثوم العلاجية للصحة، وأيضاً طريقة تناوله، وفق ما ذكره موقع Health Line الطبي.
تقوية مناعة الجسم عن طريق الثوم
صحيح أنّ تناول الثوم النيء سيؤدي حتماً إلى ظهور رائحة فم كريهة، لكنّ هذه الطريقة يمكنها تعزيز النظام المناعي للجسم بشكل جيد.
عند تقطيع فص الثوم أو هرسه وتناوله نيئاً سيدخل مباشرة إلى الجهاز الهضمي حيث يتوزع إلى جميع أنحاء الجسم ويباشر آثاره البيولوجية.
يمكن أن يكون تناول 4 إلى 5 فصوص من الثوم في الصباح 4 مرات في الأسبوع كفيلاً بتقوية مناعة الجسم طيلة فصل الشتاء، فكما قلنا فإن مكوناته تحتوي على مركبات تساعد جهاز المناعة على محاربة الجذور الحرة ومسببات الأمراض إضافة إلى الأليسين، وهو العنصر النشط الرئيسي في الثوم الذي يحسن نظام الدفاع الداخلي.
الثوم لعلاج نزلات البرد
وجدت دراسة كبيرة استمرت 12 أسبوعاً أنّ تناول الثوم يومياً يقلل من نزلات البرد بنسبة 63% مقارنة بأخذ الأدوية.
كما انخفض متوسط طول استمرار أعراض البرد بنسبة 70% ومن استمرارها مدة 5 أيام إلى يوم ونصف اليوم فقط.
لذلك إذا كنت تصاب بنزلات البرد غالباً فإن إضافة الثوم إلى نظامك الغذائي قد يكون أمراً يستحق المحاولة.
ارتفاع ضغط الدم المنتظم
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات وارتفاع ضغط الدم من أكبر مسببات الوفاة حول العالم.
فقد وجدت الدراسات البشرية أن الثوم له تأثير كبير في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، إذ يمكن أن يساعد وجود مركبات تحتوي على الكبريت مثل الأليسين وثاني كبريتيد ثنائي الأليل وثلاثي كبريتيد الديليل في هذه الثوم في الحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة.
يجب أن تكون جرعات الثوم عالية إلى حد ما حتى يكون لها التأثيرات المرغوبة، الكمية المطلوبة تعادل حوالي 4 فصوص من الثوم يومياً.
تحسين مستويات الكوليسترول
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول فإن الثوم يقلل من الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار بحوالي 10-15٪.
تناول الثوم لتخفيف الوزن
بكل تأكيد فإن صحة الأمعاء الجيدة وفقدان الوزن يرتبطان ببعضهما البعض، وبما أنه لا يوجد شيء أفضل من الثوم لتحسين عدد البكتيريا النافعة داخل أمعاء الإنسان، فإن ذلك يدفع القناة الهضمية للعمل بشكل صحي على تسريع فقدان الوزن ومنع المشاكل الصحية المتعلقة بالمعدة مثل الإسهال والإمساك.
تخليص الجسم من السموم
يعتبر تناول الثوم النيء أفضل بكثير من عصائر الديتوكس لإزالة السموم من الجسم، إذ يعمل مركب السلفهيدريل الموجود في الثوم على إزالة المواد السامة من الجسم والوقاية من الأمراض، مثل التيفوس والسكري والاكتئاب وبعض أنواع السرطان.
اجعل بشرتك تبدو أفضل
الجلد الجاف والحكة أمر شائع، خاصة في فصل الشتاء، لذلك إذا كنت تبحث عن طريقة فعالة للوقاية من أمراض الجلد فعليك بتناول الثوم صباحاً للحصول على ما تريد.
يعمل الثوم كمضاد قوي للالتهابات، وذلك بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة ومضادات البكتيريا، وخاصةً عنصر الأليسين الذي يقلل من إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهابات، وبالتالي يمكن أن يساعد على تخفيف وعلاج التهابات البشرة وأيضاً علاج حب الشباب.
تناول الثوم على الريق
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تناول الثوم، مثل وضعه في أطباق السلطة أو مع المأكولات الخفيفة مثل المتبل والحمص وما إلى ذلك، ولكن يبقى تناول الثوم النيء وعلى الريق هو الأفضل من أجل زيادة عملية التمثيل الغذائي.
لذلك قم بأخذ 3 فصوص من الثوم، قشرها وقطعها، وابلعها مع كأس من الماء على الريق كل صباح دون مضغها لتتخلص من مشكلة رائحته الكريهة.
تحذير
لا تتناول أكثر من 3 إلى 4 فصوص من الثوم على معدة فارغة، وإذا شعرت بالتقيؤ والغثيان والإمساك، تجنب تناول الثوم في الصباح.
كما يجب على النساء الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف ومرض السكري وانخفاض ضغط الدم والنساء المرضعات عدم تجربة هذا العلاج المنزلي.
القيمة الغذائية للثوم
يعتبر الثوم من الخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم يومياً فكل 3 غرامات منه تحتوي على:
المادة | النسبة مقارنة بالحاجة اليومية للجسم |
المنغنيز | 2% |
فيتامين B6 | 2% |
فيتامين C | 1% |
السيلينيوم | 1% |
ألياف | 0.06 غ |
إضافة إلى كميات مناسبة من الكالسيوم والنحاس والبوتاسيوم والحديد وفيتامين B1.
في حين يحتوي 3 غ من الثوم على 4.5 سعرة حرارية و0.2 بروتين ز 1 غ كاربوهيدرات.
الخلاصة: الثوم يساعدك على العيش لفترة أطول
من المستحيل إثبات التأثيرات المحتملة للثوم على طول العمر في البشر، ولكن بالنظر إلى الآثار المفيدة على عوامل الخطر المهمة مثل ضغط الدم فمن المنطقي أن الثوم يمكن أن يساعدك على العيش لفترة أطول.
كما أنّ قدرة الثوم على محاربة الأمراض المعدية هي أيضاً عامل مهم، لأن هذه أسباب شائعة للوفاة، خاصة عند كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من خلل في جهاز المناعة.