كل أم تقضي أوقاتاً طويلة وهي تبحث عن أسباب قلق الأطفال عند النوم ، وهي تعلم أنه من الطبيعي أن يختبر الأطفال مشاعر القلق أحياناً.
سواء كان طفلها يشعر بالقلق من وحوش مختبئة أسفل السرير أو كان قلِقاً بشأن تقديم عرضٍ ما في المدرسة.
أسباب قلق الأطفال عند النوم
ووفق موقع Very well family، فإن القلق يمكن أن يكون شيئاً جيداً.
فلن يتردد الطفل في العَدو باتجاه السيارات أو القفز من فوق جرف إذا لم يكن لديه القليل من القلق، فوظيفة القلق أن يجعل الطفل آمناً.
لكن هناك احتمال قوي بأن يختبر أعراض القلق والتوتر عند الأطفال والتي تكون مفرطة في بعض الأوقات.
ربما سيشعرون بالقلق من أشياء غير واقعية، أو ربما يعيقهم القلق عن القيام بأشياءٍ جيدة لهم، مثل محاولة اللعب في فريق كرة القدم.
وتشكل الطريقة التي تتجاوبين بها مع قلق طفلك فارقاً كبيراً في تعلُّمه الكيفية التي يتعامل بها مع مشاعر القلق.
ها هي 9 استراتيجيات يمكن أن تساعد طفلاً قلِقاً في تعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر غير المريحة.
علاج القلق عند الأطفال.. أيّد مشاعر طفلك
عندما يقول طفلك إنه يشعر بالقلق من شيء ما، فربما يكون مغرياً أن تقول شيئاً من قبيل:
"حسناً، ليس هذا بالأمر المهم"، أو "لا تقلق بشأن هذا، ستكون بخير".
إذ تبعث هذه النوعية من الردود برسائل، مفادها أن مشاعر طفلك خاطئة.
أيّدي مشاعر طفلك بقول أشياءٍ مثل: "يبدو أنك تشعر بالتوتر حالياً"، أو "سأشعر ببعض القلق أيضاً إذا كنت مضطراً إلى الوقوف أمام جمع كبير من الأشخاص".
ثم، أرسِل رسالةً إلى طفلك تخبره بأنك تثق بأنه قادر على النجاح رغم القلق. قل شيئاً مثل: "من الصعب القيام بأمورٍ مخيفة مثل هذه، لكنني واثق بقدرتك على القيام بها".
أياً كانت الكلمات التي تنتقيها، تأكَّد من أنك تقول بشكلٍ رئيس: "إن توترك أمرٌ عادي، ويمكن أن تختار أن تكون شجاعاً" بدلاً من "لا ينبغي أن تشعر القلق".
ميِّز بين الإنذارات الحقيقية والمزيفة
أخبري طفلك بأن وظيفة القلق النفسي عند الأطفال هي أن تجعله آمناً.
إذا كان يطاردهم أسد، فستبعث أدمغتهم بإنذار إلى أجسامهم يخبرهم بأنهم في خطر.
ربما تتعرق راحة أيديهم، وربما تتسارع خفقات قلوبهم، وربما يشعرون باندفاع الطاقة في أجسامهم، في حين يستعدون لاتخاذ رد فعل.
من المحتمل في بعض الأوقات أن ترسل أدمغتهم إنذارات خاطئة إلى أجسامهم تخبرهم فيها بأنهم في خطر حتى لو لم يكن الموقف يهدد حياتهم.
ربما تتسبب تجارب الاشتراك في فريق كرة السلة، أو الاشتراك بمسابقة التهجئة، أو الفشل في اختبارٍ بإثارة مشاعر القلق نفسها، كأنهم يدافعون عن حياتهم.
ساعِد طفلك في التمييز بين المواقف التي يختبر فيها إنذاراً حقيقياً وتلك التي تكون فيها الإنذارات خاطئة.
اشرح له أنه إذا كان إنذاراً حقيقياً، فإنه يجب أن يستمع له ويتخذ رد فعل للحفاظ على نفسه آمناً.
لكن، إذا كان إنذاراً خاطئاً، فمن الجيد مواجهة هذه المخاوف.
إذا كان طفلك قلِقاً، فاسأله: "هل يرسل دماغك إليك إنذاراً حقيقياً الآن أم إنذاراً خاطئاً؟ ثم، ساعِده على اتخاذ قرارٍ ما سيفعله بهذا الشأن.
