لا شكَّ أنّ هناك عدة فرضيات تتعلق بما قد يتسبب في انقراض البشر، بدايةً بغزو الكائنات الفضائية إلى الأرض وانتهاءً باصطدام النيازك، ولكنْ هناك إجماع عام بين العلماء الذين يدرسون الموضوع، على أن بعض المخاطر التي تهدد بزوال البشرية منطقيّة أكثر من غيرها، ويُطلق عليها اسم "الأخطار الوجودية".
الأسباب المنطقية لانقراض البشر
فيما يلي بعض النماذج فقط، أو بعض الأخطار التي يضعها الباحثون في أعلى القائمة، بحسب موقع LiveScience الأمريكي.
الحرب النووية
يوضح لوك كيمب، وهو باحث مشارك في مركز دراسة المخاطر الوجودية في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، أن الخطر الوجودي يختلف عن التهديد العادي مثل ضرب نيزك ما الأرض.
وأضاف أنّ الحرب النووية هي واحد من أكبر المخاطر المحتملة التي تهدد البشرية، إذ إنّ كثيراً من البلدان تواصل إنتاج يورانيوم عالي التخصيب، وإذا احتدت التوترات السياسية بين البلدان فسنكون حتماً أمام حرب نووية.
ومثلما هو الحال في كل الأخطار الوجودية، لا توجد تقديرات دقيقة تحدد عدد الأشخاص الذين سيقضي عليهم النزاع النووي.
الجوائح
تعدُّ إساءة استخدام التكنولوجيا الحيوية خطراً وجودياً آخر يهدد حياة البشر، فالتكنولوجيا الحيوية هي علم يبحث في استخدام كائن حي من أجل صنع أو تطوير منتج يخدم البشرية، مثل صنع مسببات أمراض قاتلة سريعة الانتشار والتي بدورها يمكن أن تتسبب بجائحة لا نستطيع التعامل معها.
فمسببات الأمراض تُصمم خصيصاً لتكون فتاكة وناقلة للعدوى بأكبر قدر ممكن، ويمكن أن تكون أشد ضرراً من مسببات الأمراض الطبيعية، وربما تقضي على أعداد كبيرة من سكان الأرض في فترة زمنية محدودة.
التغير المناخي
إن الآثار المصاحبة للتغير المناخي، ومنها نقص الغذاء وندرة المياه والظواهر المناخية الشديدة، ستهدد بقاء الإنسان دون أدنى شك.
كما يبدو أن تغير المناخ له علاقة أيضاً بالنزاعات والتغيرات السياسية، ما يجعل العالم مكاناً أخطر بكثير.
تخيل مثلاً أن يعاني العالم نقصاً حاداً في الغذاء والماء ويسبب ذلك زيادة حدة التوترات الدولية، ويشغل حروباً نووية تقضي على أعداد هائلة من البشر، والخلاف بين مصر وإثيوبيا على الماء هو أحد تلك الأمثلة.
كما يمكن أن يتسبب حدث كارثي ما في القضاء على الجميع إلا بضع مئات أو آلاف، ما سيضعف احتمالات بقاء النوع البشري.
الذكاء الاصطناعي
وهناك زاوية أخرى لذلك أيضاً تتعلق بالخطر الوجودي فمثلاً يمكن أن تؤدي الكارثة التي يسببها التغير المناخي إلى كارثة تكنولوجية مثل إعاقة البشر عن الوصول إلى الفضاء أو الوصول إلى مستوى معين من الهيمنة التكنولوجية، وهذا الأمر هو تهديد كبير لوجودنا أيضاً.
ومن بين التهديدات التي تدخل في ذلك التصنيف الذكاء الاصطناعي أيضاً هي الروبوتات الذكية التي قد تنطلق في العالم من دون قصد البشر وربما تفرض رقابة واسعة علينا وقد تفوقنا جسدياً وعقلياً أيضاً وقد تنهي هيمنتنا على الكوكب حتى.
البشرية نفسها
رغم النطاق الواسع لتلك المخاطر، فإن كلها تشترك في عاملٍ واحد: يلعب البشر دوراً رئيسياً في تحديد مدى حدة هذه المخاطر. ولكن ماذا لو كان البشر هم أكبر خطر يهددنا بالانقراض؟
العالم سابين رومان يرى أن أغلب المخاطر الوجودية "صنعناها بأنفسنا"، وتمتد جذورها في المجتمعات والأنظمة التي تنتج عنها، وأن انشغال البشر بالنمو المستمر أدى إلى الاستغلال وتدمير الكوكب والصراعات المستمرة.
ويشبه رومان حضارتنا بصفّ من قطع الدومينو، حيث الخطر الأكبر ليس القطعة التي تبدأ الانهيار، وإنما التعرض لخطر الانهيار. لذلك علينا العمل على تمكين التعاون الدولي فيما بيننا، كما علينا أن ننظر إلى المجتمعات التي انهارت قبلنا والتي ستعلمنا بكل تأكيد كيف نحمي أنفسنا.