تقول دراسةٌ جديدةٌ إن المخ البشري يستمر في العمل بعد الموت وهو ما يعني أنك ستعلم بموتك حين يحدث ذلك، وأن المخ يعمل بعد توقف القلب.
وبحسب ما نقلته صحيفة Daily Mail البريطانية، السبت 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، يقول القائمون على الدراسة الجديدة إنهم توصّلوا إلى أنه بعد توقّف القلب، يعمل المخ بعد توقف القلب بكفاءة لثوانٍ.
ويشير خبراء إلى أن هذا يعني أن المريض يكون مُدركاً تماماً ما يحدث له، حيث إن عقله الواعي يستمر في العمل.
وأضافوا أنه لفترة وجيزة بعد الموت، يكون المرء "مُحاصَراً" داخل جثمانِه، مع استمرار عمل المخ بكفاءة.
وذكرت الدراسة أن الناجين من النوبات القلبية يكونون على دراية كاملة بما يحدث مِن حولهم وهم "موتى" سريرياً، قبل أن "يعودوا مُجدداً إلى الحياة"، ويتمكّنون من وصف ما يحدث لهم بعد أن تتوقّف قلوبهم عن النبض.
الإنسان يدرك لحظة إعلان وفاته
بحسب الباحثين، تشير الأدلّة إلى أن المتوفّين قد يتمكّنون أيضاً من سماع إعلان وفاتهم من قِبل الأطبّاء مِن حولهم.
وتقول Daily Mail إن الطبيب سام بارنيا وفريقه البحثي من كلية الطب بجامعة ستوني بروك في نيويورك، فحصوا مستويات الوعي بعد الموت، وذلك عن طريق دراسة حالات السكتات القلبية في أوروبا والولايات المُتّحدة.
وقال بارنيا إن الدراسة توصّلت إلى أن الناس غالباً ما يتغيّرون حين يخضعون لتجربة "بعد الموت"، ويكونون أكثر رغبة في مساعدة الآخرين.
ولكن، عكس الحبكة الدرامية لفيلم Flatliners، التي شهدت إجراء طلّاب الطب التجاربَ من خلال إنعاش أنفسهم بعد إيقاف قلوبهم، يقول بارنيا إن الشخص لا يعود إلى الحياة بذكريات ورؤى.
ففي الفيلم الذي أُنتج عام 1990، وجسّد دور البطولة فيه كيفر سثرلاند، وجوليا روبرتس، وكيفن باكون، وكذلك في إعادة إنتاجه حين جسّدت دور البطولة فيه الممثلة الكندية إلين بيج عام 2017، كان الأطبّاء المتدرّبون يُلاحَقون برؤى من ماضيهم.
ولكن، يقول الطبيب إنه حين يتم إنعاش أحد الأشخاص، فإنه لا يعود إلى الحياة بـ"تعزيز سِحري" لذكرياته.
وقال بارنيا في حديث لموقع Live Science العلمي: "إنهم يصفون مشاهدة الأطبّاء والممرضّين يعملون، كما يصفون وعيهم الكامل بالمحادثات التي تدور من حولهم، والأشياء المرئية التي تحدث والتي لم يكونوا ليعرفوها لولا حالتهم".
وأضاف قائلاً إن "وقت إعلان وفاة المريض يعتمد بشكل كامل على اللحظة التي يتوقّف فيها القلب عن النبض، أي إنه من الناحية الفنّية، هكذا يُعلَن وقت الوفاة. فالأطبّاء يعلنون وقت الموت حين يتوقّف القلب، وحين يحدث ذلك تتوقّف وظائف الدماغ تقريباً على الفور".
لكنّه يزعم أيضاً أن القشرة الدماغية، التي تُعرف بأنها "الجزء المسؤول عن التفكير"، تتباطأ في العمل وتموت، في حين يمكن أن تظل خلايا المُخ نشطةً ساعاتٍ بعد توقّف القلب.
ويشار إلى أن إجراء عملية الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) لشخص توقّف قلبه، بإمكانها إرسال نحو 50% من الدم الذي يحتاجه الدماغ، وهو قدر كافٍ ليبدأ الدماغ في وظائفه، بحسب ما يقوله بارنيا.
وأضاف سام بارنيا، قائلاً: "إذا تمكّنت من إعادة تشغيل القلب، وهو ما تحاول عملية الإنعاش القلبي الرئوي فِعله، ستبدأ في تشغيل الدماغ مرّة أخرى تدريجياً. وكلما طالت مدّة الإنعاش القلبي الرئوي، يحدث موت الخلايا الدماغية بمعدّل أبطأ قليلاً".
ويقول الطبيب إن "ما يحدث عادة هو أن الأشخاص الذين يواجهون مثل هذه التجارب القويّة جدّاً يتغيرون إلى شكل إيجابي بعد التعافي. يصبحون أكثر إيثاراً، وأكثر انشغالاً بمساعدة الآخرين. يجدون معنى جديداً للحياة بعد مواجهة الموت، إلا أنه لا يوجد تعزيز مفاجئ لذكرياتهم. فهذا يحدث فقط في أفلام هوليوود".
يُذكر أن الدراسة تتبّعت ما يحدث للدماغ بعدما يصاب الشخص بسكتةٍ قلبية، وما إذا كان يستعيد وعية بعد الموت وإلى متى يحدث ذلك".
وكان الهدف منها تحسين جودة عملية الإنعاش، والوقاية من إصابات الدماغ في أثناء إعادة القلب للحياة