اجمع الأدلة
عندما يقول طفلك أشياء مثل: "أخشى ألا يجلس معي أحدٌ وقت الغداء"، أو "أخشى أن تكون كل إجاباتي خاطئة في اختبار الرياضيات"، فتعاون معه لجمع الأدلة.
اشرح له أن الأفكار ليست دائماً حقيقية، وأن القلق ربما يتنبأ بحدوث أشياء من المستبعد أن تحدث فعلاً.
شجِّع طفلك على أن يكون كالمحقق الذي يجمع الأدلة لتقييم مسببات شعوره بالقلق.
علِّم طفلك الحديث الصحي مع النفس
رغم أن طمأنة طفل قلِق أمر مهم، فإن تعليمه كيفية طمأنة نفسه أكثر أهمية.
عندما يقول: "سأُخفق في عرض الرقص" فلا تندفع في قول: "أنك ستكون رائعاً".
بدلاً من هذا قل له: "ما الذي قد تقوله لصديقة تعتقد أنها ستفشل في عرضها الراقص؟". ربما يرد طفلك قائلاً: "سأخبرها بأنها ستبلي بلاءً حسناً".
عندما يطرح إجابةً جيدة، فشجِّعه على توجيه الحديث نفسه إلى نفسه.
الهدف من هذا هو تعليم الأطفال كيفية معاملة أنفسهم بطيبة وتعاطُف من خلال الحدث الصحي مع النفس.
بعد ذلك، عندما لا تكون بجوارهم لإخبارهم بكلامٍ مطمئن، يمكنهم أن يطمئنوا أنفسهم.
تحديد استراتيجيات لتهدئة الجسم
إذا كان طفلك يختبر بعض الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق مثل تسارع ضربات القلب أو الشد العضلي، فعلمه كيفية إرخاء وتهدئة جسمه.
يعد التنفس البطيء العميق وسيلةً جيدة لتهدئة الجسم. ومن بين الطرق الجيدة لتعليم الأطفال كيفية تنظيم تنفُّسهم إخبارهم بـ "أن يشموا البيتزا".
قل له: "تخيَّل أنك ستأكل شريحة بيتزا. خذ نفساً عميقاً من أنفك وشم البيتزا".
بعد أن يأخذ طفلك نفَساً عميقاً من أنفه، قل له: "الآن، يجب أن تنفخ في البيتزا حتى تبرد"، ستعلمه هذه الطريقة كيف يُخرج الزفير ببطء.
هناك تمرين بديل وهو أن تُعلّم الأطفال "أن ينفخوا كأنهم يشكلون فقاعات صابون".
قل لهم أن يتخيلوا أنهم ينفخون في فقاعات عبر عصا، لمساعدتهم على إخراج الزفير ببطء".
ساعِد طفلك على مواجهة مخاوفه تدريجياً بخطوة صغيرة في كل مرة
إذا كان طفلك يشعر بالقلق من شيء محدد، مثل الخوف من الظلام أو من طلب طعامه بنفسه في المطعم، فساعِده على مواجهة مخاوفه تدريجياً بخطوةٍ صغيرة في كل مرة.
ربما قد يبدو الأمر مرعباً، مواجهة المخاوف تساعد في حل مشكلة القلق على المدى الطويل.
لكن، من المهم التحرك ببطء. إذا حاولت إجباره على فعل شيء مخيف جداً بالنسبة له، فربما يزداد خوفه من هذا الشيء وتأتي مجهوداتك بنتائج عسكية.
تذكَّر أنه من المهم التعاون مع طفلك لتحديد الخطوات الصغيرة التي سيتخذها لمواجهة مخاوفه.
ربما تجلس لكتابة قائمة من الخطوات التي يمكنه أخذها لمواجهة مخاوفه.
ينبغي أن يكون الهدف فعل شيء مخيف إلى حدٍ ما، ومواصلة ممارسة هذا الفعل حتى يصبح غير مخيف. ثم، يمكنه اتخاذ الخطوة التالية.
كيف أجعل طفلي ينام بمفرده في سريره؟
- اجعله ينام تحت بطانية على الأرض في غرفة الأب والأم بدلاً من النوم في سريره.
- أن أخلد إلى النوم في غرفة الأب والأم، ثم أُنقل إلى سريري بعد ذلك.
