نعيش حالياً في مجتمع مهووس بالنظافة، وهناك قطعاً مميزات لهذا القلق الجماعي إزاء الجراثيم في المساعدة بمنع انتشار البكتيريا والفيروسات، ومن ثم، يُبقينا أصحاء. فكِّر كيف يُقلل غسل اليدين من انتشار الأمراض، أو كيف يحسن غسل الأسنان من صحة الفم، لكن هناك أضرار لغسول الفم، ونأسف أن نقول هذا.
فرغم تلك الميزات المهمة لهوس النظافة، فإننا ربما نبالغ قليلاً في التنفيذ. ويعتقد بعض العلماء أننا نُضعف دفاعات الجسم بهذه النظافة المفرطة، إذ من شأن وجود قليل من الجراثيم هنا وهناك أن يمنح الجهاز المناعي فرصة ليزداد قوة.
تخيل الاستجابة المناعية كأنها حرس لقلعة، عندما يواجه حارس القلعة حشداً من الغزاة، فربما لا يكون مستعداً بما يكفي لمحاربتهم إن لم يكن قد واجه من قبلُ سوى مجموعة صغيرة، أما إن كان خبيراً بصد مجموعات كبيرة من الأعداء بشكل منتظم، فسيكون متأهباً بشكلٍ أفضل لصدّ ذلك الحشد.
يتشابه الجهاز المناعي البشري مع هذا المثال في حاجته إلى الحفاظ على استمرارية التدريب والتأهب، وفق التشبيه البسيط الذي استخدمه موقع How Stuff Works الأمريكي.
اقرأ المكونات، فقد تكون هناك أضرار لغسول الفم
ثمة طرق أخرى يمكن أن نقوّض بها جهازنا المناعي، ومنها استخدام منتجات معينة من مضادات الميكروبات (تحارب الجراثيم)، وهو ما قد يُسبب رد فعل مناعي مفرطاً.
ومن بين مضادات الميكروبات التي تثير قلق بعض الخبراء الطبيين، التريكلوسان، وهو مكوَّن يوجد في بعض غسولات الفم (وأحياناً ما يُضاف إلى معجون الأسنان وصابون اليد).
إذ وجد الباحثون في جامعة جونز هوبكنز أن الأطفال الذين سجلوا مستويات عالية من التريكلوسان، كانوا أكثر عرضة لامتلاك مستويات عالية من المواد الكيميائية المناعية، مثل الموجودة لدى الأشخاص المصابين بالحساسية.
فيما أشارت الدراسات أيضاً إلى أن التريكلوسان يمكن أن يسهم في خلق مقاومة للمضادات الحيوية. وهكذا، بدأ كثير من المصنعين في إزالة التريكلوسان من منتجاتهم.
إذا كنتَ قلقاً من هذه المادة، تأكد من تفحّص بطاقة المنتج الموجودة على غسول الفم أو أي منتجات شخصية أخرى قبل أن تشتريها.
احذر أيضاً بشأن توقيت استخدام غسول الفم
أيضاً، حاول ألا تستخدم غسول الفم بعد غسل أسنانك بالفرشاة، إذ إن غسول الفم قد يؤدي إلى زيادة التسوس في حالات معينة. قد تبدو هذه النصيحة غريبة بالنسبة للذين تعودوا على استخدام غسول الفم بعد تفريش أسنانهم.
ولكن إذا كنت ممن يلتزمون بنصائح الأطباء بغسل أسنانك بالفرشاة مرتين وتقلل السكر، ومع ذلك اكتشفت أن أسنانك مصابة بالتسوس، فقد يكون هذا هو السبب.
إذ إن غسول الفم قد يؤدي إلى زيادة تسوس الأسنان في حال استخدامه بعد غسلها بمعجون الأسنان، لأنه يزيل طبقة الفلورايد الموجودة به، حسب تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية، وتغيير توقيت استخدامه؛ كي لا يعقب المعجون بإمكانه أن يقلل من تسوس الأسنان بنسبة تصل إلى 25%.
لذلك، من الأفضل ألا تبالغ في استخدام غسول الفم، ولا تستخدمه بعد تفريش الأسنان بالمعجون.