حذر علماء من أن الشباب الذين يرتادون حفلات الموسيقى الصاخبة أكثر عرضة من غيرهم لظهور علامات مبكرة للإضرار وفقدان حاسة السمع عمّن يعيشون حياة أكثر هدوءاً.
وتوصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة مانشستر إلى أن هذه الأضرار قد لا تكون خطيرة بما يكفي لتشخيصها على أنها "فقدان السمع" في عمر صغير، ولكن سيكون لها تأثير تراكمي على حاسة السمع في المستقبل.
إلى جانب ذلك، كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن 1.1 مليار مراهق معرضون لخطر التلف أو فقدان السمع "بسبب الاستخدام غير الآمن لأجهزة الصوت الشخصية والتعرض لمستويات ضارة من الصوت في أماكن الترفيه الصاخبة".
تجنب البيئات الصاخبة واختبار السمع
وبناء على نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Hearing Research، يشجع العلماء من يتعرضون بشكل متكرر إلى الموسيقى الصاخبة على الخضوع لاختبارات سمع بانتظام والحد من مخاطر الإضرار بحاسة السمع من خلال تجنب البيئات الصاخبة بقدر الإمكان.
وقال الدكتور الذي أجرى الدراسة من مركز مانشستر للسمع والصوت سام كاوث: "أظهرت هذه الدراسة بوضوح أن الشباب الصغار الذين يذهبون بانتظام إلى النوادي والحفلات الصاخبة أكثر عرضة للإضرار بحاسة السمع لديهم مقارنة بمن يعيشون حياتهم بهدوء، والموسيقيون تحديداً مهددون بالتعرض للضوضاء الصاخبة بشكل يومي بسبب طبيعة عملهم".
ويولد البشر بحوالي 12,000 خلية سمعية في آذانهم، ويقل عددها مع التقدم في العمر.
ويقول دكتور كاوث لموقع BBC Science Focus إن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة يزيد من سرعة فقدان تلك الخلايا السمعية.
بدورها قالت رئيسة جمعية طنين كيبيك سيلفي هيبرت: "عندما تتعرض الأذن لأصوات عالية للغاية، تتلف خلايا الشعر الحساسة في الأذن الداخلية، وبمجرد أن تتضرر فإنها تزول، يتم تدميرها ولا تتجدد".
وأكدت لموقع CBC أنه يمكن لأجهزة السمع أن تضخم الصوت، لكن لا يمكنها تكرار وضوح ونوعية الصوت التي توفرها خلايا الشعر.
وأوضحت: "إذا ذهبت إلى نادٍ ليلي، وتعرضت لموسيقى صاخبة جداً، فبمجرد خروجك ستعاني من فقدان السمع المؤقت الذي سيتعافى إلى حد ما"، وقد تسمح رنيناً في أذنيك.
فقدان حاسة السمع يستغرق سنوات من الصخب
وعلى الرغم من أن الأشخاص قد يعانون من فقدان حاسة السمع لفترة قصيرة، لكن فقدان حاسة السمع وطنين الأذن خطران يستغرقان سنوات من التعرض للأصوات الصاخبة.
وأجرى الباحثون اختبارات سمعية خاصة على 123 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً.
ووجدوا أن الخلايا في قوقعة الأذن، الموجودة بالأذن الداخلية والتي تساعد في رصد الأصوات، تعمل بكفاءة أقل في الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من الضوضاء الترفيهية الصاخبة مثل تلك الموجودة في النوادي الليلية والحفلات الموسيقية.
وتكهّن العلماء أيضاً بأن تلف الخلايا السمعية يُبطئ من وصول الإشارات الصوتية من العصب السمعي إلى المخ.
الوقاية من الأصوات الصاخبة
ويقول الباحثون إن أفضل طريقة للحد من مخاطر الإضرار بحاسة السمع هي تجنب البيئات الصاخبة والضوضاء تماماً أو خفض مستوى الصوت من المصدر.
وإن كان أي من هذين الأمرين مستحيلاً، ينصح العلماء باستخدام واقيات سمعية مثل سدادات الأذن.
ويقول دكتور كاوث أيضاً إنه يتوجب على أطباء السمع متابعة صحة الخلايا السمعية في قوقعة الأذن عن كثب للبحث عن أي علامات مبكرة تهدد حاسة السمع.
قياس الضوضاء
ووفقاً للخبراء، تقل مدة التعرض الآمن للضوضاء بمقدار النصف مع كل زيادة قدرها 3 ديسيبل في شدة الضوضاء؛ أي أن مدة التعرض اليومي الآمن للضوضاء عند 88 ديسيبل هي 4 ساعات، وتصبح ساعتين فقط عندما تصبح شدة الضوضاء 91 ديسيبل، وهكذا.
وقال دكتور كاوث: "تتجاوز شدة الضوضاء في معظم الحفلات الموسيقية الصاخبة حاجز الـ 100 ديسيبل، مما يعني أن معدل التعرض الآمن للضوضاء بالنسبة لمن يحضرونها لا يزيد عن 15 دقيقة بدون استخدام أي واقيات أو وسائل حماية سمعية".
وأضاف: "نعلم من بحث سابق أن 6% فقط من الموسيقيين يرتدون واقيات لحماية سمعهم بانتظام".
واختتم قائلاً: "ولهذا السبب نحث كل الموسيقيين، ورواد النوادي الليلية والحفلات الموسيقية، على ارتداء سدادات الأذن المصممة خصيصاً للاستماع إلى الموسيقى لكي تظل جودة الصوت عالية، مع الحد من مخاطر الإضرار بحاسة السمع".