تركيا.. تقف شامخة ما بين آسيا وأوروبا معتزةً بتراثها التاريخي الغني، ومناظرها الطبيعية الساحرة، وحداثتها الرائعة، لتجمع بين الثقافة القديمة والحديثة، وتثبت أنها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم بأثره.
إن كنت تخطط لزيارة تركيا، وقضاء بعض الوقت الممتع، جمعنا إليك هنا أكثر مدنها شعبية وجذباً للسياح، لتتمكن من قضاء عطلة سعيدة.
– إسطنبول.. معالم دينية وتاريخية وترفيهية
كبرى المدن التركية التي تجمع بين التاريخ العريق والحاضر المثير، وهو ما يجعلها جاذبة للسياح من الأنحاء كافة.
هناك عديد من الآثار التي يمكنك الاستمتاع بها في إسطنبول، وعلى رأسها متحف أيا صوفيا الشهير الذي يصور الهندسة المعمارية البيزنطية. ومن المعروف أن أيا صوفيا قد بدأ ككنيسة أرثوذكسية، ثم تحولت لمسجد بعد فتح القسطنطينية، وبعد ذلك تحول إلى متحف.
وفي مواجهة أيا صوفيا، يمكنك الاستمتاع بزيارة المسجد الأزرق ذي القبة الزرقاء والنوافذ الملونة.
ولتشاهد المكان الذي أقام فيه سلاطين الدولة العثمانية، يمكنك زيارة قصر دولمة بهجة ذي المظهر الأوروبي، وكان مقراً للسلاطين منذ عام 1856 وحتى 1922، وبعد ذلك أقام فيه مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وقبل دولمة بهجة، كان السلاطين العثمانيون لأكثر من 400 عام يقيمون بقصر طوب كابي، الذي يضم عديداً من القاعات والغرف الملكية.
وكعادة السياح يبحثون عن مكان للتسوق، وفي إسطنبول يمكنهم زيارة البازار الكبير الذي يضم 5000 متجر يمكنهم أن يجدوا فيها كل ما يودون شراءه. ويعد البازار شاهداً على التاريخ أيضاً، فقد تأسس في عام 1461، وفيه مسجدان وأربعة نوافير، وحمامات بخار.
ولترى جمال المدينة في صورة بانورامية رائعة من الأعلى، يمكنك الصعود إلى برج جالاتا البالغ ارتفاعه 67 متراً. البرج في حد ذاته مَعلم تاريخي، فقد بُني في عام 1348، واستُخدم كبرج للمراقبة، ويضم حالياً مقهى ومطعماً وملهى ليلياً في الأدوار العليا.
– إزمير حينما يجتمع جمال الطبيعة وعراقة التاريخ
ثالث أكبر مدينة تركية، وتقع على ساحل بحر إيجة، وبها ثاني أكبر ميناء في البلاد بعد ميناء إسطنبول. أقام في هذه المدينة عديد من الشعوب كالإغريق، والأرمن، والأكراد، والأتراك، وهو ما أسهم في ثقافة المكان.
ومن بين الآثار التي تركها الإغريق مدينة أفسس اليونانية، التي يمكنك مشاهدة أطلالها على بُعد 80 كيلومتراً من إزمير، وتعتبر من مواقع التراث العالمي لليونيسكو. وفي أطلال أفسس يمكنك رؤية العمود الباقي الوحيد من هيكل آرتيميس أحد عجائب الدنيا السبع.
هناك كذلك قلعة كاديفيكالي التي بناها الرومان في القرن الرابع قبل الميلاد، للدفاع عن المدينة.
ولا يمكنك زيارة إزمير دون الذهاب إلى ساعة كوليسي في ساحة كوناك والتي تعد رمزاً للمدينة، وقد بُنيت في عام 1901؛ احتفالاً بمرور 25 عاماً على تولي السلطان عبدالحميد الثاني الحُكم.
ولتتعرف أكثر على تاريخ المدينة يمكنك دخول متحف الإثنوغرافيا، الذي يضم معروضات تعود للعصر السلجوقي والعثماني.