- أن أخلد إلى النوم في سريري مع أبي وأمي في غرفتهما
- أبي وأمي سيغطيانني ويطمئنان عليّ كل بضع دقائق بينما أخلد إلى النوم في غرفتي
- أنام في سريري وغرفتي مضاءة
- أنام في سريري وغرفتي مضاءة بمصباحٍ ليلي.
قد تكون لديك بضع خطوات أو الكثير من الخطوات حسب ما يخشاه طفلك.
لكن، من المهم أن تشرك طفلك في هذه المرحلة، للتأكد من أنه يبذل مجهوداً لصنع التغيير.
ربما تجد أن توفير حوافز للطفل قد يساعدك في مهمتك.
على سبيل المثال، إذا كان طفلك يتجاوز نقطة محددة مهمة في حياته، فربما يساعد أن تمنحه ميزة أخرى أو مكافأة خاصة.
ساعِد طفلك على تحويل انتباهه بعيداً عن القلق
إذا كان طفلك قلقاً بشأن شيء لا يستطيع التحكم فيه، مثل قلقه بشأن احتمالية هطول الأمطار وإلغاء مباراة كرة السلة جراء هذا، فساعِده على تحويل انتباهه بعيداً عن القلق.
عندما يكون طفلك قلقاً بشأن شيء محدد، فاسأله: "هل هناك شيء تستطيع فعله بهذا الشأن؟". إذا كانت الإجابة "نعم"، فساعِده على حل المشكلة.
على سبيل المثال، إذا كان يشعر بالقلق بشأن اختبار العلوم، فستكون المذاكرة فكرةً جيدة.
أو إذا كان يشعر بالقلق من عدم النجاح في فريق كرة السلة، فإنه يمكنه تمرين مهاراته.
لكن، إذا كان يشعر بالقلق بشأن شيء لا يستطيع التحكم فيه، مثل الطقس أو سلوك شخصٍ معين تجاهه، فناقِشه في حقيقة أن الشيء الوحيد الذي يستطيع التحكم فيه هو رد فعله.
قل له كيف يمكنه أن يستفيد أقصى استفادة ممكنة من الطقس السيئ أو كيف يمكنه الرد على شخصٍ يسيء إليه.
ثم، ساعِده على تحويل انتباهه عن الموضوع، يجعل القلق المتواصل الطفل عالقاً في هذه الحالة، لذا ساعِده على تغيير انتباهه إلى موضوع آخر حتى يغيّر حالته المزاجية.
وتعد أفضل طريقة لتحويل انتباهه هي تشجيعه على تحريك جسده والانخراط في نشاطٍ ما.
كن واعياً باستراتيجيات التربية التي تستخدمها مع أطفالك
وجدت الدراسات أن الآباء الذين يُظهرون سلوكاً تحكّمياً في التربية، يميلون إلى تغذية مشاعر القلق لدى أطفالهم.
لذا، من المهم مراجعة أسلوبك في التربية وتفاعلك مع طفلك.
محاولة إجبار طفلك على فعل أشياء معينة أو التصميم على أن تتم كل الأشياء وفقاً لطريقتك، قد يجعل الأمور تتدهور إلى الأسوء في أغلب الأحيان.
احذر من ميلك إلى المثالية أيضاً. يمكن أن تتسبب تطلعاتك في أن يكون طفلك مثالياً في شعوره بالكثير من الضغط.
وهو ما يسبب مزيداً من القلق. إذا كنت تعاني القلق، فمن المهم أن تحصل على مساعدة. فقد ينتقل قلقك إلى طفلك، ليتفاقم هذا القلق أيضاً.
احصل على مساعدة مهنية
إذا استمر قلق طفلك أكثر من أسبوعين، فتحدَّث إلى طبيب أطفال. ينبغي أيضاً أن تتحدث إلى طبيب أطفال إذا كان قلق طفلك يعيق تنفيذ المهام في الحياة اليومية.
على سبيل المثال، إذا كان القلق يؤثر في حضوره بالمدرسة أو في درجاته الدراسية، أو كان يجد صعوبة في الانخراط بأنشطة اجتماعية بسبب مخاوفه، فربما يحتاج طفلك بعض المساعدة المهنية.
تعد اضطرابات القلق لدى الأطفال أمراً شائعاً، فمن بين كل 4 أطفال في الولايات المتحدة يصاب طفلٌ واحدٍ باضطراب القلق.
يمكن علاج اضطرابات القلق، لكن غالباً لا يُعترف بها ولا تُشخَّص.
أخيراً، إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني اضطراب القلق، فتحدث إلى طبيب أطفال.