عادة ما نُصاب في فصل الشتاء بالأنفلونزا، بسبب الطقس البارد، لكن هل تعلم أن أنفلونزا الصيف أصعب منها بكثير؟
ما هي الأنفلونزا؟ وما الفرق بينها وبين نزلات البرد؟
تُعدّ الأنفلونزا من أنواع العدوى التي تُصيب الجهاز التنفسيّ العلويّ Upper Respiratory Tract، وفي الحقيقة يُصاب الشخص بالأنفلونزا نتيجة التعرّض لبعض أنواع الفيروسات.
تعد الأنفلونزا من أكثر العدوى الفيروسية خطورة، خاصة عند مقارنتها بنزلات البرد الاعتيادية.
وعلى الرغم من أنّ أغلب الأشخاص يُشفون خلال أسبوع إلى أسبوعين من بداية إصابتهم بالأنفلونزا، فإنّ هناك بعض الحالات التي تتطور لديهم بعض المضاعفات، مثل: الالتهاب الرئوي.
ورغم احتمالية ظهور المضاعفات لدى أي شخص مصاب بالأنفلونزا، فإنّ هناك بعض الفئات التي تُعدّ أكثر عرضة للمعاناة منها، مثل: الحوامل، والأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يُعانون أمراضاً مزمنة.
وماذا عن أعراض أنفلونزا الصيف؟
الأعراض التي تظهر على المصابين بالأنفلونزا، غالباً ما تتمثل بالحمّى، وظهور بعض أعراض الجهاز التنفسيّ، مثل: السعال، والتهاب الحلق، وانسداد الأنف، أو سيلانه، والصداع، والشعور بالتعب والإعياء العام، بالإضافة إلى المعاناة من آلام العضلات.
لكن غالباً ما نصاب بالأنفلونزا خلال الشتاء كما ذكرنا، إلا أن هناك أمراضاً نصاب بها خلال فصل الصيف تصاحبها أعراض تتشابه مع الأنفلونزا، ولكن مع اختلاف الأسباب، فتُعرف كثيراً بأنفلونزا الصيف.
الأمراض التي تشبه الأنفلونزا في الصيف
1- نزلة البرد: هي عدوى تنفسية تسببها مجموعة مختلفة من الفيروسات، وتتشابه أعراضها مع أعراض الأنفلونزا، مثل سيلان الأنف، والاحتقان، والسعال، والعطس، والتهاب الحلق.
ولكن غالباً ما تكون أعراض نزلات البرد أقل حدَّة من الأنفلونزا.
2- التهاب المعدة والأمعاء: يشار إلى التهاب المعدة والأمعاء باسم "أنفلونزا المعدة"، لكنه لا يرتبط بالأنفلونزا، ويرتبط هذا المرض ببعض الفيروسات، مثل فيروس نوروفيروس، وفيروس الروتا.
وتتمثل أعراض أنفلونزا المعدة في التهاب المعدة والأمعاء المصحوب بآلام شديدة، والحمى، والصداع، وآلام الجسم.
وتتركز أعراض التهاب المعدة في الجهاز الهضمي، وقد تشمل تشنجات البطن والإسهال.
3- الالتهاب الرئوي: هي عدوى تحدث في الرئتين، يمكن أن يكون من مضاعفات الأنفلونزا، أو يحدث بسبب البكتيريا والفطريات، فضلاً عن العوامل الكيميائية أو البيئية المختلفة.
وتتشابه الأعراض الأولية للالتهاب الرئوي مع الأنفلونزا مثل الحمى والقشعريرة والصداع، بالإضافة إلى السعال مع المخاط وضيق التنفس وآلام الصدر.
4- التهاب شُعَبي: في بعض الأحيان، يكون التهاب الشُّعَب الهوائية بسبب فيروس الأنفلونزا، كما أن بعض الفيروسات الأخرى يمكن أن تؤدي إلى التهاب الشُّعَب.
وهناك عوامل بيئية أخرى تزيد من فرص الإصابة بالالتهاب الشُّعَبي مثل دخان السجائر.
تشمل أعراض الالتهاب الشعبي السعال والحمى والقشعريرة، وكذلك الشعور بالتعب والإعياء.