بإمكان عشاق المتنزهات والطبيعة الذهاب إلى متنزه إزمير، الذي يضم 1500 حيوان من 120 نوعاً، بالإضافة إلى 250 نوعاً مختلفاً من النباتات، و3 آلاف شجرة، وتبلغ مساحته 425 ألف متر مربع.
أما هواة التسلق والتزلج، فيمكنهم التوجه إلى جبل بوزداغ، ويمكنهم كذلك الصعود بالتلفريك.
– أنطاليا وأجمل شاطئ في تركيا
لا يمكننا ذكر السياحة في تركيا دون ذكر عاصمتها السياحية أنطاليا الواقعة جنوب تركيا على ساحل البحر المتوسط.
للتعرف على تاريخ أنطاليا، يمكنك الذهاب في جولة سياحية داخل متحف أنطاليا بقاعاته الثلاث عشرة. القاعات مقسمة بحيث تعرض كل قاعة أشياء متخصصة، فهناك قاعة للتاريخ الطبيعي تعرض أحافير جيولوجية قديمة، وقاعة أخرى للآلهة يُعرض فيها الإله زيوس ويحيط به عدد من الآلهة. ومن الممكن اصطحاب أطفالك؛ فالمتحف يضم قاعة بها نشاطات تعليمية للرسم والنحت للأطفال.
للعيش داخل الأجواء العثمانية القديمة، اتجِه ناحية المدينة القديمة كاليسي بقصورها العثمانية، وشوارعها المرصوفة بالحصى. ولا تنسَ زيارة الساحة الرئيسية، حيث بوابة الحصن وبرج الساعة.
وفي قلب المدينة القديمة أيضاً يمكنك التوجه لزيارة الميناء القديم الذي كان مركزاً اقتصادياً رئيسياً في الماضي، وأصبح الآن يجمع عديداً من المقاهي والبازارات.
لا يمكنك مغادرة أنطاليا دون أن تشهد على المعجزة الطبيعية الموجودة في شيميرا على بُعد 84 كيلومتراً تقريباً جنوب غربي أنطاليا، ألا وهي الشعلة الأبدية، وهي النار المشتعلة في جوف الصخر بصورة طبيعية.
إن كنت من محبي الشواطئ، فأنت محظوظ، فأمامك فرصة زيارة أجمل شواطئ تركيا حسب وصف صحيفة التيلغراف، ألا وهو شاطئ كونيالتي.
– بورصة.. آثار طبيعية وتاريخية ودينية
على سفوح جبل أولوداغ جنوب شرقي بحر مرمرة، تستلقي مدينة بورصة الخضراء بتاريخها الحافل.
منطقة Cekirge من أهم المناطق السياحية الجذابة في بورصة، وتشتهر بمعالمها التاريخية، وتحديداً المسجد الملكي Hudavendigar Cami. وفي المنطقة، يمكنك زيارة مجمع المرادي الذي يضم جامع المرادية، ومسجد المرادية، ومدرسة المرادية، و12 مقبرة من ضمنها مقبرة السلطان مراد الثاني.
وللتعرف على بعض المعالم الدينية في المدينة، يمكنك زيارة الجامع الكبير أولو جامع، الشهير بهندسته المعمارية على الطراز السلجوقي في أواخر القرن الرابع عشر. وكذلك مسجد الأمير سلطان الذي يرجع تاريخه إلى القرن الخامس عشر، وأعيد بناؤه في القرن التاسع عشر، ويشهد على الهندسة المعمارية العثمانية.
ولعشاق الطبيعة نصيب من زيارة بورصة، فبإمكانهم زيارة شلالات سايتابات، حيث يمكنك الاستمتاع بممارسة الرياضات المائية. ليس هذا فحسب، يوجد في بورصة أيضاً جبل أولوداغ الذي يمنحك فرصة الاستمتاع بركوب التلفريك ومشاهدة المناظر البانورامية للمدينة، والاستمتاع بالهواء الجبلي في الصيف، وبالثلوج البيضاء في الشتاء.
