ظاهرة إطلاق اللحية ليست مجرد موضة تلقى إعجاب السيدات، ولكن يبدو أن هناك سبباً علمياً وراء انجذاب النساء إلى اللحية، فما علاقة اللحية بالقدرة الجنسية للرجال؟ وما الطول المثالي لها الذي تفضله النساء؟
لقد تبين بالفعل أن النساء ينجذبن أكثر إلى الرجال ذوي اللحى، حسبما ورد في تقرير لصحيفة New York Post الأميركية.
غير أن هذا الانجذاب يتفاوت حسب طول اللحية، وكذلك طبيعة العلاقة التي تتطلع إليها المرأة.
النساء يفضلن اللحى في نوع محدد من العلاقات
يتباين انجذاب النساء للرجال ذوي اللحى باختلاف طبيعة العلاقة التي تهدف المرأة إلى إقامتها مع الرجل.
فحسب دراسة نشرت في "the Journal of Evolutionary Biology" قد تكون اللحى أكثر جاذبية للنساء عندما يتعلق الأمر بالعلاقات طويلة الأمد، وليس العلاقات قصيرة الأمد.
ويرجع ذلك إلى أن لحية الرجل قد تشير بيولوجياً إلى القدرة على النجاح في التنافس اجتماعياً مع الذكور الآخرين للحصول على الموارد.
كما أن هناك طولاً معيناً للحية هو الأكثر جاذبية
ليس اللحية الأطول بالضرورة هي الأكثر جاذبية، فطلبات النساء دوماً معقدة.
فخلال التجربة التي قام الباحثون في هذه الدراسة، تم تصوير الذكور لأول مرة بعد حلق لحاهم، ثم التقطوا صوراً أخرى بعد 5 أيام ثم بعد 10 أيام دون حلق لحاهم.
بعد ذلك، التقطت صور جديدة للرجال بعد شهر من نموها.
كلف الباحثون 8500 امرأة بتقييم صور الرجال باعتبارهم "شريكاً على المدى الطويل".
وصنف الرجال الذين نمت لحاهم لمدة 10 أيام على أنهم الأكثر جاذبية.
فيما أحرز الرجال الذين نمت لحاهم لمدة شهر على المركز الثاني.
في حين كان المركز الثالث من نصيب الذكور الذين نمت لحاهم خلال مدة 5 أيام وبقي المركز الأخير من نصيب الفئة التي حلقتها.
وفسّر الباحثون النتائج بأن "اللحية تجعل الرجال يبدون أكبر سناً وأكثر عدوانية وهيمنة اجتماعياً".
ولكن ما علاقة اللحية بالقدرة الجنسية، ولماذا تختلف كثافتها عند الذكور؟
لا تشعر بالسوء إذا كنت تفتقر إلى لحية جميلة.
فهذا الأمر لا يعني أنك تفتقر إلى هرمون التستوستيرون (الهرمون الرئيسي المسؤول عن ظهور الصفات الذكورية عند الرجال).
إذاً ما علاقة اللحية بالقدرة الجنسية، وما الذي يجعلها غير كثيفة؟
لا يستطيع الرجال الذين لا يملكون لحية كثيفة إنتاج ما يكفي من ديهدروتستوستيرون (Dihydrotestosterone)، وهو هرمون يسبب نضج الجسم خلال فترة البلوغ ومسؤول عن العديد من الخصائص الفيزيائية المرتبطة بالذكور البالغين.
والمستويات المنخفضة جداً من هذا الهرمون عند الرجال يمكن أن تكون لها تأثيرات دراماتيكية.
فإذا كانت هناك كمية قليلة جداً من هرمون ديهدروتستوسترون عند الأجنة الذكور وهم مازالوا الرحم، قد لا تستكمل صفات "الذكورة" لديهم.
وقد تبدو الأعضاء التناسلية مشابهة لتلك التي تظهر في الفتيات في نفس العمر.
ولكن في الأغلب فإن الأولاد الذكور الذين لديهم كمية قليلة من هرمون ديهدروتستوستيرون ليس لديهم مشكلة كبيرة، إذا لم تكن النسبة منخفضة جداً.
إذ يحدث لأجسامهم بعض التغيرات التي تظهر عادة في سن البلوغ (مثل نمو العضلات وإنتاج الحيوانات المنوية).
ولكن لن يتطور نمو شعر الجسم الطبيعي مثل أقرانهم، وقد يختلف تطور أعضائهم التناسلية لديهم عن هؤلاء الذين لديهم نسبة مرتفعة من هذا الهرمون.
لسوء الحظ، لم يخلق كل الرجال متساوين.
والآن، أصبحت هناك لحية تضيء في العطلات
يبدو أن ميل النساء للرجال ذوي اللحى يتحول إلى موضة اجتماعية سرعان ما بدأ استغلالها تجارياً.
وشهد العالم تظاهرة "First Movember" (الشارب الأول)، وهو احتفال سنوي يتم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني لتعزيز الوعي الصحي لدى الرجال، عبر التركيز على الشارب.
والآن، أصبحت هناك فعاليات تركز على اللحى.
فعلى سبيل المثال، يقدم متجر الهدايا الإلكتروني "Firbox" الأميركي الآن منتجاً يضيء لحية الرجل خلال العطلة.
ويمكن إنارة اللحية بحوالي 18 مصباحاً متعدد الألوان مقابل 14 دولاراً.
وترتبط هذه المصابيح بسلك لا يتجاوز طولة 35 بوصة، لتسهيل عملية الإضاءة.