قد يخبرك طفلك أنه يريد اقتناء قطة أو كلب أو أي حيوان أليف آخر، لكن بعض الآباء قد لا يأخذون هذا الطلب على محمل الجد، ربما لأنهم لا يعرفون تأثير وجود حيوان أليف في حياة الطفل، وكم يؤثر على نموهم وتنشئتهم في سنواتهم الأولى. لكن بعد قراءة هذا الموضوع، ربما ستفكر في أن تحضر له أنت حيواناً أليفاً حتى دون أن يطلب.
ما تأثير وجود حيوان أليف في حياة الطفل؟
وفقاً للمجلة الأمريكية العلمية Psychology Today فهناك 22 دراسة علمية مختلفة ربطت وجود حيوان أليف في حياة الطفل بالسلامة النفسية للأطفال، والتنمية المعرفية وتوسيع إدراك الأطفال، واكتسابهم بعض المهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى تعضيد الشعور بالمسؤولية، وبناء شخصيتهم القوية، بالإضافة إلى احترام الذات.
فضلاً عن مساعدة الحيوانات الأليفة للأطفال في بناء جسم صحي وقوي، ورفع مستوى السعادة لديهم وتقليل التوتر، ويُمكنهم ذلك أيضاً من التحكم في مشاعرهم بشكل أفضل، ويمنحهم مزيداً من شعور التعاطف والعطاء، كما أنه -وربما هذا الأهم- يبعد الأطفال قليلاً عن شاشات الهواتف والكمبيوتر والتلفزيون ويشغلهم في أمر آخر مسل وأكثر نفعاً.
- نشاط وصحة عامة أفضل
وجدت دراسة نشرت نتائجها في مجلة Anthrozoös العلمية في العام 2017 أن الأطفال الذين نشأوا مع حيوانات أليفة تمتعوا بصحة عامة أفضل، وكانوا أكثر نشاطاً بدنياً، وأقل مزاجية وتوتراً، وكان لديهم مشاكل أقل سواء في التعلم أو سلوكهم.
في هذه الدراسة قام مجموعة من الإحصائيين البارزين من مؤسسة RAND (مؤسسة فكرية أمريكية غير ربحية) بإجراء مسح على مجموعة من الأهالي الذين امتلك أبناؤهم حيوانات أليفة (أكثر من 5 آلاف طفل)، وآخرين لم يمتلكوا حيوانات أليفة (نحو 3 آلاف طفل)، ودرسوا تأثير ذلك على الأطفال -جميعهم أقل من 11 عاماً- صحياً وسلوكياً واجتماعياً واقتصادياً، بالإضافة إلى العوامل الديموغرافية مثل العرق والجنس، وتوصلوا للآتي:
الأطفال الذين يعيشون مع حيوانات أليفة كانوا عموماً أفضل حالاً من الأطفال الذين ليس لديهم حيوان أليف، إذ قال أهلهم إنهم تمتعوا بصحة عامة أفضل، وكانوا أكثر طاعة لهم، وأكثر نشاطاً بدنياً، وأقل مزاجية، وأقل مشاكل سلوكية، وأقل في مشاكل التعلم، مقارنةً بالأطفال الذين لم يمتلكوا حيوانات أليفة.
- صحة نفسية أفضل، خصوصاً للأطفال المختلفين
الحيوانات الأليفة تعطي حباً غير مشروط، ولا يصدرون أحكاماً على الأطفال المختلفين أو الوحيدين مثلما يفعل أصحابهم مثلاً، لذلك قد يكون الحيوان الأليف حلاً لبعض مشاكل الأطفال.
خصوصاً أن بعض المعالجين النفسيين قد يفضلون مساعدة مرضاهم -صغاراً وكباراً- للتعافي من أمراض مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والتوحد بمساعدة حيوانات أليفة، وفق نقطة أخرى هامة أشار إليها موقع HuffPost الأمريكي.
لذلك يمكن للحيوان الأليف أن يريح الطفل ويقدم له الدعم ويستمع إلى مشاكله دون حكم أو عواقب، وعند اللعب، يمكن أن يصبح الحيوان الأليف شريكاً لطفلك وأفضل صديق له.
- يساعد الطفل على التعاطف مع الآخرين
يمكن للحيوان الأليف أن يعلم الطفل أنه ليس عليه ألن يصب غضبه أو خوفه على الآخرين، إذ يصبح بعض الأطفال متنمرين وإذا لم يكن لديهم مكان آمن لمشاركة مشاعرهم الحقيقية، فقد ينقلون تلك المشاعر إلى أطفال آخرين.
ويمكن للحيوان الأليف تعليم الأطفال التعاطف، لأن الطفل بالأساس يتعلم معرفة احتياجات حيوانه الأليف: هل هو جائع؟ هل هو بحاجة إلى الخروج؟ ربما يخاف الحيوان الأليف من الرياح أو المطر أو الثلج ويحتاج إلى الراحة.
- يعلم الثقة والمسؤولية
يمكن للحيوان الأليف تعليم الطفل اكتساب مهارة الثقة وتحمل المسؤولية، لأنه بالأساس يتحمل مسؤولية رعاية حيوان أليف. إذ يمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات إدارة مهام بسيطة مثل ملء ماء الحيوانات الأليفة وأوعية الطعام، وعندما يكبر طفلك، يمكنه الاعتناء بالحيوان الأليف والمشي.
- المساعدة في تكوين صداقات
يمكن أن تساعد الحيوانات في تكوين صداقات مع الأطفال وزيادة المهارات الكلامية لديهم، سيبدأون محاولة التحدث هذه مع الحيوانات الأليفة، ما ينمي مهارات اللغة المعرفية للأطفال.
ويوفر الوجود البسيط للحيوانات الأليفة حافزاً لفظياً لمساعدة طفلك على التحدث والتواصل مع الآخرين بعد ذلك، وفقاً لنقطة أثارتها منظمة NPR الأمريكية.
- تقليل التوتر
في إحدى الدراسات التي أشار لها لموقع Parents، طُلب من الأطفال القراءة أمام أقرانهم، وشخص بالغ، وكلب وراقبوا مستويات التوتر لديهم، ووجدوا أن الأطفال كانوا أكثر استرخاءً في وجود الحيوان، وليس البشر.
قد يهمك أيضاً: أعط هاتفك لطفلك دون أن تقلق حول حذفه أو شرائه تطبيقات، لكن بعد استخدام خدع آيفون الذكية