هل تتذكر آخر مرة قضيت فيها وقتاً في مقهى؟ بالنسبة لعدد كبير منا كان ذلك قبل 3 أشهر تقريباً، حيث كنت تطلب ما تشتهي من أنواع القهوة والمشروبات الأخرى. إذا كنت لا تزال تشتاق لرشفة من فنجان قهوتك المفضل ولا تريد المغامرة بصحتك لنتعلم سوياً كيف تصنع قهوة في المنزل بمذاق مثل المقاهي؛ كونه المشروب الأصعب في الحصول على نتيجة قريبة لمذاق المقاهي.
هيا، أخرج روح النادل بداخلك، وتعلم بعض الطرق لصنع قهوة منزلية جديرة بالشرب مثل المقاهي، بفضل نصائح النسخة الأمريكية من موقع Huff Post عن تقنيات صنعها والمعدات التي تحتاجها لهذه المهمة الممتعة.
اقرأ أيضاً
كيف تصنع قهوة في المنزل بمذاق مثل المقاهي؟
1- استعد، وأحضر هذه الأدوات
من الناحية المثالية، ستحتاج إلى مطحنة قهوة ذات مثقاب وميزان مطبخ.
سواء كنت تحضر قهوتك باستخدام وعاء تحضير القهوة بالتنقيط أو صانعة القهوة اليدوية Chemex، فإن واحدة من أفضل المعدات التي يمكنك شراؤها للارتقاء بقهوتك إلى المستوى التالي هي المطحنة ذات المثقاب.
فعلى عكس مطحنة القهوة الاعتيادية، تتيح لك المطحنة ذات المثقاب اختيار درجة خشونة القهوة المطحونة. ولهذا السبب، ترتفع قليلاً أسعار المطحنة ذات المثقاب عن المطاحن الاعتيادية، إذ تبدأ الأسعار من حوالي 50 دولاراً، لكنها أطول عمراً وستحسّن تجربة شرب القهوة على الفور.
تقول غابي إنغرسول، التي تعمل نادلة في مقهى Peaks Coffee Company في مدينة سيراكيوز بولاية نيويورك: "يجب على محبي القهوة الحصول على مطحنة قهوة ذات مثقاب، إذ يمكنك حينها البدء في الاستمتاع بتجربة ارتشاف فنجان قهوة مخصص للغاية وإعداده ليلائم احتياجاتك، بدلاً من مجرد وضع ثلاثة أكواب في آلة القهوة".
على سبيل المثال، إذا كنت تخمّر فنجاناً من القهوة في وعاء قهوة اعتيادي، فسوف ترغب في ضبط الطحن على الدرجة المتوسطة، بينما يعد الطحن الخشن مثالياً إذا كنت تستخدم مكبس القهوة الفرنسي أو تحضير قهوة مقطرة على البارد.
تحب ليتيسيا بولوك، المؤسس المشارك لـ Panther Coffee في ميامي، استخدام ميزان المطبخ لضمان تحضير قهوة مخمرة متماسكة في كل مرة. تقول بولوك: "عادةً تُعدّ فنجاناً من القهوة يدفعك إلى أن تُعلّق على لذة مذاقه. ولكنك تفشل في إعداد فنجان ثانٍ مماثل". ولكن باستخدام ميزان المطبخ (الذي يمكنك شراؤه بأقل من 20 دولاراً)، يمكنك تعقب المقدار الدقيق للقهوة التي كانت في فنجان أحلامك الذي نجحت أخيراً في إعداده.
2- أضف النكهة التي تحب
هل تراودك أحلام يقظة بشأن لاتيه اللافندر المهدئ الذي لا يستطيع أحد صنعه سوى نادلك المفضل؟ اعلم أن تحضير شراب بسيط منقوع أسهل مما تظن وهو طريقة ممتعة لإضافة نكهة إلى قهوتك.
تنحاز غابي إلى شراب الفراولة، ويعزى هذا إلى كمية من الفراولة أرسلت إلى المقهى بالخطأ ذات مرة. لإعداده، قطّع نصف كيلو من الفراولة وضعها في قدر مع كوب من الماء وكوب من السكر. اترك القدر يغلي على النار ثم قلل درجة الحرارة إلى نار هادئة لمدة 20-30 دقيقة، مع الحرص على التقليب من حين لآخر. وما أن يصبح السائل أحمر فاتح وتنضج الفراولة، قم بتصفية الكمية في برطمان أو وعاء آمن من الحرارة واتركه يبرد في الثلاجة.
يمكنك إضافة شرابك إلى القهوة الساخنة، ولكنه رائع بشكل خاص في المشروبات المثلجة. من الأفضل استخدام خلاط الكوكتيل بدلاًمن الاكتفاء بإضافة الشراب إلى قهوتك وتقليبه. تعلق غابي قائلة: "يضيف قليلاً من الرغوة على مشروبك. ثم تجد النكهة في كل رشفة بدلاً من الانتظار إلى الوصول إلى آخر رشفة من المشروب".
أضف الثلج والقهوة ونصف ملعقة صغيرة أو نحو ذلك من الشراب إلى الخلاط، ثم اخفق الخليط بالقدر الذي يريحك ثم احرص على تصفيته وصبّه فوق بعض الثلج في كوب.
