أصبح النوم الجيد هاجساً لملايين الأشخاص حول العالم، فغالبيتنا يعاني من صعوبة النوم ويبحث عن كيفية علاج الأرق، إلا أنّ هذا الأمر يعد معقداً بعض الشيء، إذ إن واحداً من كل 3 بالغين لا ينام الساعات السبع أو الثماني الموصى بها في اليوم.
وكل ذلك بسبب الأجهزة الإلكترونية (للوقت الذي تسرقه منا)، وأيضاً بسبب ضوء الشاشات الذي يتعارض مع الميلاتونين (هرمون النوم).
كيفية علاج الأرق
تعد درجة حرارة الجسم أحد أسباب الأرق، وعلاجه يبدأ من تنظيم الحرارة بكل تأكيد، إذ إن الحمام الساخن يساعد على التوفيق بينهما، ولكن ليس بأي طريقة.
وفق موقع El Español الإسباني، تتزايد الأبحاث التي تركز على هذا المجال، وقد أُجريت واحدة من أحدث هذه الدراسات من قبل مهندسي الطب الحيوي في كلية كوكريل للهندسة في جامعة تكساس في أوستن.
خلصت الدراسة، التي نشرت في دورية Sleep Medicine Reviews، إلى أن الاستحمام قبل حوالي 90 دقيقة من وقت النوم وعند درجة حرارة حوالي 40 درجة مئوية يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة النوم.
قام باحثو جامعة تكساس، بالتعاون مع مركز UT للعلوم الصحية في هيوستن وجامعة جنوب كاليفورنيا، بمراجعة 5322 دراسة تبحث عن العلاقات بين تدفئة الجسم بشكل لا فاعل (Passive) بالاستحمام بالماء الدافئ أو الساخن، ونوعية النوم.
لفهم هذه العلاقة، أُخذت العديد من العوامل في الاعتبار، مثل كُمون (فترة الانتظار) بداية النوم، والوقت اللازم للوصول إلى النوم العميق، ومجموع الوقت الذي ننام فيه، وكفاءة ومقدار النوم فيما يتعلق بالوقت الإجمالي في السرير، بالإضافة إلى الجودة الذاتية للنوم كما يقدرونها من المشاركين.
وفقاً لما توصلوا إليه، تتراوح درجة الحرارة المثلى للاستحمام بين 40 و42 درجة مئوية، وأخذه قبل وقت النوم بحوالي ساعة إلى ساعتين يمكن أن يسرع النوم بمعدل 10 دقائق.
الحرارة والنوم متلازمان
في السابق، كانت العلاقة بين الاستحمام والنوم معروفة بالفعل، نظراً لأن النوم ودرجة حرارة الجسم الأساسية يتبعان إيقاعاً يومياً بنمط مدته 24 ساعة، ويشمل أيضاً ساعات النوم واليقظة.
على سبيل المثال، سترتفع درجة حرارة الجسم حوالي 1 درجة مئوية في نهاية فترة الظهيرة وعند النوم. ومع ذلك، قبل ساعة من موعد النوم المعتاد، عادة ما تنخفض وتهبط بأدنى معدل لها فيما يتعلق بساعات منتصف الليل وساعات بعد النوم الليلي.. ترتبط دورة درجة حرارة الجسم ارتباطاً وثيقاً بدورة النوم.
وفقاً للباحثين، فإن الوقت الأمثل للاستحمام وتبريد درجة حرارة الجسم الأساسية سيكون قبل الذهاب إلى الفراش بتسعين دقيقة.
من شأن حمام المياه الساخن أن يحفز جهاز التنظيم الحراري للجسم، مما يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية من المناطق الداخلية إلى مناطق الجسم الخارجية، مثل اليدين والقدمين، مما يؤدي إلى القضاء الفعال على ارتفاع حرارة الجسم، وبالتالي انخفاض في درجة حرارة الجسم الأساسية.
لذلك، فإن الاستحمام خلال الفترة المحددة قبل النوم من شأنه أن يساعد في العمليات اليومية الطبيعية ويزيد من القدرة على النوم ويحسّن جودته.