طوَّر علماء صينيون فأر سايبورغ (معززٌ آلياً) فائق الذكاء، يمكن التحكم فيه خلال مروره من إحدى المتاهات، عن طريق استخدام قدرات البشر الفكرية.
زرع باحثون بجامعة تشجيانغ أقطاباً كهربائية في أدمغة الفئران ووصلوها بدماغ بشري، حسبما نشرت مجلة Discover Magazine.
وجرى تزويد المتطوعين من البشر بواجهة تفاعل دماغية، تخلق تواصلاً مباشراً بين كائن حي وآخر.
وذكرت صحيفة The Daily Mail البريطانية أنه عندما يفكر الشخص في تحريك ذراعه يميناً أو يساراً، يتحرك الفأر في الاتجاه المقصود.
وإذا أومأ المتطوع، يتقدم الفأر إلى الأمام في المتاهة.
تجربة المتاهة
كانت بداية المتاهة بسيطة، لكنها ازدادت صعوبة بإضافة "منعطفات ضيقة وسلالم" مع المضي قدماً في التجربة.
وأوضحت مجلة Discover Magazine كيف يكون بإمكان عقل بشري إيصال توجيهاته عن طريق نقلها، من خلال الحصول على تخطيط أمواج الدماغ ثم نقلها إلى الحاسوب.
يترجم الحاسوب بدوره الإشارة إلى "تعليمات تحكُّم" تُرسَل لا سلكياً إلى مُحفِّز مثبَّت على ظهر فأر سايبورغ، ثم تنتقل إلى دماغ الفأر من خلال الأقطاب الكهربائية.
كان الأداء الكلي للفئران جيداً، وطُوِّرت عملية التحكم مع مرور الوقت والممارسة، وكان أداء اثنين منها خالياً تماماً من الأخطاء.
ويُظهر فيديو للتجربة فأراً أبيض يتحرك حول متاهة تحتوي على منحدرات وجسر صغير، في حين يومض ضوء في جهاز مثبت أعلى رأسه.
عندما تومض الأضواء التي تشير إلى الأسهم على الشاشة، يتحرك الفأر في الاتجاه المناظر.
استُخدم 6 فئران لجمع المعلومات، وكانت جميعها حصلت على تدريب من قبل.
تحكُّم العقل البشري في حركة الفأر
ونُشرت نتائج الدراسة بعنوان "تحكُّم العقل البشري في التحرك المستمر لفأر سايبورغ عن طريق واجهة تفاعل دماغية (من الدماغ إلى الدماغ) لا سلكية".
فسر العلماء التجربة قائلين: "طورنا واجهة تفاعل دماغية من العقل البشري إلى فأر مزروعة في دماغه أقطاب كهربائية (فأر سايبورغ)، والتي دمجت تحفيز الدماغ والتصور الحركي المعتمد على الرسم الكهربائي للدماغ، لتحقيق سيطرة العقل البشري على التحرك المستمر للفأر".
واختتموا بالقول: "أظهرت النتائج أن فئران سايبورغ يمكنها التحرك بنجاح وسلاسة عن طريق عقل بشري، كي تنهي مهمة حركية في متاهة معقدة".
وقال أندريا ستوكو، وهو باحث في علوم المخ بجامعة واشنطن: "النتائج مبهرة، ولكنها معقولة".
ففي عام 2016، زُرعت أقطاب كهربائية في أدمغة 6 فئران كي تساعدها على الحركة.
استخدم الباحثون خوارزمية حاسوبية لتحفيز أدمغة الفئران، كي تستحثها على التحرك يميناً ويساراً عندما تشعر الخوارزمية بحاجة الفئران إلى المساعدة.
وعندما قارنوا أداءهم في المتاهات مع الفئران غير المُعدَّلة، كانت الفئران المعدلة قادرة على التحرك في المتاهة أسرع، وكانت اختياراتها للطرق أكثر كفاءة.
ما الفائدة؟
وقال قائد البحث، وهو غانغ بان، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة تشجيانغ بمدينة هانغتشو الصينية، إنها من الممكن أن تتيح استخدام الفئران في عمليات البحث والإنقاذ.
ووصف هو وزملاؤه في ورقتهم المنشورة بمجلة Public Library of Sciences One العلمية، تجربتهم بأنها "برهنة على صحة مبدأ ذكاء سايبورغ (الذكاء المعزز آلياً)".
درب الباحثون، في البداية، 6 فئران على التحرك بالمتاهات؛ إما عن طريق جذبها بكمية قليلة من زبدة الفول السوداني في نهايتها، أو شربة ماء، أو إثارتها عن طريق هرمون الدوبامين في مركز المكافآت بأدمغتها.
وبعد ذلك، زُرعت أقطاب كهربائية في القشرة الحسية الجسدية اليسرى واليمنى من أدمغتها، التي اتصلت بحاسوب.
وبينما كانت تتحرك في المتاهات، أُغلق الحاسوب، تاركاً إياها تجد طريقها بنفسها، أو جرى تشغيله ليُحولها إلى فئران سايبورغ.
وزُوِّد كل فأر بحقيبة ظهر لا سلكية حملت جهازاً لتحفيز أدمغتها.