لا تتطور ولا تنمو؟ نصائح لتغيير وظيفتك المُرهقة نفسياً وجسدياً

بعد سنوات من الدراسة والكد تشعر أنه قد فات الأوان لأي تغيير إيجاب؟ لا تلوم نفسك كثيراً لأن الأوان لم يفت بعد لإحداث تغيير مهني إيجابي في حياتك.

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/24 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/23 الساعة 22:34 بتوقيت غرينتش
عندما تشعر بالضيق وعدم القدرة على التنفس بمجرد وصولك إلى العمل وبدء يومك، فهذا دليل واضح على أنك لا تستمتع بما تقوم به/ istock

عند رسم المسارات الوظيفية لعشرات الأشخاص، ستجد أن المسار الذي يسير على خط واحد بالكامل أمر نادر الحدوث.

السيناريو الأكثر احتمالاً، هو أن يقوم معظم الأشخاص بعمل محاور مهنية متعددة يتنقلون فما بينها أثناء رحلات عملهم الشخصية.

فإذا كنت كرست سنوات من الدراسة للتخصص أو تدربت في مسار واحد، وتتوق الآن بعد سنوات من العمل إلى صنع بعض التغييرات الإيجابية وتشعر أنه قد فات الأوان، فلا تلوم نفسك كثيراً لأن الأوان لم يفت بعد لإحداث تغيير إيجابي في حياتك المهنية؛ خاصة التغيير الذي سيجعلك أكثر صحة وسعادة على المدى الطويل.

متى تقرر ضرورة إجراء تغييرات في حياتك المهنية؟

"استمع إلى صوتك الداخلي"، هذه هي الطريقة التي تقرر بها أنه قد حان الوقت للتغيير وإدخال بعض التعديلات الإيجابية على حياتك المهنية.

المقصود هنا، أنه عليك الاستماع إلى دوافعك الغريزية، وما يُخبرك به جسدك بشكل عميق، حتى وإن كان ما يُخبرك به هذا يتعارض مع نصيحة من تثق بهم.

عندما تشعر بالضيق وعدم القدرة على التنفس بمجرد وصولك إلى العمل وبدء يومك، وعندما تشعر بالانعتاق والراحة العميقة لمجرد أن يومك في العمل قد انتهى فلا تتجاهل الأمر.

هذا الشعور دليل واضح على أنك لا تستمتع بما تقوم به، وأنه يمثل ضغطاً كبيراً.

قد ينقلب هذا الضغط إلى صداع أو اضطرابات في المعدة أو أرق واضطرابات نوم، فلن يعدم جسدك الوسيلة التي يُخبرك بها أنه غير مرتاح.

كيف يمكن إجراء تغيير مهني صحي؟

هناك بعض النصائح التي يمكن أخذها في الاعتبار لإجراء تغيير مهني صحي، ومنها:

1-    حدد ما إذا كان الوقت قد حان لتوديع عملك الحالي

عندما تكرس ساعات في اليوم تتخيل خلالها نفسك في حياة أخرى، وتقوم بأعمال ومهام أخرى، فهذه علامة جيدة تدل على أن الوقت قد حان للتغيير.

وإذا وجدت نفسك تقضي معظم وقتك في القيام بأشياء لا تعود عليك بالنمو كشخص و بالمزيد من الاحترافية في مجال عملك، فقد حان الوقت للذهاب.

ولكن إذا لم تكن متأكداً من إنك لم تعد تكتسب شيئاً جديداً ولا تنمو، فحاول أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة لمساعدتك في تحديد ما إذا كنت حقاً في حاجة إلى الرحيل أم لا.

ومن هذه الأسئلة:

  • –         هل أتعلم أشياء جديدة؟
  • –         هل أستمتع بالمهام التي يجب علي القيام بها كل يوم؟
  • –         هل أتعلم من مديري؟
  • –         هل أريد وظيفة مديري؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي الخطوة التالية بالنسبة لي في هذه الشركة؟
  • –         هل يقدر مديري أهمية الأشياء التي أقوم بها؟
  • –         هل هذه الوظيفة تمكنني من الحصول على الحياة التي أرغب في الحصول عليها خارج العمل؟

إجابات هذه الأسئلة ستُحدد لك هل من المناسب الاستمرار في عملك، أم أنه قد حان الوقت للرحيل.

