يمكن للزواج من شخص لا يشبهك أن يسبب تهيجاً للأعصاب؛ إذ لا ترغبان أبداً في فعل نفس الشيء، وكل واحد منكما كائنٌ اجتماعي مختلف تماماً عن الآخر.
فإذا رغبتْ هي في البقاء بالمنزل وتحضير عشاء شهي ستريد أنت الخروج ومقابلة أصدقائك، وإن رغبتَ أنتَ في الذهاب إلى السينما سترغب هي التوجه إلى مركز التسوق.
قد يبدو الأمر شاقاً في البداية، لكن مواعدة شخصٍ مختلف يمكن أن تكون نعمةً كبيرة خفية. ففي النهاية، كم كانت الحياة ستكون مملة لو تزوجت نسخةً أخرى من نفسك.
الحفاظ على العلاقة الزوجية
إليك أهم الأسرار للحفاظ على علاقتكما حين تكون مختلفاً تماماً عن شريكتك وفق موقع The Good Men Project الأمريكي:
التواصل، ثم التواصل، ثم التواصل
حين يتجاذب شخصان مختلفان في الزواج قد يؤدي ذلك إلى بعض الخلافات الجامحة في الرأي، وهو ما يجعل من المهم لكلا الطرفين أن يتعلَّما التواصل المنفتح مع بعضهما البعض.
ولا ينبغي الإساءة بقول شيءٍ مؤذٍ لشريكتك، ورغم ذلك فالصدق هو الأهم فيما يتعلق بالتواصل، فمهما تكن غرابة الموضوع يجب أن يتشجَّع الأزواج على الالتزام بالصدق في آرائهم ومشاعرهم.
تَواصل بوضوحٍ واحترام مع شريكتك، فهذا يساعد الأزواجَ على تجنُّب سوء التفاهم المؤذي، ويُعزِّز الحوارات الصحية في المستقبل.
اتَّفِقا على ألَّا تتَّفِقا
كما هو الحال في أي علاقة زوجية ناجحة ستمرُّ بكما مناسباتٌ لن تتفقا فيها ببساطة.
فربما يمتلك كلُّ واحد منكما رأياً سياسياً، أو إيماناً دينياً، أو موقفاً اجتماعياً مختلفاً تماماً. وقد يؤدي الجدال في هذه المواضيع إلى إيذاء المشاعر، بل حتى إلى تراكُم الاستياء.
هل سمعتَ من قبل دعوى الامتناع عن التحدث في الدين أو السياسة خلال اللقاءات الاجتماعية؟ يمكن أن تكون هذه نصيحةً رائعةً للأزواج الذين يمتلكون وجهات نظر اجتماعية متعارضة. ويجب أن تُقرِّر أي الأمرين أهم: حبك لشريكتك أم المرشح الذي منحته صوتك في الانتخابات الأخيرة.
وأفضل نصيحة في العلاقات عند اختلاف الآراء هو أن تتفِقا على ألَّا تتفِقا، وبهذا ستُجنبان نفسكما الكثير من الحزن.
استمتع بوقتٍ لفعل الأشياء التي تحبها
بين الحين والآخر ستأتي أوقاتٌ لن تتمكن شخصيتكما المختلفة من التوصل فيها إلى حل وسط، فهي تريد الذهاب إلى افتتاح نادٍ جديد، وأنت تريد الخلود إلى النوم مبكراً، فما الحل؟
قد لا تتفقان في كثيرٍ من الأوقات على النشاط الذي يجعل ليلة الجمعة ليلةً ممتازة، ولا بأس في ذلك.
انتهِز هذه الفرصة للاحتفاء باستقلاليتك، واخرج مع أصدقائك، واقضِ بعضَ الوقت في الاعتناء بعلاقاتك مع الأصدقاء والأسرة، أو مارِس هواياتك، واسعَ لتحقيق أهدافك بعيداً عن شريكتك.
من الصحي قضاء بعض الوقت بعيداً عن شريكتك، والميل إلى رغباتك الشخصية. بل إنَّ هذا يجعلك أيضاً أكثر اهتماماً وامتناناً لشريكتك حين تلتقيان في نهاية الليلة.
