الحب في البدايات مختلفٌ دائماً.. 3 نماذج ستعرف من خلالها ما إذا كنت تعيش في “علاقة سامة”

"لا أريد من الحب غير البداية".. لم يقلها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش عن عبث، إذ لن نكون مخطئين لو قلنا إن كثيراً من الأشخاص يعيشون علاقات عاطفية رومانسية في الفترة الأولى من تعارفهم، قبل أن يتلاشى هذا السحر مع مرور الوقت وتتحول الرومانسية إلى اختلافات ثم جدالات وأحياناً إلى فراق.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/15 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/15 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
iStock/ أنواع العلاقات السامة

"لا أريد من الحب غير البداية".. لم يقلها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش عن عبث، إذ لن نكون مخطئين لو قلنا إن كثيراً من الأشخاص يعيشون علاقات عاطفية رومانسية في الفترة الأولى من تعارفهم، قبل أن يتلاشى هذا السحر مع مرور الوقت وتتحول الرومانسية إلى اختلافات ثم جدالات وأحياناً إلى فراق.

في الوقت ذاته يرى البعض أن الخلافات هي عملية طبيعية في الحياة، إذ إن هناك دائماً تقلبات في أي علاقة، فحتى أسعد الأزواج يتشاجرون بين الحين والآخر.

ولكن بعد أسبوعين من حل تلك المشاكل سرعان ما يجدون أنفسهم عند نفس النقطة وأن شيئاً لم يتغير ويمسي كلا الطرفان مرهقين من الحديث لساعات من دون جدوى.

iStock/ أنواع العلاقات السامة
iStock/ أنواع العلاقات السامة

أنواع العلاقات السامة

لماذا تنتهي بعض العلاقات دائماً عند نفس النقطة؟ لماذا تظهر نفس المشكلات مرة تلو الأخرى؟ بكل تأكيد لا يمكننا أن نقول إن شريكنا شخص جاهل لا يريد أن يتغير وبالتالي لا يساعد هذه العلاقة على الاستمرار بسلام، وإنما يتعلق الأمر بالديناميكية الأساسية التي تسير بها العلاقة.

لذلك سنقدم إليكم 3 نماذج شائعة للغاية عن العلاقات السامة التي لن يصل طرفاها إلى حل، وذلك وفقاً لما ذكره موقع The Good Men Project الأمريكي.

الشريك الشبح والشريك المتشبث

في الأفلام والكتب، تملك الأشباح في الغالب 3 سمات مميزة جداً:

الأولى: أنها تعيش في قصور قديمة ومتهالكة حيث وقع اغتيال دموي ومؤلم.

الثانية: أنها يصعب للغاية الإمساك بها إذا أردت ملاحقتها.

الثالثة: فإنها تأتي لمطاردتك عندما لا تتوقع ذلك على الإطلاق.

لا ينتج عن الاغتيالات الدموية علاقات رائعة، لذا دعونا ننسَ السمة الأولى ونسلط الضوء على السمة الثانية والثالثة.

إذ يحتاج الشريك الشبح في الغالب مساحة لنفسه، ما يحرم الشريك المتشبث من بهجة القرب ويزيد رغبته لأن يقضي كلاهما الوقت معاً.

بينما يتمسك المتشبث به بشدة، وهو ما لا يؤدي إلا إلى إبعاد الشبح، بينما يشعر المتشبث بالتجاهل وعدم التجاوب معه وأنه غير مرغوب، بينما يشعر الشبح بأنه مغمور ومقيد.

تكمن المشكلة الرئيسية لهذه الديناميكية في طبيعة التعزيز الذاتي التي تتسم بها، إذا كنت الشريك المتشبث، فإنك تتوق إلى أن يبادلك الطرف الآخر الحب، وسوف تلاحق الشريك الشبح من أجل ذلك.

وكلما تضغط للحصول على ذلك، فإنك تبعد هذا الشريك أكثر، أما إذا كنت الشريك الشبح، ففي كل مرة يتقرب منك الشخص الآخر، تبتعد عنه أكثر وتحرمه من الحب والارتباط الذي يتوق إليه.

