احمرار الأذن وسخونتها قد تسبب الألم أو الحرقة، ورغم كونها غير مريحة إلا أنها ليست علامة على وجود حالة صحية خطيرة في معظم الحالات، فإن كنت تتساءل ما هو سبب احمرار الأذن بسبب معاناتك منها، تابع هذا التقرير.
ما هو سبب احمرار الأذن؟
يمكن أن يحدث احمرار الأذن وسخونتها بسبب العديد من الحالات المختلفة التي تكون عادة غير ضارة، وتشمل:
– التورد أو الاحمرار
وهو احمرار عابر للعديد من مناطق الجسم كالوجه والعنق، والسبب الرئيسي للتورد هو رد الفعل العاطفي، أي أنه استجابة جسدية للقلق أو الإجهاد أو الإحراج أو الغضب أو عاطفة شديدة.
يحدث التورد نتيجة لزيادة تدفق الدم، فكلما زاد تدفق الدم إلى منطقة من الجلد (مثل الأذنين)، تتوسع الأوعية الدموية لتعويضها، وهذا التوسيع هو ما يمنح البشرة اللون الأحمر.
وتشمل العوامل الأخرى الأغذية والكحول والأدوية والتمارين الرياضية والتغيرات في درجات الحرارة والحالات الطبية.
– خلل هرموني
تلعب الهرمونات دوراً رئيسياً في تنظيم جميع العمليات في الجسم. لا عجب أن الخلل الهرموني يمكن أن يسبب العديد من الأعراض، من بينها احمرار الأذن.
يمكن أن تتحول أذناك إلى اللون الأحمر بسبب التغيرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث، أو مشاكل في الغدة الدرقية.
يمكن أن يحدث أيضاً بسبب عدم إنتاج الغدد الكظرية ما يكفي من هرمون الأدرينالين.
– ضربة الشمس
عندما تتعرض البشرة للشمس لمدة طويلة دون وجود حماية، فمن الطبيعي أن تظهر عليها آثار حروق.
هكذا الأذنان أيضاً، عند تعرضهما للشمس دون وجود واقي شمس أو قبعة كبيرة، فستظهر عليهما آثار ضربة الشمس التي تشمل الحرارة والاحمرار.
واعتماداً على شدة الحرق قد ينفخ الجلد ويقشر.
– عدوى بكتيرية
قد يحدث احمرار الأذن نتيجة تعرضها لعدوى بكتيرية مثل التهاب الهلل (التهاب النسيج الخلوي) وهي عدوى بكتيرية شائعة، وقد تكون خطيرة وتسبب احمرار الجلد وتورمه، وعادة ما تكون ساخنة ومؤلمة.
كذلك قد تكون الحمرة هي السبب، وهي مرض جلدي يحدث نتيجة عدوى بكتيرية، وتصيب الجلد والأنسجة تحت الجلدية. وفي هذه الحالة قد تظهر تقرحات حول المنطقة الملتهبة.
وقد تحدث العدوى البكتيرية بسبب بعض الحالات التي تدخل فيها البكتيريا لجلد الأذن بعد خدشه أو ثقبه أو تعرضه للدغة حشرة.
– التهاب الجلد الدهني
وهو مرض جلدي شائع يسبب بقعاً متقشرة صلبة مع احمرار الجلد، ويؤثر على المناطق الدهنية في الجسم مثل فروة الرأس، والوجه. قد يؤثر التهاب الجلد الدهني على الجزء الخلفي من الأذن الخارجية، وقد يتجه نحو الأذن الداخلية.
سبب الإصابة غير معروف، ولكن يعتقد أنه يرتبط بالوراثة وتفاعل الجهاز المناعي مع الكائنات الحية التي تعيش على الجلد.
– التهاب الغضروف الانتكاسي
مرض نادر يؤثر على الغضروف، ويعتقد الباحثون أنه مرض مناعة ذاتية يصيب كافة الغضاريف في الجسم، ويعرف أيضاً باسم التهاب الغضروف الضموري.
الأعراض الأولى التي قد تلاحظها هي آذان حمراء وناعمة، ويؤثر المرض على مناطق أخرى من الجسم، مثل الأنف والعينين والأضلاع والممرات الهوائية والمفاصل.
