4 استراتيجيات تساعدك عندما يفضل مديرك أحد زملائك عليك

غالباً ما يكون رئيسك هو الشخص الذي له التأثير الأكبر على قدرتك على النجاح أو الفشل في العمل، ولهذا قد تشعر بالإحباط والتقييد حين يفضل مديرُك أحدَ زملائك عليك، خصوصاً أنه من الصعب أيضاً أن تواجهه بالأمر؛ لأنه سينكر هذه المحاباة على الأرجح، وسيشعرك بأنك شخص غير مستقر وحاقد على زملائك في العمل.

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/01 الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/01 الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش
Stressed tired businesswoman

غالباً ما يكون رئيسك هو الشخص الذي له التأثير الأكبر على قدرتك على النجاح أو الفشل في العمل، ولهذا قد تشعر بالإحباط والتقييد حين يفضل مديرُك أحدَ زملائك عليك، خصوصاً أنه من الصعب أيضاً أن تواجهه بالأمر؛ لأنه سينكر هذه المحاباة على الأرجح، وسيشعرك بأنك شخص غير مستقر وحاقد على زملائك في العمل.

لكن محاباة المدير لموظفين على حساب آخرين من الأمور الشائعة في بيئات العمل، رغم ما قد يقنعك به بعضهم بأن هذا من وحي خيالك، لكن دراسة حديثة أظهرت أن أكثر من نصف المديرين التنفيذيين يقرّون بمحاباتهم لأشخاص بعينهم عند البتّ في قرارات الترقيات الداخلية.

ورغم أنه من الصعب والمحبط عندما يفضل مديرك أحد زملائك عليك حتى وإن كان أداؤك لا غبار عليه، لكن هناك أربع استراتيجيات للتصرف في مثل هذه الحالة المحبطة لك في بيئة العمل لتحافظ على حياتك المهنية واستمرار دافعك للنجاح:

4 استراتيجيات لما يجب أن تفعله عندما يفضل مديرك أحد زملائك عليك

1- اختبر افتراضاتك المتعلقة بالتفاني في العمل أكثر من المتوقع لمدة زمنية محددة

يسود اعتقاد بأن التعامل مع مدير صعب المراس يقتضي أن تعمل بجد أكبر لإنجاحه. وهذه الاستراتيجية تنجح في بعض المواقف، لكن بعض المديرين قد لا يقدرون جهودك الدؤوبة. 

غير أننا نقترح العمل بطريقة أكثر ذكاءً للفوز باستحسانهم، ولكن في إطار "تجربة صغيرة محددة زمنياً" لتقييم ردود أفعالهم حتى تتمكن من تجنب الضرر الذي قد تسببه المبالغة في ذلك.

ذكر موقع Fast Company الأمريكي مثالاً لموظفة بالموقع تعمل نائبة رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات، لتصبح مستشارة موثوقة لدى رئيسها نائب الرئيس الأول، الذي يبدو لا مبالياً كلما التقت به، ومبتهجاً ومنتبهاً في وجود زملاء آخرين ممن يرأسهم.

شعرت نائب الرئيس بأن تمييز رئيسها في المعاملة جائر ويسبب لها أذى نفسي، لكنها قررت تجربة ثلاث طرق جديدة لمدة ثلاثة أشهر، لتختبر مدى قدرتها على تغيير معاملته لها.

أولى هذه الطرق المبادرة بالبحث عن فرص لتزويده بمعلومات حيوية مقدماً. وثانيها، حرصت في إحاطاتها بتزويده بالتفاصيل الأكثر صلة بأهداف خط إنتاجه فقط، وليس بكل المشاكل الفنية الصغيرة. وثالثها، بدأت اجتماعاتها الفردية معه بموضوع استراتيجي مثير للاهتمام لا يتركز على تكنولوجيا المعلومات لإظهار وعيها بالتأثيرات الأوسع نطاقاً خارج نطاق عمل قسمها.

كانت تجري بعض الأبحاث حول موضوع وتقول: "لا أعرف هل أطلعك أي شخص على هذه المعلومات الاستشرافية، لكنني أرى أنك قد ترغب في دراستها لخطة الربع الرابع لأن آخرين يضمنّونها في خططهم".

وفي نهاية الأشهر الثلاثة كان مديرها أكثر رغبة في التفاعل معها، وبدا أن التجربة نجحت. لكن هذا النهج قد لا ينجح مع مديرين آخرين، بل وقد يزيد من بعدهم عنك. فإذا واجهت هذه النتيجة، فقد حان الوقت لتتراجع قليلاً عن الإفراط في التركيز عليهم وركز طاقاتك على تطوير قيمتك الذاتية.

2- ابتعد عن الدراما

كثيراً ما تكون نظرة الأشخاص لرئيسهم وزملائهم في العمل مشابهة لنظرتهم لأحد الوالدين والأشقاء، وغالباً ما يجدون أنفسهم منخرطين في ديناميات شخصية مماثلة تثير ردود فعل شخصية.

