كانت كريستينا بيرسون في الرابعة عشرة من عمرها عندما بدأت في نتف شعرها وتمزيقه، مُخلِّفة بقعاً صلعاء في رأسها. عُرضت كريستينا على طبيب نفسيّ إثر هذا، ولكن في عام 1970، لم يكن هناك اسمٌ لاضطرابها ذلك، وبالتأكيد لم يكن هناك علاجٌ له. أصدر الطبيب شهادةً تقضي بإصابتها باضطرابٍ نفسي أدت لفصلها من مدرستها الثانوية.
في البداية، أحست بيرسون بالارتياح جراء ذلك. ففي المدرسة كانت تعيش حالةً من الهلع من أن شخصاً ما قد ينزع قبعتها ويكشف رأسها الذي يكاد يكون عارياً تماماً من الشعر، وهو الاحتمال الذي وجدته بيرسون "مخيفاً بما يكفي لدرجة أن يصبح حدوث أي أمر آخر أهون بالضرورة من ذلك".
في الأشهر التي تلت ذلك تحصنت بيرسون في المنزل، ظلت تنتف شعرها وتستغرق في الشعور بأنَّها "وحشاً". وفي نهاية المطاف قررت مغادرة المنزل بدافع الخوف، والبحث عن الراحة.
وتقول عن ذلك: "سافرتُ عبر المكسيك متطفلةً باستيقاف السيارات في سن الرابعة عشرة، وتناولت نبات البيوطّي الذي ينمو في الصحراء بكل الطرق. عشتُ حياةً متطرفة للغاية بحق".
في الخامسة عشرة من عمرها، بدأت في كشط بشرتها، حتى غُطّيَ جسدها بقروحٍ مفتوحة. وفي عمر العشرين، تحوّلت بيرسون لمدمنة على المخدرات والكحول.
هوس نتف الشعر اضطراب نفسي يستغرق سنوات من العلاج
في سن الثلاثين، أقلعت بيرسون عن الإدمان أخيراً، وبدأت عملاً مع أحد مع أصدقائها في مقاطعة سانتا كروز بولاية كاليفورنيا الأميركية. وفي عام 1989، تلقت مكالمةً هاتفية من والدتها، التي استمعت للتو إلى قصة عبر الراديو عن دراسة نُشِرَت في مجلة New England الطبية، أخبرتها فيها أنَّ "هناك اسماً علمياً لما اعتدتِ فعله بنفسك"، غير مدركة أنَّ بيرسون ما زالت تنتف شعرها. كانت الأخبار التي تشير إلى وجود اسم لحالتها مذهلةً، وسُمِّيَت حالتها بـ"هوس نتف الشعر".
بعد عقودٍ من الإحساس بالعار والعزلة، بدأت بيرسون تشعر بالأمل؛ إذ اتضح أنَّ هناك آخرين يتعايشون مع نفس الحالة المرضية. أسست بيرسون مجموعة دعم وظهرت عبر شبكة إخبارية في سياتل، حيث تحدثت عن حياتها وشاركت رقم هاتفها الخاص على الملأ كخط ساخن مخصص لحالات هوس نتف الشعر المرضي.
وفقط بمجرد وصولها إلى المنزل، كانت قد تلقت أكثر من 600 رسالة.
تقول بيرسون، التي قضت أسبوعاً في معاودة الاتصال بكل من هاتفَها، واحداً تلو الآخر: "كان الناس يبكون وينتحبون ويتوسلون طلباً للمساعدة. كان هذا هو أفضل علاج تلقيته على الإطلاق، إذ سمعت قصة حياتي كاملة، تخرج من أفواه أناسٍ آخرين".
ذات ليلة اتخذت بيرسون القرار بالابتعاد عن مجال عملها وتكريس حياتها لتحسين الوعي بهوس نتف الشعر. تقول: "كنتُ خائفةً بشدة. فأنا مدمنة على المخدرات، وأدير عملاً صغير الحجم، وفي حالة تعافي من إدماني، وانتهى تعليمي عند الصف الثامن، ورغم ذلك أريد الخروج وتغيير العالم ومعالجة اضطرابٍ مرضي غريب؟ كنتُ مرعوبةً من قراري هذا".
