قد تسمع أن أحدهم توفي نتيجة السكتة القلبية، وقد يؤكد شخص آخر أن الوفاة كانت نتيجة حدوث الأزمة أو النوبة القلبية. من المحتمل أن تمر عليك العبارتان مرور الكرام، ففي الغالب لا تعلم أنهما ليستا الشيء ذاته.
إن أردت معرفة الفارق بين السكتة القلبية والنوبة القلبية، وكذلك ما تعنيه السكتة الدماغية وسكتة العين، فندعوك لمتابعة قراءة هذا التقرير.
السكتة القلبية Cardiac arrest
يطلق عليها توقف القلب، أو توقف القلب والتنفس، وفيها يتوقف النبض ووظائف القلب. وقد تحدث السكتة القلبية لأي شخص قد يكون أو لم يتم تشخيصه بأمراض القلب. يمكن أن تحدث فجأة، أو في أعقاب الأعراض الأخرى. غالباً ما تكون السكتة القلبية قاتلة إذا لم يتم اتخاذ الخطوات المناسبة على الفور.
وتختلف السكتة القلبية عن احتشاء عضلة القلب، أو ما تُعرف بالنوبة القلبية، ولكن في بعض الأحيان قد تؤدي النوبة القلبية إلى حدوث السكتة القلبية.
النوبات القلبية تنتج عن انسداد يوقف تدفق الدم إلى القلب، وتشير إلى موت أنسجة عضلة القلب بسبب فقدان الدم. يمكن فهم النوبة القلبية على أنها مشكلة في الدورة الدموية، وقد تؤدي نوبة قلبية خطيرة للغاية إلى الموت في بعض الأحيان.
أما السكتة القلبية فتحدث عند تعطل النظام الكهربائي للقلب، أي توقف القلب عن الضرب بشكل صحيح. يتم التحكم في نبضات القلب بواسطة نبضات كهربائية، عندما تتغير هذه النبضات يصبح نبض القلب غير منتظم.
في حالة السكتة القلبية يمكن أن يحدث الموت بسرعة إذا لم يتم اتخاذ الخطوات المناسبة على الفور، قد تزول السكتة القلبية إذا أُجري الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) واستُخدم مزيل الرجفان لعمل صدمة للقلب واستعادة إيقاع القلب الطبيعي في غضون بضع دقائق.
السكتة القلبية قد تكون ناجمة عن عدم انتظام ضربات القلب، وعدم انتظام ضربات القلب الشائع المرتبط بالسكتة القلبية هو الرجفان البطيني، وفيه تبدأ الحجرات السفلية للقلب فجأة في الضرب بطريقة فوضوية ولا تضخ الدم.
يمكن أن يتوقف القلب أيضاً عن الخفقان بكفاءة بعد عدم انتظام ضربات القلب في الغرف العلوية، وهو ما يعرف بالرجفان الأذيني.
وهناك بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث السكتة القلبية مثل:
– تندب أنسجة القلب: وقد ينشأ التندب نتيجة حدوث نوبة قلبية سابقة. القلب الذي به تندب أو تضخم من أي سبب يكون عرضة لحدوث عدم انتظام ضربات القلب البطيني الذي يهدد الحياة.
– اعتلال عضلة القلب: يمكن أن يحدث الاعتلال نتيجة الأضرار التي لحقت عضلة القلب بسبب ارتفاع ضغط الدم أو مرض صمام القلب أو لأسباب أخرى. عضلة القلب المريضة يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للسكتة القلبية المفاجئة، خاصة إذا كان يعاني أيضاً من قصور القلب.
– تناول أدوية القلب تحت ظروف معينة: يمكن لأدوية القلب المختلفة أن تمهد الطريق للاضطراب الذي يسبب السكتة القلبية المفاجئة. يمكن أن تُنتج بعض أدوية القلب أحياناً اضطراب الرجفان البطيني حتى في جرعات موصوفة عادة. حدوث تغييرات كبيرة في مستويات الدم من البوتاسيوم والمغنيسيوم (نتيجة استخدام مدرات البول) يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب وتهديد القلب.
– تشوهات الأوعية الدموية في حالات نادرة: قد تسبب تشوهات الأوعية الدموية الخلقية، وخاصة في الشرايين التاجية والشريان الأورطي السكتة القلبية. غالباً ما يعمل الأدرينالين الذي يتم إطلاقه أثناء ممارسة نشاط بدني مكثف كحافز للسكتة القلبية المفاجئة عند وجود هذه العيوب.
السكتة الدماغية Stroke
تحدث السكتة الدماغية عندما تتمزق أوعية دموية في الدماغ وتنزف، أو عندما يكون هناك انسداد في الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم. هذا التمزق أو الانسداد يمنع الدم والأكسجين من الوصول إلى أنسجة المخ.
يؤدي فقدان تدفق الدم إلى المخ إلى تلف الأنسجة داخل المخ. تظهر أعراض السكتة الدماغية في أجزاء الجسم التي تسيطر عليها المناطق التالفة من الدماغ.
تشمل أعراض السكتة الدماغية الشلل، والخدر في الوجه والذراع والساق، خاصة على جانب واحد من الجسم، ومشكلة في التحدث وفهم الكلام، والارتباك، ومشاكل في الرؤية، ومشكلة في المشي، والدوخة، والصداع.
