في كثير من الأحيان، حينما تُذكر آلام الصدر تكون الأزمة القلبية أول ما يتبادر إلى ذهننا، ولكن ليست الأزمات القلبية وحدَها هي التي تُسبب آلام الصدر، فهناك عددٌ من الأسباب الأخرى، التي قد تؤدي إلى نفس الأعراض.
فالنَّوبة القلبية يحدُث عندها انسدادُ واحدٍ أو أكثر من الشرايين المغذية للقلب، وبالتالي يسبب توقُّف ضخّ الأكسجين للقلب، مما يؤدي إلى ألمٍ شديدٍ وحادٍّ، مع الإحساس بالضيق والضغط على الصدر. وقد يصاحب آلام الصدر أيضاً ضيق في التنفّس، والدوار، والتعرّق، وسرعة النبض.
في هذا التقرير سنستعرض أسبابَ آلام الصدر الأخرى، بعيداً عن النوبة القلبية، ولكن رغم ذلك إذا أحسست في أي وقت بآلام الصدر، فلا تتردد في زيارة الطبيب.
الانصمام الرئوي يشبه النوبة القلبية في الألم
وهو عبارة عن جلطة دموية في شريان رئوي، مما يزيد من صعوبة التنفُّس، خاصة عند بذل مجهود. وقد يشبه ألم الأزمة القلبية، ولكن تزداد حدَّته مع بذل مجهود أو أيِّ نشاط بدني، وقد يصحبه تورُّم في الساق، كما قد يشمل السعال بدم.
حرقة المعدة تسبب الألم خلف القفص الصدري
قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، فهل من الممكن أن تختلط أعراض حرقة المعدة مع النوبة القلبية؟
نعم، قد يحدث ذلك، فالارتجاع المرّيئي يحدث عندما تعود محتويات المعدة للشخص -بما في ذلك أحماض المعدة التي تساعد على هضم الطعام- إلى المريء، وهو الأنبوب الذي يربط الحلق بالمعدة. حمض المعدة شديد الحموضة، ويسجل حوالي 2 على مقياس درجة الحموضة، وهو أقل قليلاً من عصير الليمون والخل، ولذا يُحدث حرقة شديدة وراء عظام القفص الصدري.
الارتجاع غير المنتظم شائع إلى حدٍّ ما، وربما لا داعي للقلق، ولكن إذا كنت تعاني منه مرتين في الأسبوع أو أكثر، فقد تكون مصاباً بمرض ارتجاع المريء (GERD).
إذا تركت هذا الأمر دون علاج مع مرور الوقت، يمكن أن يسبب الربو، واحتقان الصدر، وحالة تسمى مريء باريت، وفيها يتم استبدال نسيج المريء بنسيج مماثِل لبطانة الأمعاء، مما قد يزيد من فرص الإصابة بنوع نادر من السرطان.
الشدُّ العضليُّ والنوبة القلبية ألمهما متشابه ولكن يمكنك التفريق
من الممكن أن يخطئ شخصٌ ما في الألم الناتج عن توتر عضلة الصدر وألم الأزمة القلبية. فإذا كنتَ غيرَ معتادٍ على رفع الأشياء، حتى البسيطة منها، فهذا قد يعرِّضك للإصابة بشدٍّ عضليٍّ في منطقة الصدر، مع ممارسة التمارين الرياضية، أو عند رفع قطعة أثاث في المنزل.
قاعدة جيدة قد تجعلُك قادراً على التفريق بين الألَمَيْن؛ تتمثل في أنَّه إذا ضغطت على جدار الصدر وشعرتَ بمزيدٍ من الألم، فمن المحتمل أن تكون إصابة عضلية هيكلية.
آلام الصدر قد تكون بسبب التهاب البنكرياس
تقع غدة البنكرياس خلف المعدة مباشرة في الجزء العلوي من البطن، والتهابها يسبب ألماً شديداً في منطقة البطن، وتمتد لأعلى إلى الصدر.