فاحرص على تجنب الدخول في منافسة مع زملائك واعتبر أن علاقاتهم برئيسك في العمل شأنهم وليس شأنك. وذكّر نفسك بنقاط قوتك وضاعف جهودك في الأشياء التي تجيدها لرفع كفاءتك.

دعنا نضرب مثالاً، لم يكن رئيس إحدى المتدربات راضياً أبداً عن عملها، لكنها قالت لنفسها: "لن أسمح له بإفشالي، مهما حدث"، وقررت أن تتقبل سلوكه وتركز على مهمتها القيادية، وبناء أفضل فريق يمكنها بناؤه، وتحقيق نتائج لا جدال فيها معه. 

اختارت أن تُدرب وتتعاون بسخاء، حتى مع زملائها المفضلين لدى رئيسها، ولم تسمح لمعاملة رئيسها التمييزية بالتأثير على دورها القيادي. وبمرور الوقت، تطورت قدرتها القيادية في الشركة دون الانشغال بالدراما، وفي النهاية، انتقل رئيسها إلى وظيفة أخرى على أي حال.

3- فكر في الجانب الإيجابي لعدم تفضيل رئيسك لك في العمل

قد تظن أن حياة زميلك العملية رائعة لأن رئيسه يفضله عنك، لكنه على الأرجح يواجه صعوبة في التعامل مع هذا الوضع، إذ يشعر العديد من الموظفين الذين يبالغ رؤساؤهم في محاباتهم على حساب زملائهم أو تجمعهم علاقات شخصية واضحة بمديريهم خارج العمل أن الآخرين يتجاهلون إنجازاتهم ويفترضون أن نجاحهم لا علاقة له بموهبتهم.

وغالباً ما يواجه هؤلاء الموظفون أيضاً عبء الخوف من تعرّضهم للتجاهل أو النبذ من رؤسائهم: إذ يعولون عليهم بشكل مفرط، ويتوقعون توفرهم طوال الوقت عند الحاجة إليهم، وولاء غير مشروط، وأداء لا تشوبه شائبة لا يمكنهم الهروب منه.

والتفكير بهذه الطريقة قد يساعدك حين تشعر بأنك أقل من زملائك في نظر رئيسك. فقد يكون من الأفضل لك أن تكون علاقتك برئيسك في العمل محايدة لا أن تكون موظفه المفضل، خاصة حين لا يتمتع رئيسك بالنضج القيادي اللازم ليعامل أعضاء فريقه بالدرجة نفسها من الاحترام.

4- استمر في المحاولة للتأثير على رئيسك، ولكن نوّع علاقاتك 

طالما قررت البقاء في الشركة التي تعمل بها، فمن الذكاء ألا تكفّ عن محاولة بناء الثقة والتأثير على رئيسك في العمل، بغض النظر عن عيوبه. لكن تجنب قَصر تركيزك على نيل استحسانهم، لأنه في بعض الحالات، قد لا يكون لتفضيلهم للآخرين علاقة بك. لذا، فالتفاني في إثارة إعجابهم قد يهدر طاقتك ويشتت انتباهك عن بناء علاقات أخرى مهمة لمستقبلك.

على سبيل المثال، اندمجت ثلاث شركات تجارية منفصلة تحت مظلة شركة إعلامية عملنا معها. وظهرت المحاباة بين المديرين لأنهم انجذبوا إلى زملاء لهم يتشاركوا معهم خبرة العمل نفسها من "الشركة القديمة". وكان الترياق المناسب للموظفين الذين شعروا بأنهم غير مفضلين هو البدء في بناء علاقات جديدة تتجاوز هيكل الموظفين الحالي، حتى يتمكنوا من إثبات حضورهم في الشركة الجديدة. 

وننصحك أولاً بالطبع بالبحث عن العلاقات التي لا تشكل تهديداً لرئيسك في العمل. لكن الإفراط في التركيز على تلقي استحسان رئيس واحد دون توسيع شبكة علاقاتك سيحول دون تطوير رصيد علاقاتك لتحقيق النجاح الوظيفي في المستقبل.

في هذه الأيام، نجد السبب الرئيسي وراء مغادرة الأشخاص للشركات التي يعملون بها هو شعورهم بعدم التقدير. لذلك قد يكون من المؤلم أن ترى رئيسك يمنح زميلك اهتماماً وثقة أكثر مما يمنحك، حتى وأنت تؤدي وظيفتك كما ينبغي. لكن اتباع هذه الاستراتيجيات قد يساعدك على تجاوز هذه الظروف الصعبة في العمل، وحتى لو لم يتجاوب معك رئيسك، فلا تدع تصرفه يعيق نجاحك المهني.

علامات:
تحميل المزيد