سبب السكتة الدماغية يعتمد على نوع السكتة الدماغية. الأنواع الثلاثة الرئيسية من السكتة الدماغية هي الهجوم الإقفاري العابر (TIA)، والهجوم الإقفاري، والسكتة الدماغية النزفية.
يحدث الهجوم الإقفاري العابر بسبب انسداد مؤقت في شريان يؤدي إلى الدماغ. يمنع الانسداد، وهو عادة جلطة دموية، تدفق الدم إلى أجزاء معينة من الدماغ. يستمر الهجوم الإقفاري العابر عادة لبضع دقائق حتى بضع ساعات، ثم يتحرك الانسداد ويستعيد تدفق الدم.
مثل الهجوم الإقفاري العابر فإن سبب الهجوم الإقفاري هو انسداد في الشريان الذي يؤدي إلى الدماغ. قد يكون هذا الانسداد جلطة دموية، أو قد يكون تصلب الشرايين. مع هذه الحالة، يتراكم البلاك (مادة دهنية) على جدران الأوعية الدموية. يمكن أن تنفصل قطعة من البلاك وتسد مجرى شريان، وهو ما يمنع تدفق الدم ويسبب جلطة إقفارية.
أما السكتة الدماغية النزفية، فتنتج عن انفجار أو تسرب الأوعية الدموية. يتسرب الدم إلى أنسجة المخ أو حولها، وهو ما يتسبب في حدوث ضرر وتدمير خلايا المخ.
هناك بعض عوامل الخطر الي تزيد من احتمال حدوث السكتة الدماغية، وتشمل: اتباع حمية غذائية غير صحية مليئة بالدهون المتحولة والمشبعة والملح، كما قد يؤدي عدم النشاط والبعد عن أداء التمارين الرياضية إلى زيادة خطر الإصابة السكتة الدماغية.
تعاطي الكحول والتبغ يزيدان من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية، بسبب تأثيرهما السلبي على ضغط الدم والأوعية الدموية.
هناك بعض عوامل الخطر الشخصية للسكتة الدماغية التي لا يمكنك التحكم فيها، ومنها:
– تاريخ العائلة: خطر السكتة الدماغية أعلى في بعض الأسر بسبب مشاكل الصحة الوراثية، مثل ارتفاع ضغط الدم.
– الجنس: بينما يمكن أن يصاب كل من الرجل والمرأة بالسكتات الدماغية، إلا أنه أكثر شيوعاً لدى النساء منه في الرجال في جميع الفئات العمرية.
– العمر: كلما تقدم العمر زاد احتمال الإصابة بجلطة دماغية.
سكتة العين Eye Stroke
تعتمد العين على تدفق الدم الغني بالأكسجين لتقوم بوظيفتها كاملة، فالعين لديها أعصاب وأنسجة ترسل إشارات إلى الدماغ لإنشاء صورة مرئية، وتعد الشبكية من أهم هذه الأنسجة، وتقع في الجزء الخلفي من العين.
تلعب شبكية العين دوراً حاسماً في إرسال إشارات بصرية إلى المخ، وتحتوي على شرايين وأوردة صغيرة وكبيرة تنقل الدم منها وإليها. هذا الدم ضروري للرؤية، فقد يؤثر انسداد الأوعية الدموية لشبكية العين على الرؤية بشكل دائم.
حينما تضيق الأوعية الدموية للعين أو تصيبها جلطة تؤدي إلى انسدادها، فإنها تسرب السوائل إلى شبكية العين، وهو ما يؤدي إلى التورم، ومنع الأكسجين من الانتشار، وبالتالي يؤثر على الرؤية.
تحدث سكتة العين، التي تعرف أيضاً باسم انسداد الشريان الشبكي، من جلطة أو تضييق الأوعية الدموية لشبكية العين. وأثناء ذلك، تتوقف الأوردة والشرايين في شبكية العين عن العمل كما ينبغي، وإذا تركت دون علاج، يمكن أن تؤدي إلى تلف دائم في شبكية العين وفقدان البصر.
هناك عدة أنواع من سكتة العين اعتماداً على الأوعية الدموية المتأثرة:
– انسداد الوريد الشبكي المركزي.
– انسداد الشريان الشبكي المركزي.
– انسداد الوريد الشبكي الفرعي.
– انسداد الشريان الشبكي الفرعي.
وتزداد فرص الإصابة بسكتة العين لدى الذين لديهم سجل شخصي أو عائلي في بعض الحالات المرضية مثل: تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الدهون في الجسم، والإصابة السابقة بسكتة قلبية أو دماغية، والإصابة بالسكري.
أما عن الأعراض، فقد يكون التغيّر المفاجئ في الرؤية أو فقدان البصر أحد الأعراض الأولى لجلطة العين.
ويمكن أن يؤثر فقدان البصر على العين بالكامل، أو يكون أكثر دهاءً من ذلك. بعض الناس يعانون من فقدان الرؤية المحيطية فقط أو لديهم بقع عمياء، وقد تكون مجرد ضبابية أو رؤية مشوهة. يمكن أن تبدأ التغيُّرات في الرؤية معتدلة، ثم تصبح أسوأ خلال عدة ساعات أو أيام.