لماذا يجب الاهتمام بحمض الفوليك ومعرفة آثاره السلبية أيضاً؟

حمض الفوليك هو أحد أشكال فيتامين "ب" القابل للذوبان في الماء. ويحث مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي جميع النساء في سن الإنجاب على تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك كل يوم

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/01 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/29 الساعة 13:11 بتوقيت غرينتش
الاهتمام بحمض الفوليك ومعرفة آثاره السلبي

حمض الفوليك هو أحد أشكال فيتامين "ب" القابل للذوبان في الماء. ويحث مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي جميع النساء في سن الإنجاب على تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك كل يوم، بالإضافة إلى اتّباع نظام غذائي مُتنوع غني بحمض الفوليك، وذلك للمساعدة في منع بعض العيوب الخلقية الرئيسية في دماغ الطفل وعموده الفقري، هنا ستجدين كل ما تحتاجين إلى معرفته عن حمض الفوليك.

ما هو حمض الفوليك؟

تُعتبر الفولات (فيتامين ب-9) ذات أهمية في تكوين خلايا الدم الحمراء ونمو الخلايا السليم وأداء وظيفتها بشكل جيد، وتتواجد الفولات بشكلٍ رئيسي في الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والبازلاء والبندق، كذلك من الثمار الغنية بالفولات البرتقال والليمون والموز والبطيخ والفراولة.

حمض الفوليك Folic acid هو الشكل الاصطناعي من الفولات، وهو يُعتبر مُكوناً رئيسياً في فيتامينات ما قبل الولادة.

تستخدم أجسادنا حمض الفوليك لصنع خلايا جديدة، مما يجعله مُفيداً لظهور الجلد والشعر والأظافر بمظهر صحي، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الجسم، فالجسم يصنع خلايا جديدة كل يوم.

لماذا حمض الفوليك مهم قبل وأثناء الحمل؟

أثناء التطور المُبكر للجنين، يساعد حمض الفوليك في تكوين الأنبوب العصبي، والذي يتطوّر فيما بعد ليُصبح الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب، ويكون حمض الفوليك هاماً للغاية، لأنه يمكن أن يساعد في منع بعض العيوب الخلقية الكبرى في دماغ الطفل والعمود الفقري.

لذلك يجب على جميع النساء في سن الإنجاب الحصول على 400 ميكروغرام من حمض الفوليك كل يوم، للمساعدة في منع بعض العيوب الخلقية عن أطفالهن.

تحدث العيوب الخلقية الرئيسية في مخ الطفل أو العمود الفقري في وقت مبكر جداً من الحمل، حوالي الأسبوع الثالث أو الرابع من الحمل، وهي الفترة التي من الممكن ألا تتعرف النساء خلالها على أنهن حوامل من الأساس، لذلك يُنصح بتناوله حتى دون العلم بالحمل.

زيادة جرعة حمض الفوليك عن 400 ميكروغرام يومياً ليست بالضرورة أفضل للوقاية من عيوب الأنبوب العصبي، إلا إذا أوصى الطبيب بتناول المزيد بسبب ظروف صحية أخرى.

عند التخطيط للحمل، يجب على النساء اللائي تعرضن بالفعل من قبل لحمل حدث خلاله عيب بالأنبوب العصبي استشارة مقدم الرعاية الصحية، ويوصي مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي أنه يجب في هذه الحالة استهلاك 4000 ميكروغرام من حمض الفوليك كل يوم، قبل شهر واحد من الحمل، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

كتبت المجلة الإلكترونية PLOS Medicine في عام 2009، أن الإناث اللائي يتناولن مكملات حمض الفوليك لمدة 12 شهراً على الأقل قبل أن يصبحن حوامل يمكن أن يُقلل هذا الأمر من خطر الولادة المبكرة بأكثر من 50%، وخلص الباحثون:

إلى أن مُكملات الفولات قبل الحمل مُرتبطة بخفض حالات الولادة المبكرة، بنسبة تتراوح بين 50 إلى 70%

كيفية الحصول على ما يكفي من حمض الفوليك.

يُمكن الحصول على حمض الفوليك من خلال تناول نظام غذائي متنوع، فيمكنك العثور على حمض الفوليك في بعض أنواع الخبز وحبوب الإفطار ودقيق الذرة، والبروكلي، والكرنب، والقرنبيط، والبازلاء، والسبانخ، وصفار البيض، والخضراوات الخضراء الداكنة، والعدس، والخس، والعديد من الفواكه، وخاصةً البابايا والكيوي.

يمكن أيضاً للمرأة الحصول على حمض الفوليك من المُكملات الغذائية، فتحتوي الكثير من الفيتامينات على الكمية اليومية الموصى بها من حمض الفوليك التي تحتاجها النساء، لكن يجب التحقق من الملصق الموجود على الزجاجة، للتأكد من احتوائه على 100% من القيمة اليومية لحمض الفوليك، وهي 400 ميكروغرام.

