مثلما يحج المسلمون إلى مكة بالمملكة العربية السعودية كل عام، هناك أماكن يحج إليها الملايين تخص أدياناً مختلفة وتعج دائماً بالحجاج والزائرين.
إما بهدف أداء فريضة دينية، أو للتبرُّك والتماس بعض الطمأنينة، تتنوع الأهداف التي بسببها يتنقل ملايين الزوار كل عام إلى أماكنهم الدينية المُقدسة.
نتعرف في هذا التقرير على بعض الأماكن المُقدسة التي يحج إليها الملايين من الناس كل عام.
1– لومبيني وبود غايا أماكن حج البوذيين
تقع لومبيني في نيبال، وهي إحدى الأماكن المُقدسة التي يحج إليها أتباع الديانة البوذية، وتتمثل أهمية هذا المكان في كونه مسقط رأس بوذا.
ويقال إن سيدهارثا غوتاما، الذي أصبح في نهاية المطاف "بوذا"، وُلد في حديقة في لومبيني، نيبال، في عام 623 قبل الميلاد.
كان سيدهارثا أميراً ترك قصره وهو في التاسعة والعشرين من عمره بحثاً عن التنوير والبصيرة الروحية.
بدأت لومبيني في جذب الحجاج بعد عام 249 قبل الميلاد، عندما سافر الإمبراطور الهندي الملك أشوكا إلى هناك، وتشمل المعالم المقدسة بالمكان لوحاً حجرياً وُلد فيه سيدهارثا، حيث يوجد به معبد مايا ديفي، والمسبح الذي استحم فيه سيدهارثا بعد ولادته، ويُدعى بوسكارني.
الحج في البوذية ليس فريضة أو طقساً دينياً، وقد بدأ البوذيون طقوس السفر الجماعي والزيارة إلى الأماكن المقدسة بعد أعوام طويلة على موت بوذا.
وبالإضافة إلى لومبيني، يوجد لدى البوذيين أماكن مُقدسة أخرى يحجون إليها، مثل: بود غايا، حيث جاءه الوحي تحت شجرة تين.
2- الفاتيكان وكنيسة المهد ونهر الأردن وكنيسة جوادالوبي أماكن حج المسيحيين
أصبحت مدينة الفاتيكان، أو الكرسي الرسولي، دولة مستقلة في عام 1929، على الرغم من أنها كانت موطن البابا، زعيم الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1378.
من الأماكن المُقدسة التي يتم زيارتها في الفاتيكان كنيسة القديس بطرس التي تضم قبر البابا الأول، الرسول القديس بطرس، الذي كان صُلب ودفن هناك، وتشمل مناطق الجذب الأخرى كنيسة سيستين وحدائق ومتاحف الفاتيكان.
يحج المسيحيون إلى عدة أماكن لها أثرها الديني والتاريخي لهم ككنيسة المهد في فلسطين، مسقط رأس المسيح، ونهر الأردن في الأردن، حيث تم تعميده على يد يوحنا المعمدان.
كذلك تعج مدينة مكسيكو كل عام بملايين الحجاج، ففي منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول، يتواجد ملايين الحجاج المسيحيين في شارع واسع بمدينة مكسيكو باتجاه كنيسة جوادالوبي من أجل الحصول على حماية السيدة العذراء مريم.
وأصبحت عذراء جوادالوبي، والتي تعتبر في نظر ملايين الحجاج المسيحيين من أبطال المستضعفين وحامية الشعوب، أكثر رموز المكسيك انتشاراً، متجاوزة الدين.
فقد تأصلت صورتها في السياسة والثقافة والحياة اليومية، وفي عام 2020 من المتوقع أن يحضر 9.8 مليون شخص من جميع أنحاء العالم للحج السنوي ليشكروا العذراء على صحتهم وعائلاتهم.
3- مكة المكرمة حيث حج المسلمين
تقع مكة بالمملكة العربية السعودية، ويحج إليها ملايين المسلمين كل عام، فهي مسقط رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمكان الأول لتلقي الوحي، بالإضافة إلى وجود الكعبة التي يُقدسها المسلمون ويتوجهون في صلواتهم إليها.
كل عام، يشرع ملايين المسلمين في رحلة إلى مكة، تسمى الحج، ويهدف الحج إلى تعزيز الوحدة بين أتباع الإسلام، هذه الزيارة هي واحدة من الأمور المحورية للإسلام، كإحدى الركائز الخمس للدين لمن يستطيع أداءها.
بالإضافة إلى الحج لمكة الذي يشترك فيه المسلمون جميعاً سنة وشيعة، فإن زيارة الأربعين مهمة للغاية للشيعة، حيث يتدفقون بالملايين إلى ضريح الحسين في مدينة كربلاء العراقية سنوياً.
4- الاغتسال بنهر الغانج حج الهندوس
يُعتبر الاغتسال في نهر الغانج طقس الحج الذي يُمارسه أتباع الديانة الهندوسية، وهو ما يُعرف بمهرجان "كومبه ميلا".
خلال هذا المهرجان يتوجه الحجاج الهندوس في الفترة بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، من أجل المشاركة في طقوس الاستحمام الخاصة، ويعتبر "كومبه ميلا" أكبر تجمع ديني في العالم، ويشارك فيه ما يتراوح بين 60 و70 مليون شخص تقريباً.
يحدث كومبه ميلا أربع مرات خلال 12 سنة، إذ يتجمع الهندوس في مناطق مختلفة من الهند، بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، كل ثلاث سنوات، لكنهم يعودون في العام رقم 12 للتجمع الأكبر والمناسبة الكبرى في مدينة الله آباد تحديداً.
ويكون الطقس الأكثر أهمية في الحدث هو الغطس عند ملتقى نهري الغانج وياومونا، مؤمنين أن الاغتسال في النهر يخلصهم من خطاياهم، ويقوم رجال الدين الهندوس ببداية طقس الاغتسال ويتبعهم الشعب إلى النهر.
5- الجدار الغربي في القدس المُحتلة حج اليهود
يُعتبر الجدار الغربي من أقدس المواقع اليهودية، فبعد أن تم تدمير الهيكل الأول على يد البابليين، وتم تدمير الهيكل الثاني الذي بُني ليحل محل الأول من قبل الرومان في 70م، أصبح الجدار المتبقي، وهو الجدار الغربي مكاناً للعبادة والحداد على المعابد القديمة.
نتيجة لذلك، غالباً ما يُطلق عليه اسم "حائط المبكى"، بحسب التسمية اليهودية، وأمام الحائط يبكي اليهود وينوحون لأنه ما تبقى من الأماكن المقدسة القديمة.