هل تلوث الهواء يقتل حقاً ما يقرب من 800 ألف شخص كل عام في أوروبا، و9 ملايين شخص حول العالم؟ هذا هو الاستنتاج الظاهري لدراسة تزعم أن تلوث الهواء يتسبب في 800 ألف حالة وفاة في كل عام بأوروبا.
لكن هذه الأرقام لا تعني أن هناك 9 ملايين شخص يموتون في الحال بسبب تلوث الهواء وحده، لكنها طريقة للتعبير عن الضرر الناجم عن هذه الظاهرة.
تشير الدراسة التي نشرتها مجلة New Scientist البريطانية. إلى أن تلوث الهواء يتسبب في قتل أناس أكثر من التدخين، الذي يُقدر بالطريقة ذاتها أنه يتسبب في 7 ملايين حالة وفاة إضافية حول العالم سنوياً.
يقول خوسيه ليليفيلد، المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد ماكس بلانك للكيمياء في مدينة ماينتس، بألمانيا: "أعتقد أن الرسالة المهمة في هذه الدراسة هي أن تلوث الهواء أصبح الآن من بين عوامل الخطر الرئيسية مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض القدم السكرية، والسمنة، ولا يمكن الاستهانة به.
تزايد الضرر
لكن ينبغي أن نفهم من أين أتت هذه الأرقام، فحساب مقدار الضرر الناتج عن تلوث الهواء أصعب بكثير من حساب ظواهر لها أضرار واضحة.
لذلك استند فريق البحث على إجراء دراسات طويلة المدى، للمقارنة بين الناس الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات مختلفة من التلوث الجزيئي للهواء ومعرفة كيف يؤثر ذلك على خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الدوري.
وأشارت النتائج إلى أن تلوث الهواء يساهم بشكل ضخم في تطور أمراض الجهاز الدوري، إذ دَمَجَ فريق ليليفيلد بيانات عن معدلات تعرض الأشخاص إلى الهواء الملوث في أوروبا، لمعرفة أعداد الوفيات المبكرة، ويقول "هناك 790 ألف حالة وفاة، كان من الممكن أن يعيشوا أطول من دون تلوث الهواء".
الكل سيموت
بالطبع كل إنسان سيموت في وقتٍ ما، لكن هؤلاء الـ790 ألف شخص فقدوا 17 عاماً من متوسط عمرهم، أي أن عمر الإنسان المتوسط في أوروبا قل عامين بسبب تلوث الهواء.
لذلك يمكننا القول إنه يوجد 12 حالة وفاة إضافية بين كل 100 ألف شخص كل عام، وطبقاً للدراسة فالوضع في أوروبا أفضل قليلاً من المملكة المتحدة، فتلوث الهواء في المملكة يتسبب في 100 حالة وفاة إضافية، مقارنة بـ140 في إيطاليا، و150 في ألمانيا، وأكثر من 200 في دول أوروبا الشرقية مثل بلغاريا، ورومانيا، وأوكرانيا.