قد ينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الأذن، وقد يستمر أياماً أو أسابيع، تصحبه مشاكل في الأذن الداخلية أيضاً.
النتيجة طويلة المدى للحالة هي فقدان السمع، لذلك من الضروري زيارة الطبيب.
– التهاب سمحاق الغضروف
وهو التهاب في الأنسجة الملتفة حول غضروف الأذن، وقد يكون سببها ثقب الأذن أو إصابة الأذن أو لسعات الحشرات أو حتى الجراحة.
تصبح الأذن متورمة وحمراء وطرية بالقرب من الغضروف. في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب، حيث يمكن أن تزداد الحالة سوءا من خلال الانتشار إلى الغضروف وتلفه على المدى الطويل.
– متلازمة الأذن الحمراء
متلازمة الأذن الحمراء حالة نادرة الحدوث، وتشمل الأعراض حلقات احمرار وحرق، خاصة في شحمة الأذن.
قد تستمر هذه الأعراض للحظات أو لساعات، وقد تؤثر على أذن واحدة أو كلتا الأذنين.
في بعض الحالات، تؤدي الحرارة أو البرد أو فرك الأذن إلى ظهور الأعراض.
وهناك ارتباط لاحظه الباحثون بين هذه المتلازمة والصداع النصفي لدى الشباب والصداع العنقودي ومشاكل العمود الفقري لدى كبار السن.
علاج احمرار الأذن
يعتمد علاج احمرار الأذن على سبب الإصابة؛ فإذا كانت حروق الشمس هي سبب احمرار الأذن وسخونتها، فهناك العديد من الطرق لتخفيفها مثل الحفاظ على برودة الأذن، واستخدام منتجات الصبار للترطيب، وتجنب التعرض للشمس.
أما في حال كانت العدوى البكتيرية هي سبب احمرار الأذن، فيجب زيارة الطبيب لوصف المضادات الحيوية.
من المحتمل أن تلتئم هذه الالتهابات بعد أسبوع أو نحو ذلك من العلاج. في غضون ذلك، يمكنك تهدئة المنطقة الملتهبة من خلال استخدام الكمادات الباردة.
أما التهاب الجلد الدهني فيمكن التحكم فيه ببعض المراهم والشامبو، وقد يصف الطبيب قطرة للأذن إذا انتشر الالتهاب للأذن الداخلية.
وإن كان سبب احمرار الأذن الإصابة بالتهاب الغضروف الانتكاسي، فقد يعالج طبيبك هذه الحالة بالستيروئيدات القشرية ومسكنات الألم، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
الحالات الأكثر تطوراً تتطلب أدوية أخرى تستهدف نظام المناعة أو الجراحة.
أما لعلاج التهاب سمحاق الغضروف، فمن المرجح أن يصف طبيبك المضادات الحيوية للعدوى.
قد تسبب العدوى أيضاً خرّاجاً في الأذن، وهذا يتطلب تدخلات مثل الجراحة. إذا كانت الحالة ناجمة عن ثقب الأذن، فستضطر إلى إزالة القرط.
إذا كنت مصاباً بمتلازمة الأذن الحمراء، فقد يصف الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، كما قد تخفف الكمادات الباردة من الأعراض.
الوقاية من الإصابة باحمرار الأذن وسخونتها
قد تكون هناك بعض الطرق لتقليص فرص احمرار الأذن، حسب السبب. استخدام واقٍ من الشمس والحفاظ على حماية الأذنين بقبعة يمكن أن يمنع احمرار الأذن الناتج عن حروق الشمس.
غسل اليدين بشكل متكرر وشامل قد يقلل من فرص التهابات الجلد التي تؤدي إلى احمرار الأذن.
الاعتناء بنظافة وتغطية أي جروح مفتوحة على الأذنين، كما يمكن أن يساعد ترطيب البشرة الجافة على منع الالتهابات.
في حالات أخرى، قد لا يكون من الممكن منع احمرار الأذن. على سبيل المثال، يكاد يكون من المستحيل منع التورد المرتبط بردود الفعل العاطفية.
وبالمثل، لا يمكن الوقاية من الحالات الطبية الأساسية، مثل التهاب الغضروف الانتكاسي.