نعم بعد سنوات قليلة قد تقع كارثة بيئية عالمية، وأنت تستطيع أن تساهم في منعها من خلال تعلمك كيف تصبح صديقاً للبيئة عبر خطوات بسيطة؟
فقد حذر تقرير حديث للأمم المتحدة من أنه يجب خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف تقريباً بحلول عام 2030، لتفادي كارثة خطيرة، وهو الأمر الذي يستلزم أن تتعلم كيف تصبح صديقاً للبيئة.
نعم، جميعنا يدرك جيداً ما يشكّله التغيُّر المناخي من تهديد خطير على كوكب الأرض، ولكن تعلُّم كيف تصبح صديقاً أصبح بمثابة ضرورة لكل منا، وليس ترفاً أو واجباً على الحكومات والشركات فقط.
فتقرير الأمم المتحدة المشار إليه قد سلَّط الضوء على مدى خطورة المشكلة، وحذَّر من إلى أننا على بُعد 12 عاماً فقط من وقوع كارثة بيئية عالمية، حسبما ذكرت صحيفة Independent البريطانية.
اقرأ أيضاً
الأمر ليس مبالغة.. هذه تفاصيل الكارثة العالمية المتوقعة
قد نشهد قريباً فقدان جميع الشعاب المرجانية، وفناء جزر بأكملها، واختفاء الجليد في القطب الشمالي نتيجة لانبعاثات الغازات الدفيئة.
هذه هي النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة التي أجرتها اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.
وعندما تتعلم كيف تصبح صديقاً للبيئة فإنك تؤدي دورك في منع وقوع هذه الكارثة.
فقد وصفت البرلمانية العمالية البريطانية ماري كريه ورئيسة لجنة التدقيق البيئي التقريرَ بأنه "جرس إنذار".
وقالت في تصريح لصحيفة Independent "إن الوقت قد حان للأفراد أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ التدابير اللازمة لتقليل انبعاثات الكربون الخاصة بهم"، وبالتالي على الجميع أن يسعى لتعلم الإجابة عن هذا السؤال: كيف تصبح صديقاً للبيئة؟
وحذَّرت كريه من أن "الوقت ينفد منا لتغيير أسلوب حياتنا، وبالتالي كيف أن نعمل جميعاً على ضمان مستقبل أقل انبعاثاً للكربون لأطفالنا".
اقرأ أيضاً
إليك بعض الخطوات التي تجعلك تتعلم ببساطة كيف تصبح صديقاً للبيئة وتوفر لأولادك مستقبلاً أفضل
ما الذي يمكننا فعله إذاً؟
"يتعيَّن علينا الحد من ارتفاع درجات الحرارة لحماية مئات ملايين البشر من الفقر، وإنقاذ الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم من الفناء، وحماية المجتمعات من الفيضانات والحرائق وموجات الحر"، حسبما تقول النائبة البريطانية.
وتتنوع الأمور التي يمكنك القيام بها لتعرف كيف تصبح صديقاً للبيئة، من عزل منزلك (عن الكهرباء أو الصوت أو الحرارة)، إلى خطط العطلات التي لا تتطلب السفر لساعات بالطائرات.
وعليك دوماً أن تبحث عن بديل للمنتج التقليدي، من خلال إيجاد منتج صديق للبيئة.
إليك القائمة التي أعدَّتها صحيفة Independent، وتتضمن سبعة أمور يمكنك القيام بها لتعرف كيف تصبح صديقاً للبيئة، وهي ليست بالضرورة مزعجة.
1- لا تغسل الملابس على درجة حرارة 30 مئوية: إنها مضرة أكثر مما تعتقد ولها بدائل بسيطة
تسخين المياه لأغراض غسل الملابس يُعدّ واحداً من أكثر الأمور غير المسؤولة التي نقوم بها في المنزل، إذ تحتاج إلى ما يقرب من 90% من الطاقة التي تستهلكها غسالة الملابس.
هذا تؤكده منظمة (Energy Star) المهتمة بترشيد استهلاك الطاقة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
يساعد ضبط حرارة المياه في الغسالة على درجة منخفضة على توفير كمية هائلة من الطاقة.
ويؤدي ذلك إلى تخفيف انبعاثات ثاني أكيد الكربون بما يناهز 725 كيلوغراماً كل عام، بحسب ما أوردته مجلة (The Sierra Club) المهتمة بالقضايا البيئية.
يمكن أيضاً استخدام المنظفات الخاصة بالماء البارد لضمان الحصول على النظافة المطلوبة في ظل درجة حرارة منخفضة.
وبالتالي لا يتطلب الأمر التضحية بنظافة ملابسك لتتعلم كيف تصبح صديقاً للبيئة، ولكن فتّش فقط عن البدائل عبر شراء منتج صديق للبيئة تنظف به ملابسك.
2- لا تستخدم السيارة في الرحلات القصيرة: قرار مفيد لصحتك أيضاً
تشكل وسائل النقل 26% من انبعاثات الغازات الدفيئة في بريطانيا.
إذ تُعدّ السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل المصدر الرئيسي لهذه الانبعاثات، وفقاً للإحصاءات الحكومية البريطانية، الصادرة في شهر فبراير/شباط 2018.
وتدعو كريه إلى استخدام الدراجات أو التنقل على الأقدام كلما أمكن، وتجنب استخدام السيارة للرحلات القصيرة التي تقل عن مسافة ميلين.
وإضافة إلى أنها خطوة مهمة في هدفك لتعلم كيف تصبح صديقاً للبيئة؟ فإن الاستغناء عن السيارة في المسافات القصيرة سيؤدي إلى تأثيرات إيجابية على صحتك.