ومثله كشط البشرة وقضم الأظافر وحتى ابتلاع الشعر
ما إن تخطو داخل قاعة دراسية أو مقهى، إلا وهناك احتمال أن يتواجد شخصٌ واحد على الأقل يعاني سلوكاً تكرارياً يركز على الجسم (BFRB)، مثل اضطراب نتف الشعر أو كشط البشرة. يمارس الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب أنشطة هندمة ذاتية تكرارية، مثل كشط البشرة أو نتف الشعر أو قضم الأظافر. يمكن أن يسبب ذلك معاناةً نفسية، فضلاً عن إلحاق أضرار بالجسم، لكن الذين يمارسون تلك الأنشطة يعجزون عن الإقلاع عنها.
في أسوأ حالاتها، تعد تلك الأمراض مهددة للحياة. وهناك أقلية لا يُستهان بها من الأفراد المصابين بهوس نتف الشعر المرضي يبتلعون شعرهم. ومع مرور الوقت، يمكن أن يسد ذلك الأمعاء ويتطلب إزالةً جراحية. في حين يمكن أن يؤدي كشط الجلد إلى العدوى التي تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الحقن الوريدي أو ترقيع الجلد.
تبدأ هذه الاضطرابات مع المراهقة، ولكن فاتورتها النفسية أخطر من الجسدية
تتسبب هذه الأمراض في خسائر عاطفية واجتماعية كذلك. إذ غالباً ما تبدأ في أواخر الطفولة أو بدايات المراهقة، عندما يكون الأطفال في المدرسة وعرضة للتنمر. ووصف أحد المرضى الذي يبلغ أواخر العشرينيات من العمر الآن أنَّ المدرسة كانت "جحيماً مطلقاً"، لأنَّ رفاقه في الصف كانوا يعتبرونه دائماً "الطفل الغريب ذا الرموش الغائبة". وتذكرت امرأة أخرى، عمرها الآن 30 عاماً، مشهداً لزملائها في الفصل بينما يتقاذفون في ما بينهم الشعر المستعار الذي اختطفوه من على رأسها.
وغالباً ما يكون كشط البشرة ونتف الشعر مصدراً للنزاع بين الطفل والوالدين، مما قد يزيد من شعور الطفل بالعار والعزلة. وفي البالغين، يمكن أن تولد تلك الحالة خوفاً من الحميمية، وتفويت مقابلات العمل، وإهدار ساعاتٍ يومية على الكشط والنتف.
يحافظ المرضى على سرية الممارسة تحت المكياج والشعر المستعار
غالباً ما يُبقي الأفراد المتعايشون مع الحالة على سريتها، ويخفون آثارها الجسدية باستخدام مساحيق التجميل، والشعر المستعار، وطبقات الملابس. ونتيجةً لذلك، يُفاجأ كثيرون لمعرفة مدى شيوع هذه الاضطرابات.
إذ يقدر بعض الخبراء أنَّ 2-5٪ من الناس مصابون بهوس نتف الشعر، و5٪ تقريباً من الناس يعانون من اضطراب كشط الجلد، ويشار إليه أيضاً باسم داء الجلد أو اضطراب الكشط. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأرقام الدقيقة غير متوفرة لعدم وجود دراسة عالمية واسعة النطاق.
ولم يتم الاعتراف به كمرض حتى أواخر الثمانينيات
وعلى الرغم من ظهور هوس النتف في الأدبيات الطبية لأكثر من قرنٍ من الزمان، لكنَّ تضمينه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في الولايات المتحدة، وهو دليل التصنيف الرسمي الذي تنشره الجمعية الأميركية للطب النفسي، لم يحدث حتى عام1987، بعد 17 عاماً كاملاً من زيارة بيرسون الأولى لطبيبٍ نفسي، و"بعد ست سنوات من دخولي المدرسة الابتدائية والبدء في نتف شعر رأسي"، وفق ما قالت كاتبة المقال المنشور على The Guardian سارة تالوبس.
