متى نقول للطفل لا؟ أمور يجب أن نرفضها حين يطلبها الصغار

متى نقول للطفل لا؟ بكل تأكيد لا ترغب أي أم أن ترفض طلباً لطفلها الصغير، لكن ماذا لو نتج عن موافقاتها المستمرة عناد في شخصية الطفل؟ أو ربما شخصية مدللة صعبة المراس؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/26 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/26 الساعة 16:02 بتوقيت غرينتش
تفتقر بعض الأمهات القدرة على قول كلمة لا للطفل، ويتسبب هذا في سوء سلوك الطفل وتعامله مع الأشخاص الآخرين من حوله/ istock

متى نقول للطفل لا؟ بكل تأكيد لا ترغب أي أم أن ترفض طلباً لطفلها الصغير، لكن ماذا لو نتج عن موافقاتها المستمرة عناد في شخصية الطفل؟ أو ربما شخصية مدللة صعبة المراس؟

في موضوعنا هذا سنتحدث عن ما يوجِب أن نقول لا للطفل ومتى.

لماذا يجب أن نقول للطفل لا؟

تفتقر بعض الأمهات القدرة على قول كلمة لا للطفل، ويتسبب هذا في سوء سلوك الطفل وتعامله مع الأشخاص الآخرين من حوله. 

فحين يعتاد الطفل أن يحصل على كل ما يريد، لن يشعر بقيمة الأشياء، وبالتالي لن يتمكن من الحفاظ عليها لأنه يستطيع شراءها مرة أخرى إذا رغب.

كما أن الطفل الذي يحصل على كل ما يريد، لن يتقبل فكرة الرفض فيما بعد، وسوف يتبع سلوكيات وردود أفعال خاطئة إذا لم يتمكن من امتلاك ما يرغب به.

يمكن أن يصرخ في وجه الأم أو ينفعل في أي مكان متواجد به، حتى يحصل على طلباته.

ولن يقتصر ضرر الطفل على هذه المرحلة من عمره، بل سيصبح الأمر صادماً له فيما بعد عندما يبدأ في الاحتكاك بالأشخاص وتواجهه العقبات، حينها لن يتمكن من التصرف وسوف يشعر باليأس والإحباط.

لذلك، من المهم أن يعتاد الطفل على سماع كلمة لا في المواقف التي تستدعي ذلك.

متى نقول للطفل لا؟

·       محاكاة أصدقائه

يجب أن يتمتع الطفل بشخصية مستقلة، فإذا اعتاد على تقليد أصدقائه وأقربائه منذ الصغر، لن تكون له شخصية ورأي نابع من داخله، وسيبحث دائماً عن شخص يحاكيه.

إذا وجدت الأم أن طفلها يقلد أحداً ما، فيجب أن تقول له لا، وتراقبه للتأكد من أنه لا يقوم بمحاكاته مرة أخرى حتى يتوقف عن هذا الفعل.

·       الطلبات التي تضر بصحته

يمكن أن يطلب الطفل بعض الأشياء التي تضر بصحته دون أن يدري بمخاطرها، مثل السهر لفترة طويلة أو تناول طعام غير صحي، أو الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية واللوحية.

وهذه الطلبات الخاطئة يجب أن تقابل بالرفض، مع التحدث مع الطفل حول الأضرار التي يمكن أن تلحق به بسبب هذه العادات الخاطئة.

يمكن السماح للطفل ببعض الاستثناءات في أوقات محددة، على ألا يكون هذا أمراً اعتيادياً.

·       شراء كل ما يريده

للطفل حق أن يشتري لعبة أو شيئاً يحبه حينما يفعل شيئاً جيداً يستحق المكافأة، ولكن إذا طلب شراء ألعاب بشكل متكرر ودون داع، فيجب أن ترفض الأم هذا.

ومع الرفض، ينبغي توضيح السبب والتناقش مع الطفل ليدرك أن شراء اللعب ليس أمراً سهلاً ومتاحاً طوال الوقت.

·       الطلبات في فترة العقاب

في حالة قيام الطفل بسلوك أو فعل خاطئ، وعاقبته الأم، يجب أن تمتنع عن تلبية رغباته خلال فترة العقاب، حتى يشعر الطفل بأنه مخطئ وأن الخطأ الذي قام به سيحرمه من أي شيء يرغب به خلال فترة العقاب.

·       الطلبات التي تؤذي غيره

أيضاً لا يجب موافقة الطفل على أي طلبات يمكن أن تؤذي شخصاً آخر، سواء نفسياً أو جسدياً، أو تشجيعه على أي تصرف خاطئ.