3- عليك بعزل منزلك: إنه يوفر النفقات على المدى البعيد
تحتاج المنازل المعزولة جيداً إلى مقدار أقل من الطاقة اللازمة للتدفئة، ما يعني انبعاثاً أقل للغازات الدفيئة، نتيجةً لخفض استخدام التدفئة المركزية.
فقد اكتشفت دراسة أُجريت بالولايات المتحدة عام 2012، أن زيادة العزل بالمنزل، بما يلبي معايير القانون الدولي للحفاظ على الطاقة، يمكن أن تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 80 مليون طن سنوياً.
قم بواجبك وتأكَّد من أن منزلك معزول بالشكل الصحيح.
ويؤدي مثل هذا الخيار إلى تخفيض فاتورة الطاقة الشهرية الخاصة بك أيضاً، وهذا يمكنه من ثم تعويض التكلفة الإضافية التي ستتكبدها بسبب عزل المنزل.
فمن حسن الحظ أن سعيك للإجابة عن سؤال كيف تصبح صديقاً للبيئة، قد يوفر نقودك.
4- استخدام مصابيح "LED" أو الموفّرة للطاقة: إنه يقلل الاستهلاك بشكل قد لا تتصوره
يمكن أن يؤدي التحول من استخدام المصابيح التقليدية إلى استخدام بدائل أكثر كفاءة إلى توفير كبير في الطاقة.
وفقاً لمنظمة "Energy Star"، فإن استخدام مصابيح "LED" (الصمام الثنائي الباعث للضوء) في المنزل يمكن أن يقلل استهلاك الطاقة بنسبة 75% مقارنةً بالمصابيح العادية.
إنها كمية توفير كبيرة تستحق أن تستبدل من أجلها مصابيحك التقليدية.
وفي الوقت ذاته فإنه بقيامك باستخدام مصابيح متوفرة للطاقة فإنك سوف تصبح ملتزماً بهدفك لتعلّم كيف تصبح صديقاً للبيئة
5- دعم الطاقة النظيفة قدر المستطاع: ما زالت مكلّفة، ولكنَّ أسعارها تتراجع
"الكهرباء الصديقة للبيئة" أصبحت في ازدهار يوماً بعد يوم؛ إذ إن معظم مزودي الطاقة في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، يقدمون تسعيرة "صديقة للبيئة" تسعى إلى دعم الطاقة المتجددة.
أي أن هناك توجهاً للتشجيع على أن تكون الطاقة التي ستستخدمها آتية من مصادر متجددة.
ومن أمثلة هذه المصادر طواحين الرياح، ومحطات الطاقة الكهرومائية، بدلاً من احتراق الوقود الأحفوري، الذي يسهم بقدر هائل في انبعاثات الغازات الدفيئة.
وعلى الرغم من أن الاشتراك في التعريفة صديقة البيئة قد لا يتناسب مع استهلاكك الكلي للطاقة، فإنه يساعد بالتأكيد في حل المشكلة.
كما أن كثيراً من مزودي الطاقة يقدمون أسعاراً تنافسية في الوقت الراهن، ومن المتوقع أن تزداد تنافسية هذه المصادر.
6- قضاء عطلات بأماكن قريبة: عليك تقليل عشقك للسباحة في المياه البعيدة
تقليص عدد سفرياتك الجوية قد يكون له أثر عجيب بما يريح ضميرك البيئي، وإجابة صعبة بالنسبة للبعض عن سؤال: كيف تصبح صديقاً للبيئة؟
إذ تعتمد الرحلات الجوية بشكل أساسي على الوقود الأحفوري، وتحرق كميات هائلة من الكربون، الذي يسبب أضراراً خطيرة بالبيئة.
على سبيل المثال، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Climate Change، كيف أن السياحة تتسبب فيما يقرب من 8% من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.
والسفر الجوي هو المُذنِب الرئيسي الذي يجعل رياضة السباحة الجميلة في المياه الدفيئة البعيدة سبباً في الإضرار بالبيئة.
ولا شك في أن التقليل من الرحلات الجوية، والسفر إلى أماكن أقرب، يمكن أن يُحدث فارقاً حقيقياً.
7- التقليل من تناول اللحوم ومنتجات الألبان
تناوُل الطعام وفقاً لنظام غذائي نباتي، ربما يكون "أفضل طريقة" لتقليل تأثيرك البيئي على الكوكب، حسب تقرير نُشر بمجلة Science في وقت سابق من هذا العام (2018).
فقد اكتشف باحثون في جامعة أكسفورد، أن استبعاد اللحوم ومنتجات الألبان من النظام الغذائي يمكن أن يقلل انبعاثات الكربون من الغذاء للفرد الواحد بنسبة 73%.
أما بالنسبة للذين لا يستطيعون التحول إلى نظام غذائي نباتي بالكامل، فيمكن القول إن مجرد التحول إلى نظام غذائي نباتي جزئي قد يُحدث فارقاً هائلاً.
وتُعد تربية الماشية مسؤولة عما يقرب من 20% من انبعاثات الغازات الدفيئة من إجمالي الأنشطة ذات الصلة بالإنسان، حسب وصف "جمعية النباتيين".
لذا قد يصبح نظامك الغذائي ملائماً لهدفك بأن تتعلم كيف تصبح صديقاً للبيئة إذا استبعدتَ تناول اللحوم منه يوماً او اثنين.
وعليك أن تفتش بقدر المستطاع عن منتج صديق للبيئة لكي تضعه على مائدتك، فلا تعني رغبتك في الاستمتاع بالطعام أن تشارك في تدمير العالم.