يستجيب الجسد البشري للتغيرات الخارجية والداخلية؛ فترتفع درجة حرارته مع ارتفاعها خارجياً، وكذلك مع ارتفاعها داخلياً؛ لذلك فإن خفض درجة حرارة الجسد يتم وفقاً للحالة.
يعتبر الأخصائيون أن درجة الحرارة الطبيعية للجسد تكون قرابة 37 درجة مئوية، ولكنها قد ترتفع بمقدار 0.5 درجة مئوية حسب وقت اليوم. كما تختلف درجة حرارة الجسد بشكل بسيط من شخص إلى آخر.
من الطبيعي أن ترتفع درجة حرارة الجسد فوق الحد الطبيعي بعد ممارسة نشاط بدني شاق أو في يوم حار.
ومع ذلك، فدرجة الحرارة التي تتجاوز 38 درجة مئوية قد تشير إلى الإصابة بالحمى.
من شأن درجات الحرارة المرتفعة في الخارج أو الأنشطة البدنية الشاقة أو الأمراض المسببة للحمى، إضافة إلى أدوية معينة، التسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسد.
ووفق ما نشره موقع MedicalNewsToday، إليك 8 نصائح لخفض درجة حرارة الجسد:
كيفية خفض درجة حرارة الجسد
يمكن خفض درجة حرارة جسدك بطريقتين مختلفتين: خارجياً أو داخلياً.
يعد النزول في حمام سباحة بارد مثالاً للتبريد الخارجي للجسد، في حين يساعد شرب الماء البارد في خفض درجة حرارة الجسد داخلياً.
يستمر الجسد البشري في تنظيم درجة حرارته، ويمكنه خفضها بأربع طرق مختلفة:
- التبخر، الذي يكون بالتعرق.
- الإشعاع، ويعني انبعاث الحرارة في الهواء المحيط.
- الانتقال الحراري، ويحدث عندما يحيط الهواء البارد بالجسد.
- التوصيل، وهو انتقال حرارة الجسد إلى الماء البارد أو الثلج الملتصق به.
نصائح لخفض درجة حرارة الجسد
توجد منطقة في المخ اسمها المهاد، وهي المسؤولة عن تنظيم درجة حرارة الجسد، وهي تقارن بين درجة الحرارة الحالية مع الطبيعية، ثم تنظمها.
يحدث تنظيم حرارة الجسد من خلال التعرق لخفض درجة الحرارة عندما يكون الجسد ساخناً للغاية، وعندما يكون الجسد بارداً للغاية، فإن المهاد يُحدث الارتعاش لتدفئة الجسد.
وعلى الرغم من أن ما يلي قد يبدو منافياً للبداهة، فإن تناوُل الأطعمة الحارة والشروع في أنشطة تتسبب في تعرُّق الجسد من شأنهما التسبب في الشعور ببرودة أكبر من الحرارة الخارجية، هذا لأن وظيفة العرق هي خفض درجة الحرارة.
8 نصائح لخفض درجة حرارة الجسد:
1- شرب السوائل الباردة
من شأن تناول السوائل الباردة -مثل المياه أو الشاي المثلج- أن يساعد في خفض حرارة الجسد من خلال تبريده داخلياً. كما أن الانتظام في شرب السوائل يقي من الجفاف، الذي يرفع حرارة الجسد.
2- الذهاب إلى مكان ذي هواء أبرد
بإمكان الناس خفض حرارة أجسادهم بالانتقال إلى مكان ذي درجة حرارة خارجية أبرد؛ ومن ثمَّ يفقد الجسد حرارته من خلال الانتقال الحراري.
3- النزول في مياه باردة
السباحة في مياه باردة أو الاستحمام بالماء الفاتر أو نضح الجسد بالماء البارد، كل هذه وسائل مستخدمة لخفض الحرارة. وفي هذه الحالة، فإن حرارة الجسد تنخفض نتيجة للتوصيل.
4- تبريد النقاط الرئيسية في الجسد
وضع الماء البارد أو الثلج على النقاط الاستراتيجية في الجسد، حيث تكون الأوردة قريبة للسطح -كما في المعصم والرقبة والصدر والصدغ- من شأنه خفض حرارة الدماء الجارية في هذه الأوردة، وهذا يُبرد الجسد.