يحدث التهاب البنكرياس عندما تنشط إنزيمات الهضم أثناء وجودها في البنكرياس، فيتكوَّن نسيج متندّب. وقد تحدث الإصابة عندما تكثر الحصوات الصفراوية (المصنوعة عادة من الكوليسترول المتصلّب) فتسدّ القنوات الصفراوية، ويحدث التهاب في البنكرياس.
الذبحة الصدرية لا تضرُّ أنسجة القلب
يشعر المصاب كأنَّ هناك من يضغطُ على قلبه بشدة، ويحدث حينما يقل الدم المتدفق إلى عضلة القلب، ولكن على عكس النوبة القلبية، لا تسبب الذبحة الصدرية أضراراً دائمة في أنسجة القلب.
يكون الألم في الصدر، أو في أي مكان آخر علوي في الجسم، مع الدوخة، ولا يجب إهمالها فقد تؤدي على حدوث النوبة القلبية.
آلام الصدر قد تكون دليلاً على مرض التهاب الغضروف العضلي
يحدث هذا الالتهاب في الغضروف الذي يربط أحد الأضلاع بعظام الصدر، وقد يكون الألم الناتج عنه مشابهاً للألم الناتج عن الإصابة بالنوبة القلبية.
لا يمكن تحديد سبب الإصابة، ولكنها تشفى في غضون عدة أسابيع، ويركز الطبيب فقط على مسكنات الألم.
قد يصاحب الالتهاب حدوث تورُّم، ويزداد الألم سُوءاً عند التنفس بعمق أو السعال.
الحزام الناري يتميّز بالطفح الجلدي
يُعرف علمياً باسم "الهربس النطاقي"، ويسببه فيروس Varicella zoster virus، الذي يسبب الجدري المائي، ويَنتج عنه طفح جلدي مؤلم. وتشمل الأعراض الأولى حكة وحرقة في الجلد، ويصيب الكثير من الأماكن في الجسم.
إذا كانت الإصابة في منطقة الصدر، فقد يخطئ المصاب في تحديد السبب، ويظن أنَّ الألم ناتج عن نوبة قلبية. ولكن الحزام الناري يتميز بظهور الطفح الجلدي بعد أيام من الشعور بالألم، والحساسية تجاه اللمس، والشعور بالحكة.
يمكن للطبيب معرفة نوع الإصابة، كما أنه يصف أدوية مضادة للفيروسات تخفِّف الألمَ وتقصّر مدة الأعراض في حال تناولها خلال 72 من ظهور الطفح الجلدي، أما بعد ذلك فيكون الدواء مسكنات للألم.
التهاب التامور ينتج عن عدوى فيروسية
وهو عبارة عن التهاب وتورّم الغشاء السميك المحيط بالقلب، وقد يكون أحد أسباب ألام الصدر، ويحدث الالتهاب عادةً بعد أيام من الإصابة بعدوى فيروسية.
غالباً ما تكون التهابات الجهاز التنفسي مسؤولةً عن المرض، على الرغم من أن هناك مسببات أخرى مثل أمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
تشمل أعراض التهاب التامور ألماً حاداً في منطقة الصدر، وأحياناً الشعور بالضغط بقوة، وتزداد شدة الألم مع التنفس العميق والسعال والاستلقاء.
قد يشخِّص طبيبك حالتك بعد طلب الأشعة المقطعية أو رسم القلب، أو أشعة سينية على الصدر. ومع ذلك، فإنَّ المرض سوف يتلاشى في غضون بضعة أيام أو أسابيع ببساطة، عن طريق الراحة أو تناول الأدوية التي تهدّئ الالتهاب.
نوبة الهلع لها أعراض كثيرة من بينها آلام الصدر
الإصابة بنوبة الهلع يمكن أن تسبب آلام الصدر، كما تشمل الأعراض سرعة ضربات القلب، والتعرق، والغثيان، والدوخة، وقد يظن المصاب أنه يعاني من نوبة قلبية.
تميل نوبات الهلع إلى الظهور فجأة دون سابق إنذار، وقد تكون عرضة لها إذا كان لديك أحد أفراد الأسرة لديه سجل من نوبات الهلع، أو إذا كنت تتعامل مع تغيرات كبيرة في الحياة والإجهاد المستمر، أو أنك نجوت منذ فترة قصيرة من حادث.