تتزايد شعبية السفر جواً بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته، يشهد نظام الطيران العالمي مشاريع، في كل الأصعدة، لمواكبة هذا التطور، بحسب صحيفة New York Times الأميركية.
تقول أنجيلا غيتنز، المديرة العامة لمجلس المطارات الدولي (A.C.I. World) "نتوقع تضاعف حركة الملاحة الجوية في السنوات الـ 17 المقبلة، نتوقع أن يتزايد عدد المسافرين ملايين أخرى".
وتقول غيتنز إن هؤلاء المسافرين الجدد لا ينحصرون في المناطق التي يحظى فيها الطيران بشعبية كبيرة بالفعل "فالاقتصاد الناشئ الآن سيصبح اقتصاداً متقدماً في مرحلة لاحقة".
مطار إسطنبول نموذجاً للمطارات العملاقة الجديدة
ولا بد من توفير مطارات جديدة وموسعة لتلبية مثل هذا الطلب، وقد شرعت إسطنبول، على سبيل المثال، بالفعل في افتتاح مطارها الجديد على مراحل متتالية، من شأنها أن تمكن في نهاية المطاف من استيعاب مئات الملايين من المسافرين سنوياً. وعندما يكتمل العمل، سيكون أكبر مطار في العالم.
ومن المتوقع أن تبدأ بكين في تشغيل مطارها الجديد العام المقبل، والذي من المرجح أن ينافس مطار إسطنبول من حيث الحجم والطموح. (صممته المهندسة المعمارية زها حديد قبل وفاتها عام 2016).
وقالت غيتنز إن التكنولوجيا شكلت الأساس الذي اعتمد عليه المطاران لتسهيل كيفية مرور المسافرين والبضائع عبرهما وجعلهما أكثر راحة بالنسبة للركاب.
"علينا أن نسخر التكنولوجيا لتنفيذ المهام بكفاءة أكبر بكفاءة أكبر لتحقيق أهدافنا. كما يتعين علينا رفع كفاءة تسيير الركاب والطائرات والحمولات، سواءً في الجو أو على الأرض".
وأعرب مصممو المطارات عن موافقتهم على ذلك، وأوضحوا أن الكفاءة يجب أن تبدأ بالمباني نفسها.
وقال أندرو توماس، الشريك في شركة Grimshaw المعمارية، التي صممت مطار إسطنبول بالتعاون مع مكتب Nordic للعمارة والمهندسين المعماريين Haptic "بدأنا في تحقيق مقاييس لم يكن من الممكن تصورها في السابق، بالنسبة لحجم مباني هذا المطار. لا يهم ما ستضعه بداخل هذه المباني، إذا كانت الأروقة طويلة جداً بحيث ينال التعب والإنهاك من المسافرين، قبل وصولهم إلى بوابة صالة المغادرة".
وضم مصممو مطار بكين صوتهم إلى ذلك. ويقول كريستيانو سيكاتو، المدير المساعد ومدير الطيران في شركة زها حديد المعمارية: "لا بد من بناء المنشآت لتتناسب مع المقياس البشري".
التكنولوجيا في خدمة الركاب
وتقول غيتنز إن الابتكارات التكنولوجية ستساعد الركاب على التنقل داخل المباني بسرعة وكفاءة أكبر.
كما أردفت قائلة: "أعتقد أن أحد الأشياء التي يمكننا توقعها حقاً، هو استخدام القياسات الحيوية خلال العملية برمتها. بالإمكان تجنب وقوف الأشخاص واصطفافهم في طوابير، فعملية التوقف والاصطفاف في الطوابير تتطلب مساحة، وإذا كان بوسع المسافرين التحرك دون توقف، فلن يكونوا بحاجة إلى مساحة كبيرة".
اتفق معها السيد توماس في أن القياسات الحيوية، بما في ذلك تقنية التعرف على الوجه، ستضطلع على الأرجح بدورٍ أكبر، مع تطور هذه التقنيات، لكنه أضاف أن هناك أنظمة أخرى موجودة بالفعل، قد زادت من كفاءة المطارات، مقارنةً بما كانت عليه من قبل. وقال إن الميكنة، على سبيل المثال، جعل إجراءات تسجيل الوصول أسرع وأقل إجهاداً بالنسبة لمعظم المسافرين.
ويضيف قائلاً: "إن ميكنة العملية تجعلها أكثر بساطة" وسيظل لدى مطار إسطنبول موظفون مختصون لتسجيل الوصول "لكنهم لن يكتفوا بالوقوف خلف مكاتبهم، وسيقدمون خدمات أكثر تخصيصاً بكثير للعملاء".
وتقول غيتنز إن هذا النوع من التكنولوجيا يزيد من مرونة المطارات، بحيث يسمح لشركات طيران متعددة بتقاسم البنية التحتية المادية بيسر أكبر.
ويمعن مطار بكين في ميكنة نظام التسجيل الآلي، فوفقاً لسيكاتو، عادة ما يكون للمطارات مستويان: أحدهما للمغادرين والآخر للوافدين، غير أن مطار Daxing الدولي، سيكون له طابق ثالث، في شكل جديد.
السفر السلس والسهل
ويقول سيكاتو: "مستوى كامل للمعالجة الذاتية الخالصة للمسافرين المحليين – لا يوجد وكلاء بيع تذاكر أو أي شيء آخر. لقد أدركوا أن معظم الناس لم يعودوا بحاجة لخدمة تسجيل الدخول الكاملة المتوفرة في الطابق العلوي، وكل ما يريدونه هو المضي قدماً على غرار ركاب القطار. ويعد ذلك تيسيراً بالغاً من شأنه أن يجعل السفر سلساً قدر الإمكان".
إذا كان مطارا إسطنبول وبكين يعتبران من المشاريع عالية المستوى التي يجري عليها العمل في الوقت الحالي، فإن المطارات في جميع أنحاء العالم تشهد هي الأخرى تحسينات كبيرة لمواكبة الطلب.
يُعاد حالياً بناء مطار لوس أنجلوس الدولي ومطار لا غوارديا في نيويورك (افتتحت مرحلة من مراحل مشروع لا غوارديا في نوفمبر/تشرين الثاني)، وسيخضع مطار جون كنيدي للإصلاحات في المستقبل القريب.
ومن المتوقع أن يبدأ العمل في بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو بلندن قريباً، وتدرس أمستردام إمكانية البدء في مشروع مشابه. ومن المرتقب أن تحصل برلين خلال السنوات المقبلة على مطارٍ جديدٍ جرى العمل عليه بشكل متقطع لأكثر من عقدٍ من الزمان، فيما تعتزم سيدني بناء مطار جديد أيضاً.