تعلم التنازل كثيراً
تُعَدُّ التنازلات مكوناً آخر مهماً في العلاقات الصحية، هل تريد رؤية شريكتك سعيدةً؟ هل ترغب في أن تكون الشخص الذي تلجأ إليه حين ترغب في مشاركة أخبارٍ مثيرة أو قضاء أمسيةٍ مع أحدهم؟
كما هو حال أي زواج جيد، يجب أن تكونا قادرَيْن على اللقاء في المنتصف؛ إذ ستمرُّ بمناسبات يتحتم عليك فيها مشاهدة أفلام مملة، رغم أنك تفضل أن تفعلا شيئاً آخر.
عليكما تسوية النزاعات مثل المحترفين
كل الأزواج يتشاجرون، وهذه حقيقةٌ من حقائق الحياة، وحين تكون في علاقةٍ مع شخص يختلف عنك بدرجةٍ كبيرة فلا بد أن تقع الجدالات. وطريقة تعاملكما مع النقاشات هي التي تُظهر ما إذا كنتما ستنجحان في علاقتكما العاطفية أم لا.
لا تستخدم الخلافات باعتبارها منصةً لبثّ كافة شكاويك وانتقاداتك لشريكتك. وتجنَّب خلال الجدال الإشارة إلى مدى اختلافكما على أنّه صفة سلبية.
وبدلاً من ذلك، استخدِم نزاعاتكما باعتبارها فرصةً للإنصات والحوار عن مشكلاتكما مع بعضكما البعض، وتحدّث من منظور السعي لحل المشكلات، وليس جعلها أسوأ.
لا تُقاطع، لا تصرخ، لا تسُبّ، أنصِت فقط
من الرائع قضاء الوقت بشكلٍ منفصل، وتعلُّم تقدير هوايات الطرف الآخر. لكن لا يمكنك فعل ذلك طوال الوقت. اجتهد في العثور على اهتمامٍ مشترك، ثم بادِر بفعله مع شريكتك.
ابحثْ عن الأشياء التي يستمتع كلُّ واحد منكما بفعلها معاً. هل تحب الخروج في نزهات أو ممارسة تدريبات طويلة؟ تُظهر الدراسات أنَّ الأزواج الذين يتدربون معاً يتخلصون من التوتر، وترتفع احتمالية التزامهما بروتين التدريبات الخاص بهما.
بالإضافة إلى ذلك، اتَّضح أنَّ التدريبات الرياضية قد تمنح النساء شعوراً بالإثارة.
أو قد تكونا ممن يستمتعون بالقراءة وترتيب موعدٍ غرامي تقرآن فيه لبعضكما بصوت مرتفع، أو احتضان بعضكما البعض والاسترخاء في الفراش أثناء الاستماع لكتابٍ صوتي.
أياً كان ما تستمعان بفعله جرِّب واعثُر على رابطٍ مشترك من الاهتمامات بينك وبين زوجتك، وهذا يجعل تخطيط المواعيد الغرامية أسهل كثيراً.
لا تحاولا تغيير بعضكما
إن كنت مع شخص هو النقيض الكامل لك فلا تحاول تغييره، بل تقبَّله، فهذه الاختلافات ستساعدك على النضج.
وإن كان هناك شيءٌ ينبغي تغييره فينبغي أن يكون موقفك. وبدلاً من اعتبار اختلافاتكما أموراً سلبية فكر فيها باعتبارها من الإيجابيات. وتعلَّم أن تنظر للأشياء من منظور زوجتك، واستمتع بتلقّي دروس جديدة في الحياة طوال الوقت.
من أفضل نصائح العلاقات التي تجعل الزواج يستمر حين تكونان مختلفين جداً هو أن تتفقا على ألَّا تتفقا. ولا ينبغي أن يُعتبر انجذاب الأضداد شيئاً سلبياً، إذ إنّ تقبُّل الاختلافات يمكن أن يُعلّم الأزواج التواصل، والتنازل، وتسوية النزاعات باحترام.