5- تقليل الحركة
يبعث الجسد الحرارة عندما يتحرك. ويرجح أن يقل شعور المرء بالحر في الأماكن ذات درجات الحرارة المرتفعة إذا تجنَّب التدريبات الشاقة وقلل من تحركاته.
6- ارتداء ملابس أخف وتمرر الحرارة
تمر الحرارة بسهولة أكبر من خلال بعض الأقمشة عن غيرها؛ فالأقمشة الطبيعية مثل القطن والكتان تسمح بخروج الحرارة من الجسد بشكل أيسر من الأقمشة الصناعية مثل الأكريليك والنيلون.
7- تناول مكملات تنظيم الحرارة
يمكن أن يساعد تناول مكملات تنظيم الحرارة في تنظيم درجة حرارة الجسد بالاعتماد على سبب ارتفاعها.
كشفت دراسة أُجريت عام 2018، للمقارنة بين المستخلصات من النباتات، أن كلاً من زيت زهرة الربيع المسائية والكوهوش الأسود مفيد في تقليل وتيرة الهبات الساخنة وحدَّتها لدى من يمررن بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
8- التحدث مع الطبيب بشأن صحة الغدة الدرقية
أحياناً ما يكون ارتفاع حرارة الجسد ناجماً عن فرط نشاط الغدة الدرقية. وإذا كان هذا هو السبب بالفعل، فقد يلاحظ المرء أعراضاً أخرى كارتفاع معدل ضربات القلب والتعرق واصفرار الجلد والتشوش.
يتعين على كل من يعتقد معاناته مشكلة في الغدة الدرقية أن يتحدث إلى الطبيب.
الأسباب المحتملة للشعور بالسخونة
يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسد، بسبب عوامل خارجية أو داخلية. فيما يلي، نضع لكم قائمة بالأسباب الرئيسية لشعور أحدهم بسخونة أكبر من المعتاد:
البيئة الحارة
يرفع قضاء الوقت بالخارج في الطقس الحار درجة حرارة الجسد، وكذلك البقاء ببيئة داخلية حارة فترات طويلة.
كما أن ارتداء كثير من الملابس في أي من الحالتين يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسد.
فرط التعرض للشمس أو الحرارة
من شأن قضاء كثير من الوقت تحت الشمس أن يزيد درجة حرارة الجسد، أو حتى أن يؤدي إلى الإصابة بضربة حر، أو ما يسميها البعض ضربة شمس.
والأطفال وكبار السن هم المعرَّضون بشكل أكبر للإصابة بضربة الشمس، ويمكن أن يرفع الجفاف الناجم عن قضاء وقت طويل تحت الشمس درجة حرارة الجسد.
ومن ثمَّ، من المهم تناول كثير من السوائل والراحة بعد التعرض الطويل للشمس أو الحرارة.
يصنف الأطباء التعرض المفرط للحرارة إلى ثلاثة مستويات: التشنجات الحرارية، والإرهاق الحراري، وضربة الشمس.
على الرغم من شدة التشنجات الحرارية على الجسد، فإنها لا تستلزم العناية الطبية؛ فغالباً ما تهدأ بالحصول على كثير من الراحة والإمهاء.
تتضمن أعراض التشنجات الحرارية ما يلي:
- ارتفاع حرارة الجسد
- الدوار
- ألم العضلات أو تصلبها
يسترعي الإرهاق الحراري العناية الطبية إذا استمرت الأعراض أكثر من ساعة، أو كانت تسوء مع مرور الوقت.
وإضافة إلى أعراض التشنجات الحرارية، فقد يعاني المصاب الآتي:
- القيء
- الصداع
- انخفاض مستوى التركيز أو الحُكم غير السليم
أما ضربة الشمس فخطيرة للغاية وتتطلب العناية الطبية في المستشفى.