– طرابزون حيث يمكنك اصطحاب عائلتك
تقع طرابزون على البحر الأسود، وتجذب عديداً من السياح، بسبب طبيعتها الخضراء وتراثها التاريخي والثقافي.
من أهم الأماكن التي يمكنك زيارتها في طرابزون الحي القديم الذي يضم عديداً من الكنائس البيزنطية التي تحوَّل معظمها إلى مساجد. ويعد متحف أيا صوفيا أبرز تلك المباني التاريخية، ولكنها أصغر بكثير من نظيرتها الموجود في إسطنبول.
في طرابزون يمكنك كذلك زيارة قصر أتاتورك المشيد على الطراز الفيكتوري، ورؤية خريطة حملة الدردنيل المحفورة على إحدى طاولاته، ومتحف طرابزون الذي يضم قطعاً أثرية مهمة مثل تمثال هيرميس البرونزي، وبعض العملات التي تعود للعصر الروماني والبيزنطي.
وللتمتع بجمال الطبيعة في طرابزون، اتجِه إلى غرب المدينة، حيث توجد مرتفعات السلطان مراد، وعلى بُعد 35 كيلومتراً من المدينة يمكنك الاستمتاع بأجمل المناظر الطبيعية في منتجع حيدر نبي.
إذا كنت تصطحب عائلتك، فاتجِه إلى بحيرة سيراجول على بُعد 25 كيلومتراً من المدينة، حيث يمكنك الاسترخاء في جمال الطبيعة تحت الأشجار أو الذهاب في نزهة بالقارب.
وللتسوق في طرابزون، يمكنك الذهاب إلى سوق بيدستين المغطى الذي بناه العثمانيون، وتنتشر فيه البازارات التركية.
– أنقرة تركيا ما بعد الجمهورية
عاصمة تركيا التي قد لا تكون عالية الطاقة مثل إسطنبول، ولكنها مدينة البيروقراطية الأكثر هدوءاً، وتتميز بهندسة معمارية مذهلة منذ تأسيس الجمهورية وما بعدها.
نصب أنيتكابير من أبرز المعالم التي تستحق الزيارة في أنقرة، وهو الضريح الذي صُمم لتكريم مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك. بُني الضريح من الخرسانة والحجر الجيري والرخام، ويتميز بأروقة جميلة تحيط بالفناء.
في أنقرة أيضاً يمكنك زيارة ساحة كيزيلاي وهي مركز تجاري نشط ومركز رئيسي للتنقل، وقد شهدت انقلاباً فاشلاً في عام 1960.
قلعة أنقرة، ويعود تاريخها إلى الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والسلجوقية. تطل القلعة بأسطح من القرميد الأحمر، وتقع في أنقرة القديمة ذات التاريخ العريق والمحصنة بـ20 برجاً، وأزقتها مغطاة بالحجارة.
يعد برج الاتصالات Atakule الذي يبلغ ارتفاعه 410 أمتار، واحداً من تلك التحف التي تستحق المشاهدة. يحتوي الجزء العلوي من البرج على مطعم دوار، وشرفة مفتوحة، في حين يوجد بالقسم السفلي مركز تجاري داخلي واسع.
– مدينة غوريم ضمن مواقع التراث العالمي
مدينة منحوتة في الصخور البركانية، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو مع كنائس الكهوف في القرنين العاشر والحادي عشر، وستندهش من اللوحات الجدارية التفصيلية والتصاميم التي لا تزال مرئية.
تقع المدينة نفسها في منطقة كابادوكيا التاريخية، حيث المنظر الطبيعي الرائع. يحتوي وادي Göreme ومحيطه على ملاذات محفورة بالصخور توفر أدلة فريدة من الفن البيزنطي، فهي جنة على الأرض لجميع عشاق التاريخ والهندسة المعمارية.
بصرف النظر عن كونها مكاناً شهيراً للذهاب إليه بين السياح، تعد غوريم أيضاً منطقة رائعة لتذوق المأكولات التركية التقليدية.