قد تلاحظ وجود اللون الأبيض على اللسان بأكمله، أو الجزء الخلفي فقط، وربما تشاهد بُقعاً متفرقة على اللسان بشكل ملحوظ.
في معظم الحالات لا يمثل اللسان الأبيض حالةً صحية خطيرة أو طويلة الأمد، ولكنه قد يكون مؤشراً على وجود خلل صحي؛ لهذا السبب من المهم مراقبة الأعراض واستشارة الطبيب، في حال لم يختفِ اللون الأبيض خلال أسبوعين.
ونتعرف في هذا التقرير على أبرز مسببات اللون الأبيض الذي يظهر على اللسان، وكيفية علاجه.
– سوء نظافة الفم
يعد سوء نظافة الفم هو السبب الأكثر شيوعاً لظهور طبقة باللون الأبيض على اللسان، فعندما يكون الفم غير نظيف يمكن أن تبدأ النتوءات الصغيرة على اللسان (تسمى الحليمات) في الانتفاخ وتصبح ملتهبة.
يمكن أن تتعثر الكثير من الجراثيم والحطام وجزيئات الطعام والخلايا الميتة بين هذه الحليمات. هذا يتسبَّب في ظهور اللسان باللون الأبيض أثناء بناء الجزيئات.
من الأفضل العناية بنظافة الأسنان والفم، خاصة بعد تناول الطعام واستخدام كاشط اللسان لمنع تراكم طبقة بيضاء فوقه.
– الطلوان قد يسبب اللسان الأبيض
عند الإصابة بمرض الطلوان (Leukoplakia) قد تظهر بقع بيضاء على اللسان، ولكن لا يمكن محوها، ويمكن ظهور البقع على اللثة والخدين من الداخل، ولا تسبب الألم.
في الغالب تكون البقع غير سرطانية، ولكن في حال اختلاطها ببقع حمراء فيما، يسمى الطلوان المبقع، فقد تكون إشارة للإصابة بالسرطان.
يظهر الطلوان على هيئة بقع بيضاء أو رمادية في الفم وعلى اللسان، ولا يمكن محوها، ويكون سطحها محبباً غير منتظم، وسميكاً أو متيبّساً، وأحياناً تتداخل معها بقع حمراء.
لا يحتاج الطلوان إلى علاج، ولكن من الأفضل زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوص المناسبة، وللتأكد من أن الحالة عادية. ولتخفيف حدة البقع من الأفضل التوقف عن تدخين التبغ أو مضغه.
– الحزاز المسطح الفموي و اللسان الأبيض
عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا الأغشية المخاطية في الفم يبدأ الحزاز المسطح الفموي في الظهور، أي أنه مرض مناعة ذاتية. ويظهر المرض على هيئة بقع بيضاء شريطية وأنسجة حمراء منتفخة أو قروح متفتحة.
قد يكون الأشخاص المصابون بالحزاز المسطح الفموي عرضة للإصابة بسرطان الفم في الأماكن المصابة. قد تكون الإصابة على اللسان أو الجزء الداخلي من الخدين، وعلى اللثة، والشفاه من الداخل.
لا تسبب البقع ألماً في البداية، ولكن عند تورُّمها تسبب الألم والحرقة، خاصة عند المضغ وتناول الأطعمة الحارة، وكذلك التهاب اللثة ونزيفها.
لا تحتاج الحالة عادةً إلى علاج، ولكن في الحالات الشديدة قد يصف الطبيب رذاذ الستيرويد أو غسول الفم المصنوع من حبوب الستيرويد المذابة في الماء.
– اللسان الجغرافي يشبه الخريطة
قد تصيب اللسان بعض الالتهابات غير الضارة، تؤدي إلى تغطية اللسان بحليمات صغيرة بيضاء وردية، ولكن مع اللسان الجغرافي تظهر بقع حمراء ملساء خالية من تلك الحلمات الدقيقة.
يبدو اللسان في هذه الحالة على شكل خريطة، ويحدث بسبب هجرة الالتهاب من مكان لآخر في اللسان، فلا يصيبه جملة واحدة، ويسمى التهاب اللسان المهاجر الحميد.
لا يوجد سبب معروف للسان الجغرافي ولا طرق الوقاية منه، وقد يستمر لعدة أيام أو شهور أو سنوات، وغالباً ما يذهب من تلقاء نفسه.
– القلاع الفموي يحدث بسبب فطر الكانديدا
تبدأ الأعراض بظهور بقع بيضاء على اللسان، وأحياناً في اللثة وسقف الفم، وقد تكون البقع بارزة قليلاً وتشبه الجبن، مع نزيف بسيط عند فركها، وقد يصحبه فقدان في حاسة التذوق، واحمرار، وربما صعوبة في البلع.
تحدث هذه الحالة نتيجة الإصابة بفطر الكانديدا ألبيكانز أو ما يسمى فطر المبيضات، وهو نوع من الكائنات الحية تعيش في الفم بصورة طبيعية، ولكنها قد تتفشى فيحدث المرض.
في الحالات الشديدة المرتبطة بالسرطان أو نقص المناعة المكتسبة قد تنتقل الإصابة إلى المريء، مما يؤدي على صعوبة تناول الطعام وبلعه.
يعالج القلاع الفموي بالأدوية المضادة للفطريات، وقد يكون الدواء إما على شكل هلام أو سائل يوضع في الفم، أو أقراصاً للمضغ.
– مرض الزهري
مرض الزهري عبارة عن عدوى تُنقل جنسياً، ومن الممكن أن تسبب تقرحات في الفم. إذا لم تتم معالجة عدوى الزهري بصورة صحيحة فقد تظهر بقع بيضاء على اللسان، وفي المراحل الأخيرة تسبب مضاعفات خطيرة على الصحة.
يعالَج مرض الزهري بجرعة وحيدة من البنسلين، فهذه المضادات الحيوية تقتل البكتيريا التي تسبب مرض الزهري. إذا كان المصاب يعاني من مرض الزهري منذ أكثر من عام، فقد يحتاج إلى تناول أكثر من جرعة واحدة من المضادات الحيوية.
– حالات أخرى أقل انتشاراً
هناك حالات أخرى خطيرة نادراً ما تصيب اللسان بالبقع البيضاء، مثل سرطان الفم واللسان، والاضطرابات الالتهابية المزمنة.
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
معظم الحالات التي يظهر فيها اللسان باللون الأبيض تختفي سريعاً من تلقاء نفسها أو باستخدام روتين بسيط للعناية بنظافة الفم. ولكن، في حال لم تحدث استجابة لروتين العناية بالفم، أو عند ظهور أعراض أخرى، فيتوجب حينئذ زيارة الطبيب.