ما هو الحل؟

يتمثل مفتاح تحطيم هذا النموذج في الحديث الصادق والصريح، إذ إن العجلة التي تهبط من أعلى التل، تحتاج إلى أن تتوقف لإعادة ضبط مكابح الديناميكيات الحالية.

فإذا كنت تشعر بأنك مغمور ومسحوق برغبة شريكة حياتك في البقاء معك، أوضح لها الأمر.

أخبرها أنك تحبها للغاية، لكنك تحتاج بعض الوقت والمساحة مع نفسك، وعندما تفعل ذلك يمكنك حينها فقط أن تبادلها الحب. خذ وقتك وبادر بالتحرك تجاهها بمجرد أن تكون على استعداد لإظهار حبك وعواطفك.

أما إذا كنت تشعر بأنك تلاحق شريكة حياتك لكنها تواصل الانسحاب، أفصح لها عن مشاعرك.

اسألها عن سبب انسحابها، وحاول أن تخفف من شدة إقدامك عليها درجة أو درجتين.

امنح شريكة حياتك المساحة التي تحتاجها، وسوف تتفاجأ بمدى رغبتها في العودة إليك بمجرد أن تحظى بالوقت الكافي لنفسها.

الشريك الضحية والشريك المنقذ

يواجه الشريك الضحية دائماً مشكلة ما، وتبدو الحياة بالنسبة إليه كما لو أنها حفرة وراء حفرة، ويجد نفسه دوماً في حالة فوضى يصعب الخروج منها.

ولحسن الحظ، يظهر المنقذ في كل مرة تتخذ فيها الأحداث منعطفاً سيئاً ويكون مستعداً لإنقاذ الحبيب الضحية من القوى الشريرة المنتشرة في هذا العالم.

هل تحطم حاسوبك المكتبي؟ لا تقلق، سوف تصلحه حبيبتك لك.

لم تطهُ شيئاً لنفسك على العشاء وليس لديك المال لتبتاع طعاماً من الخارج؟ لا تقلق، فسوف تخبرك الحبيبة بأنها ستتولى الأمر.

لا تستطيع كتابة سيرة ذاتية مطلوبة لوظيفة جديدة؟ حسناً، سوف تقول لك دعني أساعدك في الأمر.

هل تستطيع أن ترى السبب الذي يجعل هذين الشخصين ينتهي بهما الحال تحت سقف واحد؟ السبب أنهما مناسبان جداً لبعضهما، غير أنها علاقة غير صحية.

يبدأ الضحية المشكلة لأنه يحظى بتثبت وتقدير الذات عندما يعتني به شخص آخر. أما المنقذ فإنه يحصل على قيمته الذاتية عندما يستطيع حل المشكلة، أملاً في أنه سيكسب بذلك قلب الضحية.

المشكلة الأساسية لهذه الديناميكية تتسم بأنها معتمدة على عوامل وتدابير خارجية للحصول على تحقق وقيمة الذات.

كما تعزز سلوكيات كل منهما الآخر بطرق الوجود الضار لكل منهما، ولن يتعلم الضحية إطلاقاً أن يحل مشكلاته بنفسه، بينما لن يشعر المنقذ أبداً أنه يستحق الحب إذا لم يكن يحل مشكلات شخص آخر. 

يفتقد كلاهما إلى الحدود الصحية. يمرر الضحية المسؤولية في مشاعره ومشكلاته إلى المنقذ، الذي يحملها عن طيب خاطر حتى يرهَق كلاهما أو يستسلم تحت وطأة كل هذا العبء.

ما هو الحل؟

تكمن الخطوة الأولى في الوعي، إذ يجب على كلا الشريكين أن يلفت الانتباه إلى المشكلة ويتحدث عنها.

إذا كنت المنقذ، سوف تتعب من أنك مغمور في المشكلات التي يواصل الضحية إلقاءها على كاهلك.

أما إذا كنت الضحية، فإنك سوف ترغب في أن تتولي مسؤولية حياتك بنفسك وتصبح أكثر استقلالية.

وليس من السهل تحطيم نموذج راسخ، وثمة آليات نشطة تعيدك إليه مرة أخرى.

عندما يسحب المنقذ دعمه اللامحدود، يشعر الضحية بأنه مرفوض، والعكس صحيح. بغض النظر عن الدور الذي تؤديه في هذه العلاقة، سوف يجعلك الرفض تشعر بأنك غير محبوب وبلا قيمة.