بعض الأطفال يشفون منه والآخرون يستمرون لعقود
توجهت والدة سارة إلى طبيب الأمراض الجلدية، الذي لم يقدم أي نصيحة. وكما تبين، كانت ابنتها جزءاً من مجموعة فرعية من الأطفال، بما في ذلك الأطفال في سن الحبو وحتى الرضّع، الذين تختفي أعراضهم ببساطة دون تلقيهم أي نوع من العلاج. بحلول نهاية العام الدراسي، توقفت عن نتف شعرها. لكن بالنسبة لمعظم الأفراد، تكون حالتهم المرضية مزمنة، وتدوم لسنوات، أو حتى عقود.
أُضيفَ اضطراب كشط الجلد إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في عام 2013. وقالت نانسي كيوثن، مديرة عيادة ووحدة أبحاث هوس النتف في مستشفى ماساتشوستس العام "شعرنا بالغبطة حين مُنِحَ ذلك الاضطراب اسماً".
هو ألمٌ يجلب لصاحبه الراحة والمتعة
يضفي وجود اسم رسمي للمرض الشرعية على تجارب الأشخاص، ويشجعهم على العلاج. وفي ظل غياب اسم للمرض، تقول نانسي إنَّ المرضى يميلون للتفكير كالتالي: "لا أعرف أي شخص آخر يعاني هذا المرض، لابد وأنِّي غريب حقاً".
الآن يُضمن كلا المرضين في الفصل المتعلق بالوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة. وبنظرة أولية، يتشارك اضطراب الوسواس القهري والسلوك التكراري المُركِّز على الجسم (BFRB) خصائص متشابهة، فكلاهما ينطوي على رغبات قوية تجاه ممارسة سلوكيات تكرارية بعينها.
ولكن لا علاج له حتى الآن
لكن على عكس بعض أنواع الوسواس، فإنَّ كشط البشرة ونتف الشعر أمران مريحان، بل وممتعان أيضاً. ويعد هذا التفريق بين الحالات المرضية هاماً، لأنَّ كلاً منها تصلح معها أنواع مختلفة من العلاجات السلوكية، ففي حين أنَّ العلاج الدوائي هو خيار العلاج الأول للوسواس القهري في الولايات المتحدة على سبيل المثال، لا يوجد حالياً علاج للسلوك التكراري المركز على الجسم معتمد بواسطة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
في واقع الأمر، وبالمقارنة مع الحالات النفسية المعروفة، تظل حالات السلوك التكراري المركز على الجسم غير خاضعة لبحوثٍ كافية بشكل ملحوظ. وتقول نانسي: "تاريخياً، لم يكن هناك تقريبا أي تمويل لهذه الاضطرابات". إذ عادةً ما يذهب التمويل إلى الحالات التي يُنظر إليها على أنَّها تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، أو تزيد من صعوبة أداء الوظائف في مكان العمل.
لم يركز عليها الباحثون لاعتبارها عادة سيئة من شخص كسول
وأوضحت: "على الرغم من أنَّ حالات السلوك التكراري المركز على الجسم يمكنها أن تسبب كلا الضررين، إلا أنَّها أُسيء فهمها باعتبارها عادات سيئة يعاني منها الكسالى".
يُخفِي هذا التمييز الدقيق بين الميل العادي لهندمة النفس (فمن منا لا ينتف شعرة أو يكشط جلداً زائداً عن بشرته من وقتٍ لآخر؟) وبين الحالات السريرية التي يستمر فيها السلوك، مما يتسبب في المعاناة النفسية أو حتى الاعتلال، إذ يشعر الشخص بعجزه التام عن الإقلاع عن هذا السلوك.
