هل يوجد بحياتك شخص نرجسي في حديثه، يريدك أن تتبع آراءه مهما كانت؟ أو شخص سلبي يرى السيئ في كل ما حوله، وقد يكون شخصاً غيوراً يكره السعادة لمن حوله، أو آخر كذاب لم تعُد تستطع تصديق كلامه؟
إذا كان جوابك "نعم" عن أحد الأسئلة السابقة، فاعلم أنك تتعامل مع شخصية سامة. وهذا ليس غريباً، فالشخصيات السامة موجودة في حياتنا، وقد يكونون رؤساء أو زملاء، أو أصدقاء وجيراناً، أو أحد أفراد العائلة.
ولأن الحياة أقصر من أن تقضيها بجانب هؤلاء، ولأنك تستحق أن تكون محاطاً بأشخاص رائعين داعمين ومحبين، سنوضح لك في هذا الموضوع سمات الشخصيات السامة وصفات الشخص السلبي، وكيفية التعامل معها؟
ولكن بدايةً، هناك عدد من السمات التي تميز الشخصيات السامة، وتستطيع من خلالها التعرف عليها، وفق موقع Science of People:
1- النرجسي في المحادثة.. العالم يدور حوله
كلما تحدثت يقاطعك، وكلما شرعت في الحديث مع آخرين لن يسمح لك بذلك، هكذا يمكنك التعرف على نرجسي المحادثة.
يحب هذا النوع من الأشخاص أن يتحدثوا عن أنفسهم فقط، قد تصاب بالصداع جراء الحديث معهم، فهم لا يوجهون إليك أسئلة، أو ينتظرون مشاركتك في الحديث معهم، إنهم يتحدثون ويتحدثون فقط.
2- الشخص الذي يريدك تابعاً له..
ويريد هذا الشخص أن يفرض سيطرته على كل من حوله، ويريدك أن تتفق معه في كل ما يقوله.
يريد أن يكون مسؤولاً عن كل ما تقوله أو تفعله أو حتى ما تعتقده، ولن يتوانى عن محاولات إقناعك بأنه على حق.
يريد صاحب هذه الشخصية أن تكون دائماً في تواؤم تام معه، وستشعر بجواره بأن حريتك العاطفية والعقلية محاصرة.
Pay attention to how your partner reflects on the successes of others. Remember, other people's successes, especially yours, are often a threat to them. #Narcissism #Narcissists #NPD #ToxicPeople #UnhealthyRelationships #Schaedenfraude pic.twitter.com/s2sC3fbtQg
— Dr. Ramani Durvasula (@DoctorRamani) January 17, 2019
3- مصاص الإيجابية.. يجذب الجميع إلى دائرته السلبية
يميل هذا الشخص دائماً إلى امتصاص الإيجابية ممن حوله، ودائماً يتحدث بنبرة تشاؤمية عن أحداث حزينة وسلبية.
لا يمكنه أبداً رؤية الإيجابية في أي شيء، ويحاول جذب الجميع إلى زاوية رؤيته السلبية للأمور.
4- مغناطيس الدراما.. غارق في دور الضحية
بعض الشخصيات السُّمية التي يمكنك أن تقابلها في حياتك هم جاذبو الدراما، فهم دائمو الشكوى.
وكأي شخص سلبي، لا تتقبل تلك الفئة نصيحتك، وإنما تريد أن تشعر بتعاطفك ودعمك الدائم.
يحبون شعور الضحية، ويزدهرون في الأزمات، لأنها تجعلهم يشعرون بالأهمية.
5- الغيور.. كاره سعادة الآخرين
قد يكون من أكثر الشخصيات سُمّية؛ فلديه من الكراهية الداخلية ما يجعله يكره السعادة لأي فرد من حوله، وعادةً ما يسمي غيرته اسماً آخر كنقد أو نصيحة.
واحذر إذا تكلم معك أحد الأشخاص بشكل سيئ عن شخص آخر، فهذا يعني على الأغلب، أنه يتكلم عنك أيضاً بشكل سيئ من وراء ظهرك.
6- الكذاب.. استنزاف وإرهاق للثقة
هذا الشخص يكذب، ويبالغ في رواية الأحداث، ويكاد يجري الكذب في دمه، فلا يستطيع التكلم من دونه.
ولشد تكرار كذبه، ستجد أنك لم تعد تثق به، فدائماً ستشكك في كلامه، وهذا مرهق نفسياً.
7- متغطرس الرأي.. كل محادثة تحدٍّ يودُّ كسبه
هذا الشخص يسحق كل من يقف أمامه، ولا يأخذ مشاعر أو أفكار أحد في الحسبان.
يرى أن آراءه حقيقة لا تقبل الجدال، ويرى نفسه أذكى شخص في أي تجمُّع. يرى أن أي محادثة ما هي إلا تحدٍّ يجب كسبه.
ولأنهم حولنا في كل مكان كما ذكرنا، فيجب أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه الشخصيات، لتجنب تأثيرهم فينا، ومن أجل هذا يمكننا اتباع النصائح الآتية:
أولاً: تحديد الشخص السلبي
من السمات السابق ذكرها، يكون من السهل الآن تحديد قائمة بالشخصيات السامة من المحيطين بهم، أو الذين تتعامل معهم باستمرار.