يجب على كل من الضحية والمنقذ أن يرسم حدوداً واضحة ويلتزم بها. اتخذ قرارك حول المكان الذي تريد أن ترسم الخط عنده، ثم أوضِح الأمر في حديث واضح.

وعندما يحين الوقت ويكون واجب عليك أن تتمسك بمكانك، افعل ذلك بطريقة محترمة تخلو من الأحكام المسبقة. أظهِر لشريكك أنك تحبه، لكنك لن تسمح أبداً بالانتكاس والعودة إلى الوضع السابق.

كما يجب عليك أن تسعى للحصول على تقديرك الذاتي من نفسك بدلاً من الآخرين. إنها عملية طويلة، ولكن إن لم تخضها بنفسك، سوف تكون دائماً في حاجة إلى امتصاص تحقق وتقدير ذاتك من الخارج. يجب عليك بناء ثقتك بنفسك، وكن واضحاً بشأن مبادئك، واعرف ما تريد أن تفعله في حياتك.

الشريك الإيجابي والشريك السلبي

مثلما هو الحال مع الضحية والمنقذ، تعد العلاقة بين شريك إيجابي وآخر سلبي علاقةً ملائمةً للغاية على الورق. وفيها يحب أحد الطرفين أن يكون مبادراً، بينما يحب الآخر أن يُقاد في كل شيء.

يعد هذان الشخصان مكملين لبعضهما، فإذا كنت الشخص الإيجابي فإنك تقدر سلوك الهدوء والاسترخاء لدى الشخص السلبي.

أما إذا كنت الشخص السلبي فإنك تستمتع بالطاقة الملهمة والمبادرة التي يجلبها الشخص الإيجابي.

يبدو الأمر جيداً حتى الآن. غير أن المشكلة تتمثل في الوقت الذي تظهر فيه مشكلات خارجية ويتشكل التوتر؛ لأن لكل منكما نمطه المختلف في حل المشكلات.

يحب الشخص الإيجابي مجابهتها وجهاً لوجه وتحمّل المسؤولية، بينما ينسحب الشخص السلبي ويتجنبها ويتريث.

يحب الشخص الإيجابي أن يصلح غسالة الأطباق المكسورة في التو واللحظة، بينما لا يمانع الشخص السلبي الانتظار للأسبوع القادم.

إذا كنت الطرف الإيجابي في العلاقة، فسوف تشعر بأن شريكك يدفن رأسه في الرمال ولا يمكنك الاعتماد عليه، كما ستشعر وكأنه كسول وليس إلى جوارك، وأنك تدفعه لكي يتصرف بنضج ويتحمّل مسؤولية حياته. 

أما إذا كنت الطرف السلبي فستشعر بأن شريكك مبالغ في ردات فعله، أو متوتر وسريع الانفعال، أو يتحكم في كل تفاصيل حياتك، أو يضخّم الأمور أكثر مما تستحق.

ما هو الحل؟

ينبغي على الطرفين التنازل لوضع نهاية لهذا النموذج من العلاقات والاعتراف بجوانب القصور لدى كل طرف.

وينبغي للطرف الإيجابي أن يتنحى قليلاً بينما يتعين على الطرف السلبي تحمل مزيد من المسؤولية.

وأيضاً يجب أن يتذكر كلاكما أن أحدكما ليس ضد الآخر، لكنكما معاً في مواجهة المشكلة. في المرة التالية التي تظهر فيها مشكلة ما، اتبع الأسلوب التالي.

إذا كنت الطرف الإيجابي اسمح لشريكك بمعالجة المشاكل بطريقته الخاصة. دعه يقرر كيفية التعامل مع المشكلة ولكن اطلب منه إخبارك بما سيفعله ومتى. 

إذا كنت الطرف السلبي عليك إدراك أنه بإمكانك تقديم خدمة جليلة لشريك حياتك من خلال إبداء الالتزام بحل المشاكل. افعل ذلك بشروطك الخاصة، ولكن أظهر له أن بإمكانه الاعتماد عليك وأنك ستلتزم بوعودك.

تحميل المزيد