أسست كريستينا بيرسون مركز تعليم هوس النتف (أعيدت تسميته بعدها بمؤسسة مركز تعليم هوس النتف للسلوك التكراري المركَّز على الجسم) في عام 1991. وكان هدفها مساعدة الناس، وخاصةً الأطفال، على تجنب الخوف والسرية التي عاشت هي غمارها لفترةٍ طويلة. أرادت تقديم معلوماتٍ موثوقة من شأنها مساعدة الناس. لكن كانت هناك مشكلة واحدة فقط، أنَّ هذه المعلومات غير موجودة من الأساس.
بل لاموا الأمهات في إحدى المراحل
كانت هناك أيضاً وصمة قوية. يمكن إرجاع جزء منها على الأقل إلى الأدبيات الطبية في الخمسينيات والستينيات، التي كانت تميل إلى إلقاء اللوم على أولياء الأمور، وخاصةً الأمهات، لنتف الأبناء شعورهم.
إذ فحص أحد التقارير التي تعود لتلك الفترة 11 طفلاً مصاباً بهوس نتف الشعر. وخلص المؤلفون، الذين كانوا متخصصين في المعهد الوطني الأميركي للصحة العقلية، إلى أنَّ سلوك الأطفال ينبع من صراعٍ حاد "بين الطفل والأم، حبه الأصلي".
وكتب الباحثون أنَّ نتف الأطفال لشعورهم يُخلِّف لديهم "كمياتٍ كبيرة من النشوة التي تشبه النشوة الجنسية" وأنَّهم استخدموا عادة نتف الشعر بديلاً عن أمهاتهم غير المتواجدات عاطفياً.
أما بالنسبة للآباء، فكتبوا: "يمكن وصفهم في أفضل الأحوال بكونهم أفراداً عدوانيين سلبيين، معظمهم من النوع السلبي الذين يخضعون لسيطرة زوجاتهم باستمرار".
عندما أُخِذَت بيرسون للطبيب النفسي، سأل الطبيب النفسي والدتها: "ماذا تفعلين بـ[ابنتك]؟" أثار هذا السؤال بكاء والدتها. وقالت بيرسون: "لم يكن هذا جيداً، كان الأمر مخجلاً للغاية".
عندما حاولت بيرسون تأسيس مركز للتوعية سخر منها أطباء النفس
استمر هذا اللوم وإصدار الأحكام حتى بعد تشخيص نتف الشعر بشكلٍ رسمي، وإضافته إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. وعلى هذا بدأت بيرسون تأجير أكشاك في المؤتمرات الطبية للتوعية بالمرض.
في السنوات الأولى، كان علماء النفس يمرون بها ساخرين، ناتفين شعورهم. وحذرها أحد أطباء الجلد من أنَّ الأشخاص الذين يكشطون بشرتهم وينتفون شعرهم "غالباً ما يكونون ذهانيين".
أحد الأمور الأخرى التي ساهمت في خلق سوء الفهم هو أنَّ هوس النتف كان يعد اضطراباً نادراً للغاية. إذ لم تُنشَر أول دراسة عن شيوع المرض حتى عام 1991، عندما كانت معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الخاصة بهوس النتف أكثر صرامة مما هي عليه اليوم.
فهو مرض يمزج بين التوتر والإشباع والارتياح
فبالإضافة إلى وجود حاجة ملحة تدفعك لنتف الشعر مما يؤدي إلى فقدانه، تحتاج لاختبار مشاعر التوتر قبل نتف الشعر والشعور بمشاعر "الإشباع أو الارتياح" أثناء النتف كي تُعد مصاباً بهوس النتف.
في عام 1990، حضرت بيرسون واحدةً من أولى المحاضرات الاحترافية عن نتف الشعر، قدمها عالم النفس تشارلز مانسويتو. وفي هذا الحدث، التقت بعددٍ من الأطباء المهتمين بالمرض، ومن بينهم كارول نوفاك، وهي طبيبة نفسية من ولاية مينيسوتا الأميركية، كانت قد نشرت كتيباً عن هوس النتف.
