في عيد الحب من كل عام، يبذل المُحبّون بجميع أنحاء العالم كل ما في إمكانهم لأجل أحبّائهم، سواء بالهدايا المتفاوتة من الورد أو بالمجوهرات. منهم من يراها مناسبة لتذكُّر الحبيب بهدية مهما تفاوت سعرها، ومنهم من يراها فرصة لجني الأرباح.
بدءاً من الزهور التقليدية والشوكولاتة، وصولاً إلى الهدايا الأكثر تكلفة مثل الألماس، أصبح عيد الحب يتمحور حول إنفاق المال بقدر ما هو متعلق بالحب.
وفقاً للبيانات الصادرة عن الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة NRF، من المتوقع أن ينفق المستهلكون الأمريكيون لعام 2020 معدل 196.31 دولار وما مجموعه 27.4 مليار دولار، حسب ما نشرته شبكة Fox News الأمريكية.
وبالعودة قليلاً للوراء، سيكون إنفاق 2020 أكثر من السنوات السابقة:
- 20.7 مليار دولار في عام 2019
- 19.6 مليار دولار في عام 2018
- 18.2 مليار دولار في عام 2017
لذا، إذا كنت تشعر بالضغط لشراء هدية عيد الحب المثالية لنصفِك الآخر، فمن المحتمل أن يرجع ذلك إلى أن التصميم الرأسمالي يضفي طابعاً تجارياً على هذه المناسبة، تماماً كما يتم التعامل مع المناسبات الأخرى، كعيد الفصح وعيد الميلاد والهالوين وغيرها الكثير.
عيد الحب.. من بطاقة رمزية إلى يوم للإنفاق
يعود أصل فكرة تحويل يوم عيد الحب إلى يومٍ تجاري بصفة رئيسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت الذي بات فيه إهداء الحبيب بطاقة معايدة في عيد الحب تقليداً متبعاً منذ قرون بإنجلترا، مكان نشأة العطلة بالأساس، لم يتحول عيد الحب، وفقاً لمكتبة الكونغرس الأمريكي، إلى الطفرة التجارية التي أصبح عليها إلا بعد تجديد فكرته وعبورها المحيط الأطلسي في منتصف القرن التاسع عشر.
بحسب ما كتبه المؤلف لي إريك شميدت في كتاب Consumer Rites: The Buying & Selling of American Holidays الذي نُشر عام 1995، غالباً ما ينسى الناس في الولايات المتحدة احتفالات العالم القديم و "يهملونها بسهولة".
لكن مسار الأمور تبدَّل في الأربعينيات من القرن التاسع عشر، عندما تحولت العطلة إلى شيء "لا يمكن تفويته".
وفي نهاية المطاف، انضم التجار من خارج صناعة بطاقات المعايدة، مثل تجار المجوهرات وبائعي الزهور والحلوانيين، إلى ركب عيد الحب.
وكتب شميدت: "إن التجارة ستكون هي اليد الخلاقة والمرشدة في ولادة يوم عيد الحب الأمريكي، عوضاً عن الأصل العرقي. فعندما أعاد التجار اكتشاف العطلة، كانت لهم اليد الطولى في تغيير شكل العطلة، وليس العكس، إذ وسَّعوا جهاز السوق بشكل منهجي ليشمل مجال الاحتفال".
ورغم أن الشركات لا دور لها في ابتداع يوم عيد الحب وبعض تقاليده، فقد استفادت منه بالتأكيد.
فإذا ما قفزنا سريعاً إلى يومنا هذا، يمكننا أن نتوقع أرباح الشركات، حيث ارتفع عدد المواطنين الأمريكيين الذين يُتوقَّع أن يحتفلوا بهذا العام، إلى 55% من نسبة 51% في العام الماضي (2019).
وتعد المتاجر متعددة الأقسام وجهة التسوق الأكثر شعبية في عيد الحب، ووفقاً لتقارير الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة، يزورها 36% من المتسوقين.
ومن المتوقع أن يبحث 32% من المتسوقين عن فرص للنشاط التجاري في متاجر التخفيضات والمتاجر عبر الإنترنت، في حين يبحث 19% منهم بالمتاجر المتخصصة، و17% لدى بائعي الزهور، و15% في الشركات الصغيرة المحلية، في حين تقترن محلات الملابس ومحلات المجوهرات بـ11% من المتسوقين.
لمن يدين أصحاب المتاجر إذن بأفضال هذا اليوم؟
وفقاً للأساطير المنقولة، يعتقد الإمبراطور كلوديوس الثاني، الذي حكم الإمبراطورية الرومانية في 270 بعد الميلاد، أن الرجال العازبين كانوا أفضل كجنود، لأنهم كانوا أقل انشغالاً. ولذلك، منع الزواج.
ومع ذلك تحدى أسقف يدعى فالنتاين الأمر، وأدار حفلات الزفاف في كنيسته سراً. وعندما اكتشف الحاكم الروماني، حكم على الأسقف بالإعدام.
وفي أثناء وجوده بالسجن، وقع الأسقف الشاب في حب ابنة السجان، وقبل إعدامه مباشرة في 14 فبراير/شباط، أرسل إليها رسالة موقَّعة من "Your Valentine"، لتبدأ قصة الفالنتين عالمياً من هنا.
لذا، رغم أن عيد الحب قد يكون مناسبة سنويةً محورها الرومانسية، فإن استهدافها نقودك ليست بمصادفة.
قد يكون الحب مجانياً، لكن عيد الحب لم يعد كما كان ينبغي له أن يكون!