كانت ولا تزال مسألة الاختلاف بين أضرار واقي الشمس الفيزيائية والكيميائية موضع نقاش بالنسبة للوقت الأفضل لاستخدامها وأضرارها ومدى فاعليتها.
واقيات الشمس الفيزيائية تبقى على سطح الجلد لتقوم بعكس الأشعة فوق البنفسجية وذلك عن طريق المعادن التي يتكون منها الواقي، ولهذا السبب يشار إليها أيضاً باسم واقيات الشمس المعدنية.
أما واقيات الشمس الكيميائية، فيمتصها الجلد ليحول الأشعة فوق البنفسجية إلى حرارة، ثم يتم إطلاقها من الجلد (العملية الأساسية هنا هي "الامتصاص"، وهذا هو منشأ الجدال فلعدة سنوات، حذر بعض خبراء الجلد من استخدام واقيات الشمس الكيميائية، لأنها تحتوي على مواد كيميائية ضارة يمكن أن يمتصها الجلد ومن ثم تجد طريقها لداخل الجسم.
تعرض دراسة، نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، محاولة اكتشاف ما إذا كانت المكونات النشطة في 4 واقيات شمسية كيميائية يتم امتصاصها في "الدورة الدموية الجهازية" للمشاركين أم لا.
ما وجدوه أنه تم امتصاص مكونات الواقي الشمسي الكيميائية داخل جلد المشاركين بتركيزات تستدعي التوقف عندها، وهي تركيزات مقلقة بشكل كبير.
واقيات الشمس والبلازما
اعتمدت الدراسة على قياس تركيز البلازما وركزت على الأشخاص الذين يستخدمون واقيات الشمس بكثافة كبيرة، وليس بنفس قدر الأشخاص العاديين.
يقول الدكتور جوشوا زايكنر، مدير الأبحاث التجميلية في قسم الأمراض الجلدية بمستشفى ماونت سيناي بنيويورك: "في هذه الدراسة الأولية التي أجريت على المستويات المرتفعة من استخدام واقيات الشمس، الذي وضع على 75٪ من الجسم، تبين أنه تم امتصاص مستويات منخفضة من المرشحات الكيميائية الواقية من الشمس عن طريق الجلد.
لكن واقعياً لا يضع المستهلكون كل هذه الكمية من واقيات الشمس، كما أنهم يعاودون وضعها على الجلد كل ساعتين. لذا، من غير الواضح ما إذا كان هناك امتصاص يحدث في حالة المستهلكين اليوميين أم لا".
توافق الدكتورة مارني نوسباوم، طبيبة الأمراض الجلدية من نيويورك على هذا الرأي، فتقول إن نتائج هذه الدراسة لا تعني تجنب استخدام واقيات الشمس. كان الغرض الرئيسي منها هو معرفة ما إذا كانت هذه المنتجات تقترب من الدم بصورة كبيرة، ما يتطلب إجراء مزيد من اختبارات السلامة من قبل إدارة الغذاء والدواء.
تركيز واقيات الشمس يرتفع في الدم
أظهرت النتائج أن تركيز ثلاثة من المكونات الأربعة استمر في الارتفاع يومياً في الدم، وظل في الدم لمدة 24 ساعة على الأقل بعد الاستخدام الأخير.
وكانت المكونات الكيميائية التي تم اختبارها هي -أفوبينزون، أوكسيبينزون، إكامسول، اوكتوكريلين- ومن المثير للاهتمام أن الجسم قد امتص الأوكسيبينزون من 50 إلى 100 مرة أكثر من امتصاصه للمواد الكيميائية الأخرى.
تضيف نوسباوم: "الفائدة من استخدام واقيات الشمس في حماية البشرة من سرطان الجلد والشيخوخة المبكرة، وإذا كان أي شخص قلقاً من استخدام واقيات الشمس الكيميائية، فإن الخيارات المعدنية التي تحتوي على أكسيد الزنك وحده أو بالاشتراك مع ثاني أكسيد التيتانيوم تعد خيارات رائعة".
وتقول إنه مع ظهور أضرار لاستخدام واقي الشمس، فإن أضرار الأشعة فوق البنفسجية تفوق تلك الأضرار بكثير.
تقول طبيبة الأمراض الجلدية ريتا لينكنر من عيادة سبرينغ ستريت للأمراض الجلدية: "إن فكرة أن بعض المكونات النشطة يتم امتصاصها في الجلد يجب أن تدفع صانعي المنتجات الواقية من الشمس إلى إجراء تحسينات في هذه التركيبات. ومع ذلك، كطبيبة أمراض جلدية، من المهم أن نتذكر أن الشمس هي العدو الحقيقي. سرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً، ويمثل سرطان الجلد واحداً من أكثر الأمراض فتكاً، وخاصة بين الشباب".
إن الطريقة السهلة لتجنب الامتصاص الضار المحتمل لواقيات الشمس الكيميائية، مع حماية بشرتك أيضاً، تتمثل في اختيار واقيات الشمس المعدنية مثل Colorcience Sunforgettable Total Protection SPF50 (السعر 39 دولاراً) و Alastin Hydratint SPF 36 (السعر 55 دولاراً).