2-    تأمين وضعك المالي

إن التفكير في ترك عملك وإيجاد وظيفة جديدة قد يجعل حالتك المادية سيئة وغير مستقرة، بما يعني أن العديد من الالتزامات والاحتياجات الأساسية قد يكون غير متاح تلبيتها إذا تركت عملك.

ولكن هناك خطوات بسيطة لجعل فكرة تغيير المهنة أقل رعباً مما هي عليه، وفي النهاية أكثر جدوى.

أولاً، تأكد من أنه يمكنك دفع الفواتير بعد ترك عملك وأثناء تنقلك بين الوظائف حتى تستقر على الوظيفة المناسبة.

يمكنك تحقيق هذا من خلال بدء صندوق للطوارئ الذي تدخره.

الإدخار هو نصيحة عملية فائقة لتأمين وضعك، وإذا لم تستطيع فعلها فلن ترغب بالطبع أن تترك وظيفتك دون إيجاد شبكة أمان مالي.

ثانياً، بعد التأكد من تأمين الوضع المالي، عليك وضع خطة، وإلزام نفسك بالبدء فوراً، لأن التأجيل سيقودك إلى مزيد من التأجيل، وقد لا تقوم بالتنفيذ أبداً.

فمن السهل أن تقول: "سأستقيل الشهر المقبل!" ثم تظل تؤجل شهراً تلو الأخرى ولا تفعل هذا أبداً.

 فإذا كنت ترغب في تجربة شيء جديد، ضع خطة للقيام بذلك ثم نفذ على الفور.

وبمجرد إتمام الاستعداد، كلما طالت فترة المماطلة، كلما كان من الأسهل عدم القيام بالأمر من الأساس.

3-    قيّم نفسك، واستكشف وظيفتك المناسبة

إذا قررت تغيير مهنتك، فسوف تحتاج إلى تقييم قيمك ومهاراتك وشخصيتك واهتماماتك باستخدام أدوات التقييم الذاتي، والتي تسمى غالباً الاختبارات المهنية. تُستخدم أدوات التقييم الذاتي لإنشاء قائمة بالمهن التي تعتبر مناسبة بناءً على إجاباتك على سلسلة من الأسئلة.

يختار بعض الأشخاص أن يكون لديهم مستشارون مهنيون أو غيرهم من المهنيين في مجال التطوير الوظيفي الخاص بهم.

البعض الآخر يختار استخدام اختبارات مهنية مجانية متاحة على شبكة الإنترنت.

الخطوة الثانية تتمثل في النظر إلى قوائم المهن الناتجة عن استخدام أدوات التقييم الذاتي، ربما تكون طويلة بعض الشيء.

وربما كنت ترغب في الخروج بقائمة أقصر بكثير، تتكون من ما بين 5 إلى 10 وظائف.

ضع دائرة حول المهن التي ربما تكون قد فكرت بها سابقاً، والتي تجدها جذابة، واكتب هذه المهن في قائمة منفصلة بعنوان "المهن التي يجب استكشافها".

ثم أبدأ في البحث عن الوصف الوظيفي لكل وظيفة والمتطلبات التعليمية، والتوقعات الوظيفية، وفرص التقدم، والأرباح، وغيرها، مما يجعلك تستطيع استبعاد الوظائف التي لا ترغب فيها

4-    طلب ​​المساعدة

قبل قبول أي فرصة جديدة، من المهم أن تقوم بتحديد بعض الأشياء، يمكنك البحث عن شيئين رئيسيين:

–         دور مثير سيشكل تحدياً لفعل أشياء لم تقم بها من قبل، هذه التحديات ستُكسبك بدورها مهارات وخبرات جديدة.

–         مكان عمل يبدو أنه يسير في الاتجاه الصحيح، ويُشكل بيئة عمل صحية وإيجابية لتطوير وتنمية العاملين به.

جزء مهم من مهمة جمع المعلومات لتحقيق الهدفين السابقين هو استشارة شبكتك، تحدث إلى الأصدقاء، أو أصدقاء الأصدقاء، والذين يعملون في المجال الذي تريده.

إسألهم عن كيفية حصولهم على الوظيفة، ولماذا اختاروا هذا النوع من العمل، وما الذي يتعين عليهم القيام به رغماً عنهم أو بما لا يتوافق مع رغباتهم.

