من المحتمل أنك قد عانيت أو ما زلت تعاني من موجات طنين الأذن العشوائية التي لا تدوم طويلاً، ويشبه هذا الطنين الصوت الذي تسمعه في أذنيك بعد حضور حفلة موسيقية أو تشويشاً ثابتاً غريباً في رأسك أثناء جلوسك في غرفة هادئة.
طنين الأذن
ويوصف هذا الصوت غالباً بأنه "رنين في الأذن"، أو طنين الأذن وهو عرَضٌ يشمل أي إحساس بالصوت عندما لا يكون هناك مسبب خارجي فعلي لذلك، وفق موقع Prevention الأمريكي.
ونظراً إلى كونه ظاهرةً سمعية، فإن الطنين قد يبدو مثل عرير الصراصير أو أزيز الحشرات وأحياناً يكون عدة درجات من الصوت في آنٍ واحد.
وقد تسمع أيضاً أصوات هدير أو هزيز أو هسهسة أو صفير أو نقر في أذن واحدة أو كلتا الأذنين أو في منتصف رأسك.
200 خلل جسدي قد تسبب طنين الأذن
وتقول الطبيبة جاكي كلارك اختصاصية السمع السريري إنّ الطنين قد يكون بمثابة علامة على العديد من الحالات الصحية الكامنة، رغم أنه ليس مرضاً بحد ذاته.
فوفقاً للجمعية الأمريكية لطنين الأذن، هناك في الواقع حوالي 200 خلل جسدي قد يسبب كل منها أصواتاً مربكة أو مزعجة في رأسك.
لهذا السبب (ولأن الأعراض يمكن أن تؤثر إلى حد كبير على حياتك)، من الضروري أن تخضع للفحص الطبي إذا أصبح الطنين مشكلة مستمرة.
أسباب طنين الأذن
هل تتمنى التحكم في الطنين الذي تسمعه في أذنيك؟ إليك الأسباب الشائعة لطنين الأذن وما يجب فعله حياله:
تحيط بك ضوضاء صاخبة طوال الوقت
إذا كنت تلاحظ أزيزاً عالياً أو رنيناً في أذنيك، فقد يكون التعرض للضوضاء سبباً أساسياً للطنين.
هذا هو الحال في كثير من الأحيان بالنسبة لعمال المصانع أو عمال البناء أو العاملين مع الفرق الموسيقية ومن يخدمون حالياً في الجيش، والعاملين في مجال الموسيقى، والصيادين (الذين يستخدمون بنادق الصيد).
فهناك آلاف الخلايا الشعيرية في أذنك الداخلية مُرتَّبة وفق نوع الصوت المسؤولة عن الاستجابة له، وتلك الخلايا الموجودة في قاعدة قوقعة الأذن (التجويف حلزوني الشكل في أذنك الداخلية) وتستقبل الأصوات من الطبقات الأعلى (مثل صوت آلة الفلوت، على سبيل المثال).
ولهذا السبب، تمرُّ كل طاقة الصوت بدءاً من أدنى طبقات الصوت وصولاً إلى أعلاها عبر تلك الخلايا الشعيرية، مما يزيد من احتمال "تلفها" مع مرور الوقت. والنتيجة طنينٌ عالٍ في أذنيك وفقدان السمع.
إصابات في الرأس أو الرقبة
إن الإصابات بالرأس أو الرقبة من جراء حادث سيارة أو السقوط أو التعرض لحادث قد تصبح أكثر إزعاجاً عندما يظهر بعدها أزيز في أذنيك.
في هذه الحالة، قد تكون الأضرار التي لحقت بأذنك الداخلية أو بالعصب السمعي أو بأجزاء من الدماغ إثر الارتجاج هي ما تسبب أصواتاً وهميةً في رأسك.
بوجه خاص، يمكن أن يصاب أفراد الجيش الذين تعرضوا لانفجارات القنابل بطنين الأذن بسبب إصابات الدماغ الرضحية.
أذناك مسدودتان
قد تسبب الانسدادات بسبب شمع الأذن مثلاً (أو بسبب ورم ما، في حالات نادرة للغاية) طنيناً في أذنيك بسبب الضغط على الأعصاب التي تمر من خلال قناة الأذن.
وقد تبدأ أيضاً في المعاناة من طنين الأذن إذا سُدّت أذناك لدرجة أنك تعجز عن سماع الأصوات الخارجية، مما قد يثير بدوره صوتاً صاخباً في أذنيك.
الخبر السار أن نوع طنين الأذن هذا يزول، في كثير من الأحيان، بمجرد إزالة مصدر الضغط وعودة قدرة أذنيك على استقبال الأصوات مرة أخرى.