3- اصنع مكعبات ثلج من القهوة
يبدو الأمر بسيطاً للغاية، حتى تتعلم كيف تصنع قهوة في المنزل بمذاق مثل المقاهي أنت في حاجة لتجميد بعضٍ من مشروب القهوة الخاص بك في علبة مكعبات الثلج لجعل مشروبات القهوة الباردة أفضل.
يحب رِن داوتي، منسق التواصل ودعم خدمة العملاء في مقهى Batdorf & Bronson Coffee Roasters في مدينة أوليمبيا بولاية واشنطن، صنع قهوته مركزةً قبل تجميدها.
وأوضح داوتي: "نُخرج مكعبات الثلج، ونضعها في كيس التجميد من نوع Ziploc، وعندها نحصل على مكعبات قهوة الثلج المركزة جاهزةً للاستخدام". ويمكنك وضعها في مشروب القهوة المثلجة، غير أن طريقة داوتي المفضلة للاستمتاع بها هي وضعها في المشروبات المخفوقة.
خفق 3 أو 4 مكعبات من القهوة المجمدة في الخلاط مع حوالي 140 غراماً من اللبن وملعقة صغيرة من العسل. قال داوتي: "هذا لذيذ، إنه بارد ومثلج في فصل الصيف، لكنك تحصل على قوة النكهة التي تريدها للقهوة".
4- هل أنت على عجلة من أمرك؟ تجاوز خطوة تبريد القهوة
يُعد تحضير كمية من المشروب البارد أمراً رائعاً، غير أنه يحتاج إلى وقت للنقع لمدة لا تقل عن 12 ساعة. القهوة المثلجة على الطريقة اليابانية أسرع ويمكن أن تكون النتيجة بالتأثير نفسه.
تصنع غابي قهوتها بإعداد غلاية من القهوة المركزة (فقط ضعف مقدار القهوة التي تستخدمها عادةً) ثم سكبها فوراً على الثلج. عند الذوبان، لا يفقد المشروب أياً من نكهة القهوة القوية، ولا يخفف تركيز القهوة. يكمن السر في سكبها على الثلج فوراً لتجنب ظهور نكهة حمضية.
5- اهتم بحبوب البن
تتميز حبوب البن بمزيج نكهات مختلف وفقاً لمكان زراعتها وكيفية معالجتها وتحميصها وإعدادها.
فالبعض يحب بُنّ Pike Place الذي يقدم في مقاهي ستارباكس ويتميز بنكهة الكاكاو بالبندق، وآخرون يحبون قهوة ذات نكهات تميل أكثر إلى مذاق الفاكهة، مثل Apollo التي تقدمها مقاهي Counter Culture Coffee في أمريكا، والتي تتسم بمذاق حمضي، أو مشروب Guatemala San Sebastian الذي تقدمه مقاهي PERC Coffee ويتميز بنكهة التوت.
حتى تتعلم كيف تصنع قهوة في المنزل بمذاق مثل المقاهي عليك أن تملك بعضاً من خبرتهم في معرفة أي نوع من حبوب البن الأنسب، أو الذي تفضل مذاقه على الأقل.
6- فقط أعطِ فرصة للحليب لتحبه
إذا كنت تفضل اللاتيه والكابتشينو، فسيكون من الصعب تقليد تلك المشروبات في المنزل دون إحداث بعض التغيير في ماكينة إعداد القهوة. غير أن جرعة قوية من القهوة المحضرة مع أداة بسيطة لصنع رغوة الحليب ستساعدك على محاكاة تلك التجربة في المنزل.
قالت غابي: "أضع حليب الشوفان على الموقد أو في الميكروويف حتى درجة الغليان تقريباً ثم أضعه على قهوتي الفرنسية". وأضافت: "ما عليك سوى غمر أداة صنع الرغوة لأعلى ولأسفل، وهي تصنع في الواقع رغوة حليب رائعة".
تشمل الخيارات الأخرى منخفضة التكلفة خفق الحليب في وعاء أو شراء صانع رغوة الحليب اليدوي.
اصنع طقساً خاصاً في المنزل.. فالقهوة لا تشرب على عجل
قبل جائحة كورونا، كان لكل منا طقس خاص وحالة نفسية مميزة أثناء الجلوس في المقهى لشرب القهوة. فالبعض كان يذهب ليتابع العمل على جهاز اللابتوب، وآخرون لمجرد الاستمتاع بمذاق القهوة على صوت فيروز، أو على أنغام موسيقى جاز، وغيرهم لشربها مع سوفليه الشيكولاته البيضاء، وأخريات كن يردن اقتناص فرصة الحصول على بعض الهدوء قبل أن يستيقظ صغيرها.
ولكي تصنع قهوة في المنزل بمذاق مثل المقاهي عليك أيضاً أن تعيش في الحالة النفسية التي كنت تعيشها في المقاهي. اصنع طقسك الخاص في المنزل. وتذكر ما قاله درويش: القهوة لا تشرب على عجل.
"القهوة لا تُشرب على عجل، القهوة أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات".