تُعرف منطقة رأس المعدة بالشرسوف أو المنطقة فوق المعدية، وقد يصِف المرضى شعورهم بهذه الحالة على أنّه ألم في المنطقة الواقعة أعلى البطن مباشرة أسفل الأضلاع.
ولا تستدعي المُعاناة من ألم رأس المعدة القلق في كثير من الأحيان، خصوصاً إذا تزامن الشعور بهذا الألم مع الانتهاء من تناول الطعام .
لكن على الرغم من ذلك، يجب تمييز الألم الناتج عن حالات مرضيّة، مثل: العدوى، أو التهابات، أو أمراض أخرى، مثل: ارتداد المريء، وغالباً ما يترافق ألم رأس المعدة مع أعراض أخرى، كالانتفاخ، والغازات، والحرقة.
ويتمركز هذا الألم في المنطقة أسفل أضلاع القفص الصدريّ أعلى البطن.
أسباب ألم رأس المعدة
هنالك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تُؤدي إلى حدوث ألم في المعدة، ولكن من المهم أن يُميّز المصاب بينها.
وفيما يأتي ذكر لأبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ألم في المعدة:
ارتداد الحمض:
يُمكن أن تُسبب عودة بعض حمض المعدة أو الطعام الموجود في المعدة إلى المريء ألماً في الصدر والحلق، ولكن بمرور الوقت يمكن أن يسبب استمرار ارتداد الحمض الإصابة بداء الارتداد المعدي المريئي.
ومن الأعراض الشائعة لارتداد حمض المعدة:
- حرقة المعدة .
- الإحساس بطعم حمضي غير طبيعي في الفم.
- وجع الحلق وبحة الصوت.
- السعال المستمر.
عسر الهضم:
وعادة ما يحدث عسر الهضم بعد الأكل، فعندما يأكل المصاب شيئاً ما تُنتج المعدة حمضاً لهضم الطعام، وفي بعض الأحيان يُمكن لهذا الحمض أن يُهيّج بطانة الجهاز الهضمي ويُعيق عملية الهضم الطبيعية.
ويمكن أن يؤدي عسر الهضم إلى حدوث بعض الأعراض إضافة إلى ألم المعدة، ونذكر من هذه الأعراض ما يأتي:
- الانتفاخ.
- التجشؤ.
- الشعور بالامتلاء حتى مع قلة الطعام المُتناول.
- الغثيان.
- الشعور بضغط في منطقة البطن بسبب وجود الغازات.
فتق الحجاب الحاجز:
عادة ما يحدث فتق الحجاب الحاجز لدى كبار السن، وذلك باندفاع الجزء العلوي من المعدة عبر الفتحة الخاصة بالمريء نحو الحجاب الحاجز.
ويحدث هذا نتيجة التعرض لحادث أو نتيجة ضعف في عضلات الحجاب الحاجز، وفتق الحجاب الحاجز لا يؤدي دائمًا إلى الشعور بالألم أو عدم الراحة، وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى لفتق الحجاب الحاجز:
- تهيج الحلق والشعور بخدش فيه.
- حدوث مشاكل في البلع.
- التجشؤ.
- الشعور بعدم الراحة في الصدر.
- عسر الهضم.
مريء باريت:
تحدث هذه الحالة عندما تبدأ الأنسجة المبطنة للمريء بالتحول إلى أنسجة شبيهة بتلك التي تُبطّن الأمعاء.
وفي العادة يُعرف هذا التحول باسم التحول المعويّ، وإنّ مريء باريت قد يتطوّر إلى سرطان، لذلك فهو يتطلب رعاية صحية ومتابعة من قبل الطبيب.
التدخين وشرب الكحول والسمنة هي من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المريء.
التهاب المريء:
يحدث التهاب بطانة المريء نتيجة لعدة أسباب، مثل: ارتداد حمض المعدة إلى المريء، أو نتيجة لعدوى أو حساسية، أو نتيجة لتهيج مزمن ناجم عن استخدام دواء معين.
التهاب المعدة:
يحدث التهاب المعدة نتيجة التهاب الغشاء المخاطي المبطّن للمعدة، وذلك بسبب التعرض لعدوى بكتيرية، أو نتيجة وجود اضطراب في جهاز المناعة، أو بسبب حدوث تلف مستمر في المعدة.
التهاب المعدة قد يكون التهاباً حاداً يستمر لفترة قصيرة من الزمن، أو التهاباً مزمناً يستمر لعدة سنوات إذا ما لم يحصل المصاب على العلاج اللازم، وقد تظهر على الشخص المُصاب بالتهاب المعدة عدّة أعراض أخرى بالإضافة إلى ألم المعدة.
ومن أبرز هذه الأعراض:
- الغثيان.
- التقيؤ؛ بحيث يكون شكل القيء يُشبه القهوة، أو يحتوي على الدم.
- اسوداد لون البراز.
الحمل:
في كثير من الأحيان تشعر المرأة الحامل بألم خفيف في رأس المعدة، ويحدث ذلك في العادة نتيجة ارتداد أحماض المعدة، والضغط الذي يُسبّبه تمدد الرحم على البطن، بالإضافة إلى التغيرات المستمرة في مستوى الهرمونات التي من الممكن أن تؤثر في أحماض المعدة.
الألم الحاد والمستمر في رأس المعدة خلال فترة الحمل قد يدلّ على إصابة المرأة الحامل بأمراض أخرى، لذلك ينبغي على المرأة الحامل مراجعة الطبيب المختص إذا شعرت بأنّ الألم شديد ومستمر، وفي حال معاناتها من حدوث أعراض أخرى ترافق الألم.
مرض حساسية القمح:
تُعرّف حساسية القمح على أنّها اضطراب في المناعة الذاتية، حيث يؤدي تناول الجلوتين الموجود في حبوب القمح إلى مهاجمة الجهاز المناعي للأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى الشعور بالألم وعدم الراحة.
متلازمة زولينجر إيليسون:
وتُعدّ الإصابة بهذه المتلازمة حالة نادرة، ويتشكل فيها بعض الأورام في البنكرياس أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وتفرز هذه الأورام كميات كبيرة من هرمون الجاسترين الذي يُحفّز المعدة على إفراز كميات كبيرة من الأحماض، والتي تؤدي بدورها تؤدي لحدوث قرحة هضمية.
حالات خطيرة مرتبطة بألم المعدة
في بعض الأحيان يكون ألم المعدة عرضاً لأحد الأمراض والحالات الخطيرة التي تستدعي الذهاب إلى المستشفى بشكل طارئ.
ومن هذه الحالات:
- الذبحة الصدرية: تتمثل بالشعور بألم في الصدر، نتيجة عدم حصول القلب على كمية كافية من الأكسجين.
- تمزق الوعاء الدموي الأبهري: تؤدي الإصابة بهذه الحالة إلى شعور المريض بألم حادّ يمتدّ إلى منطقة الظهر.
- مقدمات الارتعاج: أو ما قبل تسمم الحمل حيث تنبغي مراجعة الطبيب في هذه الحالة فوراً، خصوصاً إذا كان الألم في ألم البطن والمعدة شديداً، ومصحوباً بالقيء.
علاج ألم رأس المعدة
علاج ألم رأس المعدة يعتمد بشكلٍ أساسيّ على السبّب الدقيق الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، ففي الحالات التي تُعزى فيها المُعاناة من هذا الألم إلى بعض العادات غير الصحّية؛ فيكون العلاج باتّخاذ الإجراء المُناسب لتغيير هذه العادة.
ومثالُ ذلك؛ الحالات التي يُسبب فيها الإفراط في تناول الطعام هذا الألم؛ فيتمّ السيطرة عليه من خلال تناول كميات قليلة من الطعام، بحيث تتضمن أطعمة تمنح الشعور بالامتلاء، كالبروتينات الخالية من الدهون، إضافة إلى الحرص على تجنّب الأطعمة التي قد تُسبّب الغازات.
أمّا في الحالات التي يُعزى فيها ألم رأس المعدة إلى الإصابة بحالات مرضية مُعينة؛ فيُمكن السيطرة على الألم من خلال علاج الحالة الأساسية التي يُعاني منها المريض.
وفي حال معاناة الشخص من هذا الألم كأحد الآثار الجانبية لتناول نوع مُعين من الأدوية؛ فهُنا قد يقلل الطبيب من جرعة الدواء أو يغيره لدواء آخر.