من الأفضل دائماً الحصول على المواد الغذائية من مصادر الغذاء الطبيعية بدلاً من المُكملات الغذائية، لكن يُمكنك أيضاً الحصول على مزيج من الاثنين، فيمكن تناول فيتامين يحتوي على حمض الفوليك بالإضافة إلى تناول الأطعمة التي تحتوي عليه بشكل طبيعي.

أهمية حمض الفوليك.

يُستخدم حمض الفوليك لمنع وعلاج انخفاض مستويات الفولات في الدم، والتي يُسبب انخفاضها بعض المُضاعفات مثل فقر الدم وعدم قدرة الأمعاء على امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح، يُستخدم حمض الفوليك أيضاً في الحالات الأخرى المُرتبطة بنقص الفولات، بما في ذلك التهاب القولون التقرحي وأمراض الكبد والغسيل الكلوي، كذلك فإن النساء الحوامل أو اللائي قد يصبحن حوامل يتناولن حمض الفوليك لمنع الإجهاض وعيوب الأنبوب العصبي، كما سبق الذكر، ويساعد حمض الفوليك أيضاً في حماية عظام وأدمغة الأطفال الرُّضع.

ومن استخدامات حمض الفوليك المُتعددة:

1- يُستخدم حمض الفوليك أيضاً لمنع أمراض القلب والسكتة الدماغية، وكذلك لخفض مستويات مادة كيميائية في الدم تسمى الحمض الأميني، فارتفاع مستويات الحمض الأميني قد يُمثل خطراً في الإصابة بأمراض القلب.

2- حمض الفوليك فعّال أيضاً لمرض الكلى، فحوالي 85% من المصابين بأمراض الكلى الخطيرة لديهم مستويات عالية من الحمض الأميني، وقد تم أيضاً ربط مستويات عالية من الحمض الأميني بأمراض القلب والسكتة الدماغية، تناول حمض الفوليك يُخفض مستويات الحمض الأميني لدى الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة في الكلى.

3- حمض الفوليك هام أيضاً لتجنب فقدان البصر المرتبط بالعمر (الضمور البقعي المرتبط بالعمر)، تُشير الأبحاث إلى أن تناول حمض الفوليك مع فيتامينات أخرى بما في ذلك فيتامين B6 وفيتامين B12 يقلل من خطر الإصابة بفقدان البصر المرتبط بالعمر.

4- ضبط ضغط الدم المُرتفع: تُشير الأبحاث إلى أن تناول حمض الفوليك يومياً لمدة 6 أسابيع على الأقل يُقلل من ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.

أضرار نقص حمض الفوليك

بصرف النظر عن فقر الدم والتشوهات الخلقية للأجنّة، يمكن أن يؤدي نقص حمض الفوليك إلى مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك: ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب السريري، مشاكل مُحتملة في الذاكرة ووظيفة الدماغ، ارتفاع خطر الإصابة بأمراض الحساسية المُحتملة، ارتفاع الخطر على المدى الطويل لحدوث انخفاض كثافة العظام.

يمكن أيضاً أن يتطور فقر الدم لدى الأفراد إلى الأسوأ بسبب نقص حمض الفوليك، وبما أن حمض الفوليك مهم لإنتاج خلايا الدم الحمراء والمحافظة عليها، فإن المستويات غير الكافية قد تعني أنه لا يوجد ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لتزويد الجسم بمستوى صحي من الأكسجين.

يمكن أن تظهر هذه الحالة عند الأشخاص الذين يحتاجون إلى كميات أكبر من الفولات ولا يتناولون المكملات الغذائية، مثل النساء الحوامل والمرضعات.

كذلك فإن بعض الأدوية، مثل تلك المُستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان، قد تُزيد من خطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك.

تشمل علامات وأعراض نقص حمض الفوليك:

الإعياء، الشعور بالضعف، القروح حول الفم، صعوبات الذاكرة والإدراك، مزاج شديد العصبية وسريع الانفعال، فقدان الشهية، فقدان الوزن.

الآثار الجانبية لزيادة جرعات حمض الفوليك

يُعتبر حمض الفوليك آمناً لمعظم الناس عند تناوله عن طريق الفم أو حقنه في الجسم، معظم البالغين لا يعانون من أي آثار جانبية عند استخدامه في جرعات تقل عن 1000 ميكروغرام يومياً.

لكن يُصبح حمض الفوليك غير آمن على الأرجح عندما يؤخذ عن طريق الفم بجرعات كبيرة، فعلى المدى الطويل، قد تتسبب جرعات عالية من حمض الفوليك في تشنجات في البطن، وإسهال، وحدوث طفح جلدي، واضطرابات النوم، والتهيج، والارتباك، والغثيان، واضطرابات في المعدة، وتغيرات السلوك، وغيرها من الآثار الجانبية.

تُشير بعض الأبحاث إلى أن تناول حمض الفوليك بجرعات تتراوح بين 800 و1200 ميكروغرام قد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية لدى الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في القلب.

كذلك فإن تناول حمض الفوليك قد يُخفي فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين "ب 12" ويؤخر الحصول على العلاج المناسب، وقد يؤدي تناول مكملات حمض الفوليك، خاصةً في الجرعات الكبيرة، إلى زيادة نوبات الصرع لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصرع.

تحميل المزيد