«الغيرة بين الإخوة» مُشكلة تربوية شائعة، فكيف يمكن التخلص منها؟ إليك بعض النصائح الهامة

لأن الطفل الأول الذي كان محور التركيز الوحيد للعائلة والمحيطين به، يرى المولود الجديد منافساً وبالتالي تنشأ الغيرة

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/18 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/18 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
كيف يمكن التخلص من مشكلة غيرة الطفل الأكبر من أخيه الأصغ

أن تكون في مركز الاهتمام هو غريزة متأصلة لدى البشر يدافعون عن الحصول عليه بكامل قوتهم إذا تطلب الأمر ذلك، الآباء الذين ينتظرون الطفل الثاني سيواجهون هذا الموقف في الغالب.

لأن الطفل الأول الذي كان محور التركيز الوحيد للعائلة والمحيطين به، يرى المولود الجديد منافساً وبالتالي تنشأ الغيرة.

سوف يرى الطفل الأكبر الوضع الجديد على أنه أخذ بعض الميزات التي كان ينفرد بها، ويظن أنه سيبقى في الخلفية، على الرغم من أن الأمر ليس كذلك بالنسبة للآباء، إلا أنه من الطبيعي أن يشعر الأخوة الأكبر بهذا الشعور.

يحدث هذا لأنه حتى لحظة مجيء الطفل الثاني، لم يكن الطفل الأول يتخيل وجود شخص آخر سيحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي كان له وحده، لذلك يكون قبول الأمر صعباً بالنسبة للطفل الأول، وليس من السهل التعود عليه، يُمكنكِ هنا التعرف على بعض النصائح التي تُمكنكِ من التعامل مع الأمر بإيجابية، وتجنب حدوث الغيرة بين الإخوة.

كيف تتجنبين الغيرة بين الأخوة؟

إذا واجهتِ مواقف تدل على أن هناك غيرة بين الإخوة، فمن المهم أن تعرفي ما الذي يجب ولا يجب عليكِ فعله، فعلى سبيل المثال:

1- يجب ألا يُعاقب أو يوبخ الطفل الأكبر سناً، الذي يُظهر علامات الغيرة، على ما يفعله.

2- شيء آخر تحتاجين إلى الانتباه إليه، وهو إيلاء المزيد من الاهتمام للأخ الأكبر سناً، ومحاولة تحقيق رغباته، وجعل الطفل يشعر بأنه مازال محط انتباهكِ واهتمامكِ وأن أخاه الأصغر لم يؤثر سلباً على قدر الرعاية والاهتمام الذي كان يحظى به قبل مجيئه.

3- طريقة أخرى لمنع الغيرة وهي تضمين الأخ الأكبر في رعاية المولود الجديد تمشياً مع قدراته، وإذا كان الأخ الأكبر سناً لا يريد المسؤولية الموكلة إليه، فلا يجب إجباره على ذلك.

لكن يُمكنكِ من خلال الانخراط في أنشطة مشتركة مع طفلك الأكبر سناً والمولود الجديد، تشجيع الأخ الأكبر على المشاركة في رعاية الطفل الأصغر، ويمكن في هذه الحالة للنزهة العائلية أو أي نشاط خارج المنزل أن يساعدك.

تعزيز السلوك التعاوني، هو واحدة من أبسط الطرق لتعزيز التناغم بين الأخوة، يُمكنكِ تعليمهم دعم بعضهم البعض، فعندما يساعدون ويشاركون ويتعاونون ويعملون جيداً معاً، وتخبرينهم أنكِ تقدرين جهودهم، فمن الأرجح أن يكرروا هذه السلوكيات لأنهم يعلمون أن هذا ما تريدين منهم القيام به.

4- لا تُجري مقارنة بين الأشقاء، ليس كل طفل لديه نفس سرعة النمو والقدرات والمهارات، فيمكن أن يكون أحد أطفالكِ اجتماعياً أكثر ونشيطاً، بينما يكون الآخر هادئاً، المُقارنة بين الأطفال تجعل لدى الطفل محل المُقارنة مشاعر سلبية تجاه أخيه، فيشعر أنه يتمتع بإعجابكِ ومحبتكِ دونه.

