يسهم في علاج الحساسية والسكري.. هل ترتفع شعبية «حليب الإبل»؟

على مستوى التغذية، يتفوق حليب الإبل على حليب الأبقار في نسب فيتامين ج وفيتامين ب والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/14 الساعة 13:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/14 الساعة 13:25 بتوقيت غرينتش
هل بمقدورك الاتجاه إلى شرب حليب الإبل

هل بمقدورك الاتجاه إلى شرب حليب الإبل؟ يأمل عدد متزايد من مزارعي الإبل في أستراليا إقناعك بذلك.

ليس من المستغرب أن يعامل أصحاب الأعمال الصغيرة المتماسكة موظفيهم باعتبارهم امتداداً لعائلاتهم. وبالتأكيد، لا يكون هؤلاء العمال عادةً من أصحاب السنام، ويسيرون على أربع.

تملك لورين بريسبان شركة QCamel، وهي شركة الألبان العضوية الوحيدة المعتمدة في أستراليا لإنتاج ألبان الجِمال.

أصبح إنتاج حليب الإبل إحدى الصناعات الزراعية الناشئة في أستراليا، إذ ينمو الطلب على المنتج محلياً ودولياً. ومع ذلك، تزعم لورين أن عملها الذي تديره وتملكه عائلتها لا يدار مدفوعاً بالتأثيرات التجارية، وإنما بالحب؛ بحسب ما نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

 الإبل تتباين شخصياتها.. وهي أرواح لطيفة ورقيقة

ففي حديثها عن مزرعتها التي تتخذ من كوينزلاند مقراً لها، تقول لورين: "لدينا فلسفة مختلفة في طريقة إدارتنا لمنتجات الألبان".

توضح لورين ذلك قائلة: "من المهم عند إدارة مكان صحي وسعيد لإنتاج ألبان الإبل، أن نفهم الإبل وأن نحترمها بحق. إننا نعتبرهم كأفراد عائلتنا وزملائنا في طاقم العمل، وليس مجرد مخزون أو آلات".

وتؤكد لورين أهمية التواصل مع الإبل، قائلة: "إنها مثل الناس تتباين شخصياتها. وهي أرواح لطيفة ورقيقة ومُحبة وذكية للغاية. يمكنك الجلوس والتحدث معها بشأن كل ما يجري، وستفهمك تماماً".

وتضيف: "صحيح أنها حيوانات ضخمة، لكن إن احترمت هذا اللطف والذكاء، فسيصبح التعامل معها يسيراً".

يختار عدد متزايد من المزارعين الأستراليين تربية "سفن صحراء" بلادهم غزيرة الإنتاج. وأُدخِل الجمل لأول مرة إلى أستراليا في أربعينيات القرن التاسع عشر، للمساعدة في استكشاف المناطق الداخلية الواسعة أو المناطق النائية بالبلاد.

والآن، يُعتقَد وجود أكثر من 1.2 مليون ناقة في البرية، وهو ما يعتبر أكبر عدد  من الحيوانات البرية بالعالم. وينحدر أغلبها من سلالة الجِمال العربية وحيدة السنام، وهو النوع المختار لإنتاج الحليب. في حين تملك أستراليا تعداداً أصغر بكثير من الجِمال ذات السنامين.

افتُتح أول مصنع لإنتاج ألبان الجِمال بأستراليا في عام 2014، ومنذ ذلك الحين نمت الصناعة نمواً ملموساً، إذ تُدار مصانع الألبان في جميع الولايات والأقاليم تقريباً.

وبينما يهيمن الشرق الأوسط وبلدان شمال وشرق إفريقيا على الإنتاج العالمي من حليب الإبل، تنبَّأ تقرير صادر عن الحكومة الأسترالية في عام 2016، أن "السنوات الخمس القادمة حتى عام 2021 ستشهد زيادة كبيرة في إنتاج حليب الإبل الأسترالي".

ففي عام 2016، أنتجت البلاد 50 ألف لتر من حليب الإبل، مقارنةً بـ180 ألف لتر سنوياً تنتجها أستراليا اليوم.

الصين والولايات المتحدة على قائمة الأسواق المحتملة

ساعدت ميغان ويليامز بالتأكيد في دفع هذا النمو، إذ أنشأت هي وزوجها كريس مصنعاً للألبان بشمال فيكتوريا في نهاية عام 2014، بثلاث نوق فقط من البرية، وكان عليهم بعد ذلك تدريبها على إدرار الحليب.

وبعد خمس سنوات، انتقل مشروعهم -شركة The Camel Milk Co Australia لإنتاج حليب الإبل- إلى مقرٍ جديد بأكثر من ضعف حجم مقرهم الأول؛ إذ يملكون الآن قطيعاً مُكوناً من أكثر من 300 جمل، يُحلب نحو 60 بالمئة منهم حالياً.

ويبلغ متوسط إنتاج ​​المزرعة نحو ستة لترات من الحليب لكل ناقة يومياً. ويصدَّر ثلث تلك الكمية إلى العملاء في سنغافورة، مع توسُّع وشيك بتصدير شحنات من الحليب الطازج والمسحوق إلى تايلاند وماليزيا.

تجدر الإشارة إلى أن الصين والولايات المتحدة تُدرَجان على قائمة الأسواق المستقبلية المحتملة لميغان، في حين يُصدِّر منتجو حليب الإبل الآخرون في جميع أنحاء أستراليا منتجاتهم إلى وجهات تشمل نيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وهونغ كونغ.

تقول ميغان: "ربما ننتج مئتي لتر لتصديرها أسبوعياً، ولكن مع دخول تايلاند لقائمة عملائنا، من المتوقع أن تزيد هذه الكمية".

وتضيف: "في أكثر الأحيان، يخاطبنا المشترون الدوليون وأسواقهم. فما تتفوق فيه أستراليا على أي بلد آخر في العالم هو أن جِمالنا خالية من الأمراض".

بخلاف فوائده.. أغلى 12 مرة من حليب الأبقار!

أما عن المرض الذي تشير إليه ميغان، فهو فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، أو ما يُعرف بفيروس كورونا، الذي يمكن أن يصيب جِمال الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفيروس يمكنه الانتقال إلى البشر عن طريق ملامسة الجِمال، أو عن طريق استهلاك حليب الإبل الخام، ويحتمل أن يكون قاتلاً.

يستهلك البشر حليب الإبل منذ أكثر من 6000 عام، لكن الطلب العالمي عليه نما بشكلٍ ملحوظ في السنوات الأخيرة، على الرغم من تكلفته الباهظة بطبيعة الحال، إذ يباع اللتر الواحد من حليب الإبل المبستر بنحو 15 دولاراً أسترالياً (10 دولارات) في أستراليا، وهو ما يجعله أغلى 12 مرة من حليب الأبقار.

ويكمن السبب الرئيسي وراء زيادة الاهتمام بحليب الإبل مؤخراً، في سعي المستهلكين للحصول على الفوائد الصحية المفترضة له. فعلى مستوى التغذية، يتفوق حليب الإبل على حليب الأبقار في نسب فيتامين ج وفيتامين ب والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.

ووفقاً لتقييم سوق الحكومة الأسترالية لعام 2016، فإن الخصائص الصحية الأخرى المنسوبة إلى حليب الإبل تشمل قدرته "المنسوبة" على "تخفيف الحساسية الغذائية والحساسية الموسمية، فضلاً عن فائدته في تقليل الاعتماد على الأنسولين وعلاج مرض السكري، وسهولة الهضم".

تحميل المزيد