تتضمن أعراض ضربة الشمس أعراض التشنجات الحرارية بالإضافة إلى ما يلي:
- النوبات المَرَضية
- صعوبة الحفاظ على الإدراك الكامل
- الفشل الكبدي
التدرب أو التحرك أكثر من المعتاد
عندما يتحرك المرء، فإنه ينتج الطاقة، والجسد يُخرج الطاقة من خلال الحرارة. ولتقليل حرارة الجسد، بإمكان المرء تقليل تحركاته مؤقتاً أو التحرك عند الحاجة فقط.
ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث
غالباً ما تصاب النساء خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث أو بعدها بالهبات الساخنة والتعرق الليلي، وهما يرفعان درجة حرارة الجسد مؤقتاً.
الأدوية والهرمونات والعقاقير الترفيهية
يمكن أن ترفع الأدوية والعقاقير الأخرى درجة حرارة الجسد بالتأثير على فقدانه الحرارة أو إنتاجها.
خفض فقدان الحرارة
يمكن أن تقيد بعض الأدوية -ومنها مُدرّات البول ومضادات الكولين- قدرة الجسد على فقدان الحرارة من خلال التعرق.
من شأن محصرات مستقبِلات بيتا والعقاقير المضادة للذهان والمُخدر المُستنشق ودواء سَكسينيل كولين، أن تحجّم قدرة الجسد على التخلص من الحرارة الزائدة.
زيادة إصدار الحرارة
تتسبب بعض الأدوية والهرمونات والعقاقير الترفيهية في إصدار الجسد حرارة زائدة؛ نظراً إلى زيادة معدل التمثيل الغذائي. ومن بينها:
- الأمفيتامين
- الكوكايين
- ميثامفيتامين
- هرمون الغدة الدرقية، عند فرطه
الإصابة بالمرض
ترتفع درجة حرارة الجسد كذلك استجابةً للجراثيم مثل الفيروسات والبكتيريا؛ حيث إن درجة الحرارة المرتفعة تساعد الجسد في مكافحة الأمراض القادمة، وهو سبب الإصابة بالحمى كعلامة على المرض.
العاصفة الدرقية
العاصفة الدرقية هي فرط إفراز هرمون الغدة الدرقية في الجسد. وهي حالة طبية تشكل تهديداً للحياة وتستلزم العناية الطبية الفورية.
قد يصاب المرء بالعاصفة الدرقية بعد مرض أو عملية جراحية أو عدوى أو الحمل.
بالإضافة إلى الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسد، فإن أعراض العاصفة الدرقية تتضمن:
- تسارع ضربات القلب
- التعرق
- الغثيان أو القيء
- الهياج
- اصفرار الجلد
- المغص
فرط الحرارة الخبيث
هو حالة طبية وراثية تتسبب في استجابة حادة للمرء تجاه أدوية وعقاقير معينة.
تتضمن الأعراض تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها، الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسد، التشنجات العضلية الحادة. ويحتاج المصابون بهذه الحالة الطبية الخضوع الفوري للعناية الطبية.
متى عليك زيارة الطبيب؟
يتعين على كل من تصل درجة حرارته إلى 103 فهرنهايت (39.4 درجة مئوية) أو أكثر أن يزور الطبيب من فوره.
وعلى مقدمي الرعاية أن يأخذوا الأطفال تحت سن 3 أشهر إلى الطبيب إذا كانت درجة حرارتهم في المستقيم تصل إلى 100.4 فهرنهايت (38 درجة مئوية) أو أكثر.
وبالنسبة للأطفال فوق سن 3 أشهر، فدرجة الحرارة التي تصل إلى 102.2 فهرنهايت (39 درجة مئوية)، أو الإصابة بالحمى التي تدوم أكثر من 24 ساعة يستلزمان العناية الطبية.
ينبغي زيارة الطبيب إذا كانت درجة حرارة الجسد أكبر من المعتاد، أو في حال الإصابة بأي من الأعراض التالية:
- صعوبة في التنفس
- التهيج أو الدوار أو الضعف
- تصلب الرقبة
- التحسس من الضوء
- القيء
- الامتناع عن الشرب أو الإصابة بالجفاف.
- ظهور علامات تدل على الطفح الجلدي أو الإصابة بعدوى.