فلا تقولي أبداً جملاً من قبيل "لماذا لا يمكنكِ أن تكوني مثل أختك؟" "لماذا لا تكون منظماً مثل أخيك؟" هذه المُقارنات تمارس ضغطاً غير عادل على الأشقاء الذين أشدتم بهم وتقلل من شأن طفلكِ الآخر، أي أن تأثير المقارنات يكون سلبياً على الطفلين على حد سواء.

5- إذا كنتِ تريدين تشجيع طفلكِ وجعل سلوكه يتطور للأفضل قارني بين أدائه الحالي وأدائه السابق، بدلاً من مقارنته بأحد إخوته.

كذلك تجنبي استخدام الرموز السلبية، فيمكن أن تتسبب الأسماء المستعارة للأطفال التي تُشير إلى صفة سلبية بهم في حدوث اضطرابات لديهم، هذه الاضطرابات يمكنها أن تصبح تذكيراً يومياً لهم بعدم الكفاءة، وغالباً ما تلتصق هذه الأنواع من الرموز السلبية في أذهانهم ويصعب محوها، ليس فقط داخل أسرتك ولكن أيضاً خارجها.

6- لا تُجبري طفلكِ الأكبر على مشاركة ألعابه أو كتبه أو أي شيء يخصه مع أخيه الأصغر دون موافقته، بهذه الطريقة أنتِ لا تعودينه على العطاء والإيثار، لكن كل ما تفعلينه في هذه الحالة هو أنكِ تُدمرين إحساسه بخصوصيته وحماية ممتلكاته الخاصة.

7- عند حدوث نزاع ما بين أطفالكِ يجب الاستماع علناً ​​لجميع الأطراف، الاستماع هو وسيلة قوية للتعبير عن أنك تحترمين أفكار كل طفل وتريدين أن تسمعي كل الجوانب، والقيام بهذا الأمر بشكل علني هو المفتاح في بناء علاقة عادلة مع كل شقيق حتى يعرف كلاهما أنك تُقدرين كل رأي وأنك مستمع غير متحيز.

8-    رعاية مواهب كل طفل على حدة، رعاية قوة فريدة لكل شقيق. يستحق جميع الأطفال أن يروا تميزهم الخاص والفريد في أعين والديهم، لذلك يجب التعرف على مواهبهم لتغذية احترامهم لذاتهم، وكذلك شعورهم بتميزهم، ولتحقيق هذا يجب اكتشاف مزاجية وتفضيلات كل طفل، وبمجرد تحديد الموهبة، يجب البحث عن فرص للتحقق من صحتها وتنميتها.

ما الذي يمكن عمله أثناء الحمل وقبل ولادة الطفل الثاني؟

هناك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن فعلها قبل ولادة الطفل الثاني، والتي تُمكنكِ من التغلب على مشكلة الغيرة بعد الولادة، ومنها:

– حاولي إعطاء الأخ الأكبر سناً بعض الوقت الخاص أثناء الحمل وقبل الولادة.

–  احرصي على عدم وضع طفلكِ في مركز العالم قبل ولادة طفلكِ الثاني، يعني هذا أن تهتمي به وتُعطيه وقته الخاص، لكن دون أن تُشعريه أنه مركز الكون وأنه محط اهتمامكِ الأول والأخير، ومن طرق تحقيق هذا ألا تفعلي مثلاً كل ما يطلبه منكِ، ولا تعوديه على تحقيق كامل رغباته وطلباته.

– خلال الحمل وبمجرد أن تُصبح بطنكِ كبيرة بشكل ظاهر أبدأي في تعريف طفلِك الأكبر بأخيه، اجعليه يلمس بطنكِ ويتعرف على أنه بداخلكِ طفل آخر سيشاركه اللعب والمرح.

– التحدث مع طفلكِ حول معنى الأخوة، وكم سيكون ممتعاً أن يلعب مع أخيه وأن يكون مسؤولاً عنه وعن حمايته لأنه سيصبح كبيراً وله دور مع أخيه الأصغر.

– إذا كان ذلك ممكناً، يجب فصل سرير الطفل الأكبر وحجرة نومه عن حجرتكِ قبل ولادة الأخ التالي.

تحميل المزيد