قد يكون إرضاع الطفل طبيعياً مَهمة متعبة تستهلك طاقة ووقت الأم ليلاً ونهاراً، لكن هذا العمل الجاد سيؤتي ثماره بالتأكيد. فوفقاً لدراسة جديدة، تبين أن الرضاعة تقلل خطر إصابة الرضيع بالإكزيما لاحقاً في حياة الرضيع.
والإكزيما التي تُعرف أيضاً باسم التهاب حساسية الجلد، حالة مُزمنة تصيب الجلد وتجعله جافاً مع وجود طفح جلدي ورغبة في الحك.
وعندما يُحَك الجلد يلتهب أكثر وتظهر عليه فقاعات تنفتح بسهولة.
غالباً ما يحدث في الأطفال دون الخامسة وربما يستمر إلى مرحلة المراهقة والبلوغ.
أجرى الدراسة باحثون من مستشفى الأطفال القومي، ومن أجلها بحثوا في البيانات المستقاة من دراسة
سابقة بعنوان Infant Feeding Practices Study II والتي بحثت في ممارسات تغذية الرُضّع وأُجريت بين عام 2005 وعام
2007، وأيضاً من دراسة تبعتها في عام 2012.
وعُرضت الدراسة في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة لعام 2019 ،ونُشرت في دورية Allergy and Clinical Immunology.
الرضاعة تقلل خطر إصابة الرضيع بالإكزيما
أُجريت كل من الدراسة الاستباقية ودراسة المُتابعة بتعاون باحثين من
مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الأغذية والأدوية الأمريكيَّين.
وتتبعت الدراسة المتعلقة بالتغذية الأنظمة الغذائية لنحو ألفي حامل، من بداية
الثلث الأخير للحمل، وقيّمت ممارساتهن الغذائية خلال السنة الأولى من عمر
أطفالهن.
ثم أجرى الباحثون دراسة مُتابعة عندما بلغ 1520 طفلاً عامهم السادس.
وقيَّموا صحة الأطفال ونموهم وعاداتهم الغذائية.
وجد باحثو الدراسة الحالية أن 300 طفل شُخِّصوا بالإكزيما في مرحلة ما من حياتهم.
من بين كل الأطفال الذين شُخصوا بالإكزيما سابقاً، كان 58.6% منهم مصابين بها في
عمر السادسة.
واكتشفوا أن احتمالية التشخيص بالإكزيما تزيد في الأطفال من الطبقات
الأعلى اجتماعياً واقتصادياً والذين لديهم تاريخ لحساسية الطعام في العائلة.
بالإضافة إلى ذلك وجد الباحثون أن الأطفال الذين اقتصرت تغذيتهم على الرضاعة
الطبيعية فقط خلال اﻷشهر الثلاثة الأولى أو فترة أطول، كانت احتماليات استمرار
الإكزيما معهم حتى سن السادسة أقل، مقارنة بالأطفال الذين حظوا برضاعة طبيعية لأقل
من ثلاثة أشهر، أو لم يرضعوا طبيعياً نهائياً.
وقالت المُعدة الأساسية للدراسة كاثرين م. بالاس، لموقع Natural News: "مع أن الاقتصار
على الرضاعة الطبيعية قد لا يمنع إصابة الأطفال بالإكزيما، فهو يحميهم من التعرض
لتجدد النوبات بعد فترات طويلة".
وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يكون لبن الثدي مصدر الغذاء الوحيد
للطفل الرضيع حتى بلوغه شهره السادس.
ويمكن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية فترات أطول، ما دام الأم والرضيع يرغبان في ذلك.
فوائد أخرى للرضاعة الطبيعية:
إليك مزيداً من الأسباب لإرضاع طفلك طبيعياً:
- لبن الثدي يمنع اضطراب المعدة والإسهال والإمساك مقارنة باللبن الصناعي، إذ إن الأول هضمه أسهل على الرضيع.
- تقلل الرضاعة الطبيعية من مخاطر إصابة طفلك بالعدوى مثل عدوى الجهاز البولي، والنزلات المعوية، والتهاب الأذن، وعدوى الجهاز التنفسي.
- تمنع الرضاعة الطبيعية بعض الأمراض مثل التهاب السحايا النخاعية، والسكري النوع الأول وداء لِمفومة هودجكين. وهذا بسبب تمرير عوامل المناعة وخلايا الدم البيضاء إلى الطفل الرضيع عبر اللبن.
- يمكن أن تقلل الرضاعة الطبيعية احتمالية إصابة الطفل بالسمنة المفرطة لاحقاً في حياته.
فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم
لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الرُضع فقط؛ بل تمتد لتشمل الأمهات أيضاً:
- تقلل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي والمبيض لاحقاً في الحياة.
- تساعد على فقدان الوزن الزائد الذي تكتسبه الأم في الحمل، لأن إنتاج اللبن يستهلك نحو 300 إلى 500 سعر حراري يومياً.
- ربما تقلل خطر الإصابة بهشاشة العظام، لأن الجسم يمتص الكالسيوم بكفاءة أكبر.
- تقرب طفلك الرضيع من الأم، فالتواصل الجسدي وملامسة الجلد وقت الرضاعة يطمئنان الطفل حديث الولادة.
كيف يمكن علاج الأكزيما؟
لا يوجد علاج للأكزيما بشكل كامل وجذري، لكن يهدف علاج الحالة فقط إلى شفاء الجلد المصاب ومنع تفجر الأعراض وانتشارها، سيقترح الأطباء خطة علاجية تستند إلى عمر الفرد وأعراضه وحالته الصحية الحالية.
بالنسبة لبعض الناس، تزول الأكزيما بمرور الوقت، وتختفي الأعراض، وبالنسبة للبعض الآخر يتم التعامل مع المرض مدى الحياة.
وللتعرف على الطريقة المثالية للتعامل مع عوارض المرض كالحكة والنزيف والالتهاب، يمكن الاطلاع على هذا التقرير الذي نشره عربي بوست سابقاً.