منذ ملايين السنين، نجح الجنس البشري في البقاء على كوكب الأرض رغم العوائق الكبيرة التي واجهته. ورغم كون الإنسان كائناً سائداً يسيطر على معظم موارد الكوكب، فإن الحيوانات تتسبب بموت عددٍ كبيرٍ من البشر سنوياً
قبل مرحلة بناء المنازل كان، البشر عرضة للتهديد من جميع أنواع الحيوانات الخطيرة، فالحيوانات المنقرضة مثل الماموث الصوفي، والسنور ذي الأسنان السيفية، والدببة العملاقة شكلت تهديداً حقيقياً على حياة البشر القدامى.
وكان البحارة المستكشفون الأوائل يواجهون أسماك القرش الخطيرة، والحيتان في المحيطات.
ومع التوسع في الزراعة والمدنية، انتشرت الأمراض المعدية المحمولة بواسطة الحيوانات، لتُبيد أعداداً هائلة من السكان في العالم كله عدة مرات.
واليوم، لا تزال الحيوانات تشكِّل خطراً على البشر، تعالوا نتعرف أخطر هذه الحيوانات بالترتيب وعلى أعداد البشر التي تموت سنوياً بسببها، بحسب ما ذكره موقع World Atlas.
الناموس
من المثير للدهشة أن أكثر الحيوانات التي تشكل خطورةً على حياة البشر ليست مفترسة ذات أنياب حادة، بل مجرد حشرة صغيرة تصدر طنيناً أينما حلّت.
ويتحمل الناموس مسؤولية وفاة حوالي مليون شخص سنوياً، يعتبرهم معظم الناس مجرد مصدر إزعاج في ليالي الصيف، لكنهم أكثر الحيوانات الفتاكة على الأرض.
ويتسبب الناموس في موت البشر عن طريق نقله الأمراض بينهم، مثل الملاريا، وحمى الضنك، وحمى غرب النيل، والحمى الصفراء، وفيروس زيكا.
البشر
لا تتفاجأ، فالبشر هم بالمرتبة الثانية من مسببي الموت، إذ يموت سنوياً حوالي 475 ألف إنسان على يد أخيه الإنسان.
إضافة لذلك فإن هناك أشياء أخرى تتسبب في زيادة هذا الرقم سنوياً مثل التسبب بزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة التي تغير المناخ العالمي والتي بدورها تزيد من انتشار الطفيليات، والحشرات الناقلة للفيروسات.
طبعاً تم إدخال البشر في قائمة "الحيوانات الأكثر فتكاً بالإنسان"، على أساس أن الإنسان يقع علمياً ضمن مملكة الحيوان.
الثعابين
ربما تكون واحدة من أقل الحيوانات التي تحظى بتقديرٍ على الأرض بينما هي ثالث أكثر الحيوانات خطورةً على حياة البشر.
وتقتل الثعابين ما لا يقل عن 50 ألف شخص سنوياً، إذ تحدث الوفيات بسبب عضات الثعابين السامة غالباً دون الإبلاغ عنها، في الوقت الذي يتغاضى مسؤولو الصحة العامة غالباً عن هذا الخطر المحتمل.
الكلاب
الكلاب هي الصديق المفضل للإنسان، ولكن ليس دائماً، إذ تقتل الكلاب حوالي 25 ألف شخص سنوياً.
هذه الوفيات لا تحدث بسبب الهجمات الشرسة للكلاب الأليفة في المنزل، بل بسبب مهاجمة الكلاب الضالة والوحشية المصابة بداء الكلب الأشخاص ونشر المرض بينهم.
ذبابة التسي تسي، والبق القاتل، وحلزون المياه العذبة
بعد الكلاب، تعدّ الحيوانات الثلاثة التالية رغم صغر حجمها من الحيوانات الخطرة على البشر.
فذبابة التسي تسي تحمل الطفيليات المسببة لداء النوم عبر إفريقيا، وهي مسؤولة عن قتل حوالي 10 آلاف شخص سنوياً، ويصيب هذا المرض منطقة إفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى وخاصةً في المناطق الريفية وغير المتطورة، حيث يعتمد الأشخاص في المعيشة على الماشية التي قد تُصاب أيضاً بالعدوى.
وتكمن خطورة هذا المرض في أنه لا يُكتشف أحياناً إلا بعد فوات الأوان.
بينما البق القاتل ينقل للإنسان عند عضه طفيلياً يدعى طلائعي التريبانوسوما الكروزية الذي يقوم بدوره بالتسبب بداء شاغاس الذي يفشل بشكل كبير عمل أعضاء الجسم، وبالتالي يتسبب بموت حوالي 410 آلاف إنسان سنوياً.
أما حلزون المياه العذبة الذي يحمل نوعاً آخر من الطفيليات يتسبب سنوياً بوفاة 10 آلاف إنسان إيضاً.
إذ يمكن أن ينقل الحلزون المعدي مرض البلهارسيا إلى البشر، وهو ما يسبب ظهور أعراض تشبه الأنفلونزا، والقيء الدموي، وشلل الساقين.
وزاد انتشار هذه الطفيليات في مساحاتٍ أوسع بسبب التغير المناخي وتزايد تعداد السكان، الذي أدى إلى ظروف معيشية غير صحية.
الديدان المستديرة، والديدان الشريطية
تتسبَّب الديدان المستديرة، والديدان الشريطية في وفاة حوالي 2500 شخص سنوياً عبر إصابتهم بعدوى داء الأسكارس التاي غالباً ما تتم الإصابة به دون ظهور أي علامات أو أعراض دالة على المرض.
وتنتشر العدوى خاصة في المناطق الاستوائية والمناطق الحضرية التي تعاني من انعدام الاهتمام بالصحة العامة.
الحيوانات الآكلة للحوم
رغم أنّ غالبية البشر يعتقدون بأن الحيوانات الآكلة للحوم هي من أخطر الحيوانات على حياة الإنسان إلا أنها في ذيل القائمة، فمثلاً تعتبر التماسيح مسؤولة عن قتل ألف شخص سنوياً، وفرس النهر مسؤول عن 500 وفاة، فيما تقتل الفيلة والأسود 100 شخص سنوياً.
أما الذئاب وأسماك القرش فتتسبَّب بحوالي 10 وفيات فقط سنوياً.