قطائف مقرونة بكنافة.. هاتيك تطربني بنظم رائق
من فوقهن السكر المذرور.. ويروقني من هذه المنثور
بيتان للشاعر الأندلسي سعد الدين بن عربي، يؤكدان أن وجود القطايف لم يقتصر على موائد رمضان في بلاد الشام وإنما أصبحت تتنافس مع الكنافة على مائدة الشعر العربي.

القطايف تُصنع على شكل هلال نسبة لرمضان
القطايف هي أحد أنواع الحلويات الشرقية اللذيذة والمتنوعة، الاسم الذي يكاد يكون مرادفاً لشهر رمضان في بلاد الشام ومصر حيث تعتبر الحلوى الرئيسية وطبقاً لا يغيب عن موائد الفقراء والأغنياء بهذه الدول.
كما أن سبب كونها أحد طقوس شهر رمضان، إذ يتم صنعها على شكل هلال نسبة لهلال شهر رمضان.
ويتمّ تناولها بعد وجبة الإفطار وعلى السحور كذلك، وهي عبارة عن فطيرة مكوّنة من عجينة سائلة مخبوزة، يتمّ تناولها محشوّة بالمكسّرات، أو القشطة، أو الجبنة ويمكن تحميرها أو قليها بعد حشوها.

أصل القطايف العصافيري
لا يوجد مرجع موثق يبيّن أصل القطايف، فبعض الروايات بحسب ويكبيديا تقول إنّها تعود للعصر العباسيّ، ومنها ما يقول إنّها تعود للعصر الأمويّ.
كما يقال إنّ أول من تناول القطايف هو الخليفة الأمويّ سليمان بن عبدالملك سنة 98 هجري في رمضان.
سبب تسميتها بالقطايف
هناك العديد من الروايات حول تسمية القطايف بهذا الاسم، إحداها رواية تعود إلى العصر الفاطميّ.
وتقول الرواية إنّ الطهاة كانوا يتنافسون في تحضير أنواع الحلويات خلال شهر رمضان الفضيل.
وكانت فطيرة القطايف من ضمن هذه الحلويّات، وتمّ تحضيرها بشكل جميل ومزيّنة بالمكسّرات ومقدّمة بطبق كبير، وكان الضيوف يتقاطفونها بشدّة للذّتها.
بينما يرجع بعض المؤرخين أصل تسمية القطايف بهذا الاسم لتشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة.

الشعراء تغنّوا بالقطايف العصافيري إلى جانب الكنافة
تغنى شعراء بنى أمية ومن جاء بعدهم ومنهم ابن الرومي الذي عُرف بعشقه للكنافة والقطايف وسجل جانباً من هذا العشق في أشعاره.
كما تغنى بها أبو الحسين الجزار أحد عشاق الكنافة والقطايف في الشعر العربي إبان الدولة الأموية.
ووجدت القطايف لها نصيباً أيضاً لدى رواد الشعر العربي مثل: الإمام البوصيري صاحب البردة، وأبو الهلال العسكري، والسراج الوراق، والمرصفي، وصلاح الدين الصفدي، إلى جانب الشعراء والأدباء المصريين فى العصر الحديث .
وتظهر صورة الخصام ما بين القطايف والكنافة جلية في شعر ابن عينين في قوله:
طُويت محاسنها لنشر محاسني.. كم بين ما يطوى وآخر ينشر
فحلاوتي تبدو وتلك خفية.. وكذا الحلاوة في البوادي أشهر

لتحجز القطايف موقعاً لها كذلك بين سطور كتب الأدب ومن ذلك كتاب "منهل اللطايف في الكنافة والقطايف" لجلال الدين السيوطي.
يقول زين القضاة السكندري في القطائف:
لله در قطائف محشوة.. شبهتها لما بدت في صحنها
من فستق دعت النواظر واليدا.. بحقاق عاج قد حشين زبرجدا
ويقول الشاعر سعد الدين بن عربي في القطائف والكنافة:
وقطائف مقرونة بكنافة.. هاتيك تطربني بنظم رائق
من فوقهن السكر المذرور.. ويروقني من هذه المنثور
لا يسع المارة بأي سوق من أسواق الشام أو عمان أو بيروت أو القدس أو القاهرة إلّا أن يستمتعوا برائحة القطايف أو مشاهدة طريقة صناعتها التي تستهوي عشاقها الذين لا يملون مراقبة مراحل تصنيعها أمامهم طوال أيام الشهر الفضيل.