ويمكن أن تظهر بعض الأعراض الأخرى مثل ضيق التنفس والآلام الشديدة في الصدر.
5- التسمم الغذائي: يحدث التسمم الغذائي نتيجة تناول الطعام الملوث بالفيروسات أو البكتيريا والطفيليات.
وعكس الأنفلونزا، تتركز أعراض التسمم الغذائي على الجهاز الهضمي، وتشمل الغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والحمى.
الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي في الصيف
هناك عدة طرق تسهم في الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي بموسم الصيف:
· الحفاظ على نظافة اليدين
إنَّ غسل اليدين هو الخطوة الأولى والأساسية للوقاية من مختلف الأمراض، ويجب غسل اليدين بطريقة صحيحة، للتأكد من تطهيرها، خاصةً قبل تناول الطعام.
وفي حالة عدم القدرة على غسل اليدين، يمكن استخدام مطهّر اليد مؤقتاً.
· تناول الفاكهة والخضراوات
تقوية الجهاز المناعي من أهم السبل التي تساعد الجسم في مقاومة الأمراض الفيروسية المختلفة، ولذلك يجب تناول الأطعمة التي تساعد في تعزيز صحة الجهاز المناعي، وعلى رأسها الخضراوات والفاكهة.
كما أن التغذية السليمة والمتكاملة لا تقتصر على الفاكهة والخضراوات، بل يجب تناول الأطعمة الأخرى مثل الحبوب الكاملة والبروتين وغيرها.
· عدم الوجود في الأماكن المزدحمة
يُنصح بالابتعاد عن أي أماكن مزدحمة، لأنها تزيد من فرص العدوى بالأمراض المختلفة، خاصةً فيما يتعلق بالأطفال.
وتزداد فرص الإصابة بالأنفلونزا عند السفر في الصيف والوجود في بلد تنتشر فيه الفيروسات.
وإن كانت هناك ضرورة للوجود في مكان مزدحم، فيُنصح بعدم الاقتراب من الأشخاص المحيطين قدر المستطاع، ويفضَّل ارتداء القناع الوقائي للفم والأنف.
· الابتعاد عن الملوثات البيئية
سبب آخر للإصابة بنزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي، وهو التعرض للمواد الكيميائية والملوثات البيئية مثل المنظفات والمبيدات الحشرية ومعطرات الجو التي تسبب الحساسية.
يُنصح بعدم التعرض لهذه الملوثات بقدر الإمكان، كما يجب ارتداء قناع الأنف والفم عند استخدام هذه المواد في التنظيف والتطهير.
· تهوية المنزل وتطهيره
من الأمور المهمة التي يجب الاهتمام بها، الحفاظ على تهوية المنزل، لتنقيته وتطهيره من أي فيروسات أو ملوثات موجودة في الهواء.
وينطبق هذا على أغطية الأسرَّة، فيجب الحفاظ على نظافتها وتطهيرها، وتعريضها لأشعة الشمس التي تقضي على البكتيريا.
· لقاح الأنفلونزا
لا يمكن اعتبار لقاح الأنفلونزا حلاً نهائياً للمشكلة، فهو لا يمنع حدوثها، لكنه يقلل من فرص الإصابة بالعدوى.
يُنصح بأخذ اللقاح مرَّة سنوياً مع اتباع النصائح السابقة التي تساعد في الوقاية من أنفلونزا الصيف.
· شرب الماء
يساعد شرب الماء في قيام الجسم بوظائفه بصورة أفضل؛ ومن ثم الوقاية من مختلف الأمراض، كما أن الماء يسهم في ترطيب الجسم.
ولذلك يُنصح بالإكثار من شرب الماء في موسم الصيف، بحيث لا يقل تناوله عن 8 أكواب يومياً.
يمكن أن يسبب مكيف الهواء الإصابة بعدة أمراض في الجهاز التنفسي، وكذلك آلام العظام والمفاصل.
ولتفادي هذه المشكلات، يُنصح بعدم التعرض المباشر لمكيف الهواء، وأن تكون درجة الحرارة مناسبة، وعند التغيير من طقس حار إلى بارد، يجب أﻻ يكون هذا بشكل مفاجئ.