فأحياناً ينزعج الطفل من أحد أصدقائه ويريد إيذاءه كرد فعل، وحينها لا يجب أن توافق الأم، وعليها أن تفكر بحكمة لمنع هذا الطفل من إيذاء ابنها، فيمكن أن تتحدث مع المعلمة في المدرسة أو مع والدته لحل الأمر.

ولكنْ هناك أمور لا يجب أن ترفضها عندما يطلبها الطفل

على الرغم من أهمية قول لا للطفل في بعض المواقف، ولكن لا ينصح برفض متطلبات ورغبات الطفل طوال الوقت، فهناك أمور يفضل أن تقول للطفل نعم عندما يطلبها، وتشمل:

كيف نتعامل مع عناد الطفل؟

 يُعدّ العناد عند الأطفال ظاهرةً سلوكيّةً تَظهر في سنٍّ مُبكّرة من العمر؛ فالطّفل قبل العامين لا تَظهر عليه مؤشّرات أو سِمات العناد؛ فهو اعتماديٌّ بشكلٍ كبير على أمه، ويتّصف بالاتكاليّة، والانقياد النسبي للأوامر.

لا يخلو الأمر من بعضِ الممانعة الطبيعيّة والمُعارضة لبعض التعليمات، لكنها لا تصل إلى حدّ أنّها ظاهرة سلوكيّة تحتاج إلى علاج. 

يَظهرُ العنادُ في مَراحله الأولى عند تَمكّن الطفلِ من المشي والكلام؛ أي نتيجةً لبداية شعور الطفل بالاستقلاليّة ويكون بصورةٍ معقولةٍ ومعتدلة، بالإضافة إلى نموّ خَياله وتصوّراته الذهنيّة.

فالطّفل يتعلّم قول كلمة (لا) قبل تعلمه قول كلمة (نعم)؛ إذ يَستشعر فرديته ويُقاوم كل ما قد يمسّ بها، من دون الوعي بالأبعاد المُترتّبة على مدخلات الموقف.

لذا فالواجبُ على الأهل التمتّع بقدرة عالية من التحكّم بالغضب والصبر، والابتعاد قدر الإمكان عن القمع والقسوة. 

علاج العناد عند الأطفال 

توجد الكثيرُ من الطّرق العلاجيّة الفعّالة التي تُعالج عناد الطفل وتحُدّ منه، منها:

  • أثر البيئة المُحيطة بالطفل؛ فالبيئة التربويّة البنَّاءة والتنشئة الأسريّة السليمة تخلق طِفلاً سويّاً متصالحاً مع من حوله ومع ذاته، خالياً من المشاكل النفسية والاضطرابات السلوكية، فيجب إحاطة الطفل بجوٍّ من الحبّ، والعطف، واللين، والكلام اللطيف، والنقاش الدافئ المبني على التواصل الودّي، والإقناع وشرح الأسباب، بالإضافة إلى تلبية حاجاته وإشباعها، والاستجابة لطَلباته العادلة والمنطقيّة. 
  • تجاهل الطفل في حال سلوكه نهج العناد وحرمانه من استثماره؛ ففي حال رفضه القيام ببعض الأعمال ومُقابلة سلوكه بالتجاهل فهو يفقد قيمة هذا العناد وما سيجنيه عليه، وبالتالي سيتراجع عن عناده لعدم تحقيقه غرضه. 
  • مكافأة الطفل وتعزيزه في حال استجابته للتوجيهات والأوامر بشكل سليم وهادئ؛ فالمُعزّزات الماديّة واللفظية وغيرها تترك لديه انطباعاً عن فوائد الطاعة والانصياع للأوامر والاستجابة لها، كما يجب التركيز على الاستجابات الإيجابيّة للطفل وتعزيزها، والثناء عليه ووعده بالمزيد من المكافآت عند استمراره بالسلوكيّات الإيجابية التكيفية. 
  • عقابُ الطّفل بشكلٍ مباشرٍ عند مُمارسته للعناد؛ فكما أنّ الطاعة تجلبُ التعزيزَ والمكافآت؛ يجلب العناد العقاب، كحرمان الطفل من مصروفه في اليوم التالي إذا لم يذهب إلى النوم في الموعد المُحدد. 
  • عدم وصف الطفل بأنه طفل عنيد على مسمع منه، أو مُقارنته بمن حوله من الأطفال المُطيعين؛ فإنّ هذا يُؤصّل العنادَ بشكلٍ أكثر في نفسية الطفل وطريقة استجاباته، بالإضافة إلى عدم إلقاء الأوامر بصيغة النفي والرفض فهذا يوحي له بالعناد ويفتح له الباب للمُعارضة.
تحميل المزيد