هل تساءلت يوماً: لماذا يبدو مذاق بعض الأطباق المنزلية أو الجاهزة شهياً أكثر في اليوم التالي؟ أوضح عالم الغذاء وعالِم النفس التجريبي في جامعة أوكسفورد د. تشارلز سبنس، أن هناك عدداً معيناً من ردود الفعل التي تحدث بشكل متزامن وتجعل مذاق الأطباق في اليوم التالي جيداً للغاية.
دعنا نعرّفك أكثر على الأسباب، وفقاً لما جاء في موقع Delish البريطاني:
دراسات استقصائية عن الطعام البائت
وفقاً لبحث جديد من متجر Asda البريطاني، يُقيّم البريطانيون الكاري بنسبة (33%)، والطواجن (32%) والبيتزا (27%) وتشيلي كون كارني (23%) والمعكرونة البولونيز (21%)، بأنها أكثر أطباق التي يكون مذاقها جيداً في اليوم التالي.
خلال وقت الحجر الصحي، كان هناك ارتفاع حاد في طهي أنواع مختلفة من الأطباق الكبيرة دُفعة واحدة في المنازل بالمملكة المتحدة. وأكثر من ثُلث البريطانيين يقولون إنهم كانوا يطهون كميات كبيرة من الأطباق عمداً؛ من أجل الحصول على "الطعام البائت".
د.سبنس أوضح أن طعم الطعام البائت الجيد يرجع جزئياً إلى تشبُّع الطعام بالنكهة والرطوبة اللتين تمنعانه من أن يصبح غير صالح للأكل.
وأضاف: "بصفتي من مُحبي الكاري، أعرف كيف يمكن أن يصبح مذاق الكاري أفضل مع تحوُّر الطبق بين الطهي وإعادة التسخين. الأطباق التي يكون مذاقها أفضل عند إعادة التسخين تكون رطبة وغالباً ما تحتوي على مجموعة معقدة من المكونات".
عالِم النفس التجريبي في جامعة أوكسفورد تابع: "في طبق الكاري، على سبيل المثال، عندما يُترك طوال الليل في الثلاجة، تتوزع النكهات المختلفة فيه بشكل متساوٍ على الطبق كله. وعلى الرغم من أن الكاري قد يحتوي على ما يصل إلى 20 أو 30 نوعاً مختلفاً من التوابل، فإن الفكرة أنه يجب مزجها بحيث لا يمكن تمييز عنصر واحد في الخليط. وفي الوقت نفسه، كلما طالت مدة مزج اللحم مع الصلصات، تشبّع بها واكتسب النكهات اللذيذة الناضجة. وأيضاً، عندما يغلي الكاري، أو معكرونة السباغيتي، أو الحساء على الموقد، يتفكك الكولاجين من اللحم. وعند وضع بقية الطعام في الثلاجة، سيتحول إلى هلام متماسك وبمجرد إعادة تسخينه، يذوب الجيلاتين فيخلق ملمساً حريرياً في الفم".
وختم: "بعض الأطباق نقوم بطهيها ثلاث مرات حتى تصبح جاهزة للطعام مرة أخرى كاللازانيا، حيث يتم طهي بقايا اللازانيا ثلاث مرات أيضاً: أولاً، يتم طهي اللحوم ببطء (في المرة الأولى للطهي)، ثم توضع فترة طويلة بالفرن (في المرة الثانية للطهي)، قبل إعادة تسخينها للمرة الثالثة".
من جانبه، قدَّم الشيف آندرو جونستون نصائح حول كيفية تسخين بقايا الطعام بأمان:
· انتظره حتى يبرد: تذكَّر دائماً أن الأطعمة الساخنة تحتاج أن تبرد قبل وضعها في الثلاجة، وإلا فقد تنمو عليها الكائنات الحية الدقيقة الضارة (البكتيريا).
· الثلاجة أو الفريزر: إذا لم يُعد استخدام الطعام في غضون 3-4 أيام، فضعه في الفريزر. وحتى صفار البيض النيء يمكن تجميده وإعادة استخدامه إذا أُضيفت كمية صغيرة من شراب السكر المُركز إليه؛ حتى لا تتلف البروتينات.
· أعِد التسخين دائماً: إعادة التسخين السريع في الميكروويف أفضل الطرق لمعظم الأطعمة. قد يكون التسخين في الفرن مناسباً لبعض الأطعمة مثل البطاطس المخبوزة، إضافة إلى أن إعادة التسخين في المقلاة تناسب أيضاً الأطعمة السائلة مثل الحساء. إذا لم تكن متأكداً، فاستخدِم الميكروويف.