ربما تكون مصاباً باحتقانٍ شديد
سبب محتمل آخر للطنين هو الاحتقان بسبب البرد الشديد أو الإنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفية.
فالضغط في أذنك الوسطى والممرات الأنفية قد يؤدي إلى استثارة الأعصاب، ما قد يؤدي بدوره إلى إحساس بطنين في أذنيك.
في تلك الحالة، عادةً ما يكون الحل بسيطاً؛ خفف الضغط وسوف تختفي أعراض طنين الأذن معه. إذا لم يكن الأمر كذلك، اتصل بالطبيب لفحص أذنيك.
قد يكون أثراً جانبياً لدواءٍ تتناوله
بعض الأدوية السامة للأذن يمكنها أن تُؤذي أجزاءً من أذنك بسبب الإخلال بالتوازن الكيميائي الدقيق لأذنك الداخلية أو قتل الخلايا الشعيرية المسؤولة عن السمع.
ونتيجة لذلك، قد تعاني من طنين الأذن كأثرٍ جانبي، إلى جانب فقدان السمع (غالباً في الأذنين معاً)، والدوخة، ومشكلات التوازن.
وبعض الأسباب الشائعة تتضمن دواء السيسبلاتين (نوع من العلاج الكيميائي)، ومضادات الأمينوغليكوزيد الحيوية (أدوية وريدية للإصابات الخطيرة)، ومدرات البول العروية (التي تستخدم عادة للمرضى الذين يعانون من فشل القلب).
إذا كنت قلقاً من أن يسبب دواؤك طنيناً في أذنيك، اتصل بطبيبك أو بالصيدلي لمعرفة الخطوات المقبلة (ولا تغير أي شيء في نظامك الدوائي قبل الاتصال بأحدهما).
ربما هناك خطبٌ بفكك
هل تسمع رنيناً في أذنيك، وتشعر بألمٍ في وجهك وفكك، وأحساس بقرقعة غريبة عند محاولتك المضغ أو التحدث؟
يمكن أن يؤدي الضرر الذي يصيب العضلات أو الأربطة أو الغضروف في المفصل الصدغي الفكي الذي يتصل عنده الفك السفلي بجمجمتك أمام أذنيك إلى حدوث الطنين.
ربما لا تكون مشكلات الفك ذات أهمية كبيرة عندما تبدأ في سماع أصوات غريبة، ولكن الأعصاب الموجودة في وجهك المسؤولة عن القضم والمضغ متصلة بالفعل بأجزاء في أذنيك.
وبناء على ذلك، فإن زيارةً طبيب السمع بسبب طنين الأذن قد تنتهي بإحالتك إلى طبيب أسنان أو أخصائي الأنف والأذن والحنجرة.
فقدان التحكم بمستويات السكر في الدم
عندما تكون مصاباً بداء السكري، لا ينتج جسمك ما يكفي من الأنسولين أو يستخدمه بشكل صحيح لنقل الجلوكوز (سكر الدم) إلى الخلايا حيث يمكن استخدامه مصدراً للطاقة.
وهذا الأمر قد يعرضك لخطر الإصابة بطنين الأذن وفقدان السمع على حدٍ سواء لأن أذنك الداخلية تعتمد على إمدادات متواصلة من الأكسجين والغلوكوز، وهو ما يشهد خللاً بسبب حالتك المرضية.
لذلك فإن طنين الأذن يُعتبر بمثابة نظام إنذار لجسمك، إذ يتيح لك معرفة أنه لا ينتج الغلوكوز الذي يحتاجه الجسم للعمل.
بالنسبة للطنين المرتبط بمرض السكري، من المهم معالجة السبب إضافةً إلى الأعراض، لذا تحدث مع طبيبك حول طريقة للتعامل مع كليهما على نحوٍ أفضل.
ربما تعاني من خلل في الأذن الداخلية
قد يكون سماع صوت هدير منخفض أو صوت هزيز في أذن واحدة أمراً مزعجاً بحد ذاته.
أضف إلى ذلك نوبات غريبة من الدوخة والدوار والشعور بالامتلاء في أذنك (كما لو أنها مليئة بالماء)، ولديك كل الحق في القلق إزاء ما يحدث.
في هذه الحالة، ربما تعاني من مرض مينيير، وهو اضطراب يتّسم بفقدان السمع، وسماع طنين في الأذن، ونوبات دوخة.
يُعتقد أن مرض مينيير ناجم عن اختلال توازن السوائل في أذنك الداخلية. رُغم أنها حالة مزمنة، يمكن أن تساعدك التغييرات الغذائية (مثل تناول كمية أقل من الملح وتقليل تناول الكافيين)، والأدوية، وأجهزة السمع، والعلاجات الأخرى على التحكم في الأعراض التي تشعر بها.