فهذه المعلومات المُسبقة ستساعدك أكثر في تحديد موقفك، والسير في البحث على علم وبصيرة.

5-    لا تجعل سيرتك الذاتية طويلة جداً

قد يكون من المغري تضمين كل جزء من المعلومات في سيرتك الذاتية، ولكن يجب أن تحاول أن تُلخص سيرتك الذاتية في صفحة واحدة، أو صفحتان بحد أقصى، فيجب أن تكون سيرتك الذاتية موجزة وذات صلة كاملة بالدور المطلوب أدائه في الوظيفة التي تتقدم لها.

تأكد من قراءة وصف الوظيفة، لمعرفة الدور الذي تقدمه وتحديد الأهداف التي يريدها منك صاحب العمل.

اربط تجاربك وخبراتك السابقة بهذا الأمر، والأهم من ذلك هو جذب انتباه صاحب العمل وحمله على معرفة المزيد عن سيرتك الذاتية.

6-    عليك أن تصدق أنه يمكنك تغيير وظيفتك

من أصعب الأمور مع تغيير مهنتك، تغيير صورتك الذهنية عن نفسك، نحن نميل إلى التفكير في أنفسنا كمصور، أو محاسب أو أي شيء آخر، وهذه هي الطريقة التي يبدو أننا قمنا بتعريف أنفسنا بها.

والآن يتعين علينا إعادة تعريف أنفسنا والبدء في تصديق هذا الأمر بعمق من داخلنا، وبمجرد أن نصدقه، سيصدقه الآخرون أيضاً.

7-    عند تغيير مهنتك عليك التفكير فيما يلي

من الخطوات الأولى التي يجب اتخاذها عند التفكير في تغيير مهنتك، هي التفكير فيما هو مهم حقاً بالنسبة لك في مهنة ما، وما نوع بيئة العمل التي تعتقد أنك ستكون سعيداً بها؟ ما الذي ينشطك أكثر ويجعلك تكتسب خبرة وتصبح أكثر احترافية في العمل؟

ما الذي تحب القيام به جداً، وما الذي تحبه باعتدال؟

كل هذه الأسئلة سوف تساعدك على تحديد بعض السبل الممكنة لإحداث التغيير.

8-    تعلم من أجل حياتك المهنية الجديدة

قد يعني تغيير حياتك المهنية أنه ينبغي أن تخضع لبعض التدريب، ولكن قد يكون لديك أيضاً مهارات قابلة للنقل يمكنك استخدامها في حياتك المهنية الجديدة.

قبل الشروع في أي تدريب، تعرّف على المهارات التي لديك بالفعل والمهارات التي تحتاج إلى اكتسابها.

يمكن أن يكون تعلم مهارات جديدة مُتمثلاً في الحصول على درجة علمية أو إجراء تدريب أو أخذ دورات.

 9-   في عملك الجديد تقبل خوفك، فلا أزمة في أن تكون خائفاً

إذا كنت لا تصل إلى العمل بمزيج مثمر من الحماس والإثارة والعاطفة، فقد تكون في المكان الخطأ.

يمكن القول بأن أفضل نصيحة تتصل بالحياة المهنية تتعلق بالخوف، فيمكن اعتبار أن الخوف علامة واضحة على أنك تعمل في مكان يمكنك النمو فيه.

ليس المقصود هنا هو الخوف السلبي المُبالغ فيه والذي يمنعك عن العمل ويعوقك، وإنما الخوف الإيجابي الذي يدفعك إلى المزيد من العمل والإبداع وتطوير نفسك وعدم الاستسلام للإيقاع الثابت والروتين.

إذا كنت خائفاً، هذا يعني أنك تؤدي وظيفتك، إذا كان عملك ناجحاً في أن يجعلك تشعر بنسبة الخوف الصحية هذه، فربما يعني ذلك أنك تخاطر.

وإذا كنت تخاطر، فمن المرجح أن تحصل على نتيجة مثيرة للاهتمام.

من جهة أخرى عليك البحث عن وظائف وفرص تقربك من هويتك وما يهمك حقاً في إنجازه، عندما يجتمع شغفك وعملك، فهناك مجال لتحقيق السعادة.

تحميل المزيد