ثانياً: لا تسمح بنقل سُمّيتهم إليك
أنت الآن تعلم أن هذا الشخص سام، فلا تستسلم له، وتجنب التعرض لمزيد من طاقاتهم السمية.
قرِّر أن تفعل ما تريده دون السماح له بالتأثير فيك، ولا تترك نفسك ضحية أمامه.
إن أراد هذا الشخص نشر قلقه ونقل العدوى إليك، فقُم بردِّ حديثه السلبي، وساعِده على رؤية الاحتمالات الإيجابية.
ثالثاً: رأيهم عنك ما هو إلا إسقاط
إذا حاول الشخص السُّمي أن يقنعك بأنك كاذب، أو مغرور وما إلى ذلك، فاعلم أن هذه الصفة ملصقة به.
يعمل ذو الشخصية السامة على إسقاط الصفة الموجودة به على من أمامه.
رابعاً: لا تصغِ إلى أحاديثهم
إذا دار بجوارك أي من المناقشات والأحاديث، فاستمع فقط إلى الأجزاء الإيجابية البناءة من الحديث، واسرح بأفكارك في مكان آخر عندما يتحول الحديث إلى الأفكار السلبية.
خامساً: لا تساعِدهم دائماً
نقصد هنا الشخصيات السامة من نوع مغناطيس الدراما، فدائماً ما تجدهم في حاجة إلى التعاطف والاهتمام والشعور بأنهم ضحية.
ولكن يكفي، لا تركض دائماً للمساعدة. حان الوقت لتريهم أنك لم تعد ضمن حزب الشفقة الخاص بهم، وأنك لم تعد تبالي بالأزمات.
سادساً: اعلم نقاط ضعفك قبل قوتك
عندما تكون على علم بعيوبك ونقاط ضعفك، لا يمكن لأحد استخدامها ضدك.
سيعمل الأشخاص السامون على العمل بكدٍّ لتقليل قوتك ومعرفة عيوبك، فهي الطريقة التي يحصلون بها على قوتهم.
إذا كنت قادراً على امتلاك نقاط قوتك وضعفك، فلا يمكن أن يستخدمها أحدٌ ضدك.
سابعاً: اختر معاركك بحكمة
يسلب التعامل مع الأشخاص السامين كمية هائلة من الطاقة.
بالنسبة لبعض الأشخاص السامين، فإن الصراع هو الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها التواصل.
إنها الطريقة التي يشعرون من خلالها بأنهم على قيد الحياة، لذا وفِّر طاقتك للأشخاص المهمين.
ثامناً: لا تكن فريستهم
قرِّر أنك لن تكون ضحية لأحد. بدلاً من ذلك، كن قوياً وذكياً وذا قدرة على اتخاذ القرارات التي ستساعدك على الازدهار.
حتى لو كانوا يتخذون القرارات التي لا تريدها، فافترض أنها خطوة قمت بها للحصول على ما تريد.
تاسعاً: ركِّز على الحلول بدلاً من المشكلة
يحاول الأشخاص السامون تعقيد الأمور بالنظر من منظور سلبي، فقد يعقّدون الأمور أمامك إذا أردت اتخاذ قرار لا تريده.
ولكن، يتوجب عليك التركيز على الفوضى التي ستتخلص منها بعد قرارك، ولا تركز على السلوك السلبي.
كيف تعلم أن مديرك من ذوي الشخصيات السامة؟
هناك عدد من السلوكيات التي إن اتصف بها مديرك في العمل، فاعلم أنه صاحب شخصية سامة. ننقل عن موقع INC بعض هذه السلوكيات:
– يهتم بإنجازاته فقط، ولا يهتم بمواءمة أهداف الفريق مع الأهداف التنظيمية.
– يسرق الأضواء، وينسب إلى نفسه فقط النجاح الذي وصل إليه فريقه.
– لا يرى نفسه مخطئا أبداً، ويهتم كثيراً بالحفاظ على سمعته وماء وجهه.
– محبٌّ السيطرة، ويخلق بيئة عمل خانقة، ولا يثق بقرارات فريقه.
– متنمر وعدواني لفظياً وجسدياً.
بالطبع، فإن التعامل مع مدير ذي شخصية سامة قد يسبب لك الضغط العصبي، والإجهاد، ولذا فإن أول نصيحة نوجهها إليك هي ترك العمل بسرعة، والبحث عن عمل أفضل.
فالمديرون السامون لا يهتمون بأثر سلوكهم في إنتاجيتك أو رفاهيتك.
من الممكن ألا توفَّق في الحصول على وظيفة أخرى، لذا عليك التعامل وفق بعض الأطر في عملك مع المدير السامّي، فيجب أن تتوقف عن لوم نفسك.
يُشعرك مديرك بأنك غير كفء، وعديم المسؤولية، وكسول، وفاشل، ولكن لا تلتفت إلى ما يقوله أو ما يُشعرك به؛ فأنت أكثر من يعلم قيمة نفسك، كما تعلم شخصيته السامة.