تقول نوفاك، التي صارت في ما بعد المدير المؤسس للمجلس الاستشاري العلمي لمؤسسة المركز التعليمي لهوس النتف: "في تلك الأيام، لم يكن لدينا إنترنت. لم يسمع أحد عن كلمة هوس النتف".
وفي ذلك الوقت، حضر كلٌ من نوفاك ومانسويتو وريتشارد أوسوليفان، وهو طبيب نفسي يمارس مهنته حالياً في ولاية كونيتيكت، منتجعاً كانت بيرسون قد نظمته للأشخاص الذين يعانون من هوس النتف. تذكّرت نوفاك إعراب المشاركين عن مشاعر إحباطهم واستيائهم من مجال الصحة العقلية "لأنَّهم أُسيئت معاملتهم للغاية بواسطة أناسٍ مختصين".
بعد فترة وجيزة، وافق المزيد من المختصين على الانضمام إلى مجلس الإدارة وإجراء البحوث في هذا المجال.
حتى اليوم ما زالت الأسباب غير معروفة
لا تزال أسباب السلوكيات المتكررة التي تركز على الجسد غير مفهومة، على الرغم من أنَّ استجابات الأفراد للأدوية المختلفة قد توفر أدلةً على الأسس البيولوجية الخاصة بتلك السلوكيات.
وأدى إجراء تجربتين صغيرتين عشوائيتين محكمتين لاختبار تأثير مركب N-acetylcysteine، وهو حمض أميني يمكن شراؤه من محلات الأغذية الصحية، إلى انخفاضاتٍ ملحوظة في كلٍ من نتف الشعر وكشط الجلد في نصف المشاركين في التجارب تقريباً (على الرغم من إظهار بعض متلقي العلاج الوهمي تحسناً بانخفاض نتف الشعر بنسبة 16٪، وانخفاض كشط الجلد بنسبة 19٪).
إذ يؤثر المركب على الغلوتامات، وهو ناقل عصبي يشارك في مسارات الإثابة في الدماغ. وأظهرت دراسة صغيرة لتصوير الأعصاب أيضاً قصوراً في مسارات الإثابة لدى الأشخاص المصابين بهوس النتف، لكن لا تزال هناك حاجة إلى إجراء دراسات أكبر لتأكيد هذه النتائج.
دراسة جديدة تحاول فهم تفاعل الدماغ
تجدر الإشارة إلى أنَّ إحدى الدراسات الجارية حالياً هي مبادرة الطب الدقيق لدراسة السلوكيات التكرارية المركزة على الجسم، التي مُوّلت بواسطة الجهات المانحة من مركز تعليم هوس النتف.
تُجرى تلك الدراسات في معهد سيمل لعلم الأعصاب والسلوك البشري في كلٍّ من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس وجامعة شيكاغو للطب ومستشفى ماساتشوستس العام، وهو فرع تابع لكلية الطب بجامعة هارفارد. والهدف من تلك الدراسة هو إجراء الاختبارات على ما يصل إلى 300 مشارك باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك إجراء المقابلات والتصوير المقطعي وتحاليل الدم.
لاحظت نانسي كيوثن، في مستشفى ماساتشوستس العام، أنَّ الباحثين يميلون إلى دراسة السلوكيات التكرارية المركزة على الجسم في نطاقات محدودة، مثل إجراء دراسات صغيرة لتصوير الدماغ.
وفي حين يمكن لهذا النهج أن يكشف عن خللٍ مثيرٍ للاهتمام، إلا أنَّه لا يعد مفيداً من دون وجود شبكة أوسع من البيانات لإلقاء الضوء على الأسباب والآثار. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لوجود أحجام أكبر من العينات لضمان إمكانية تعميم نتائج الدراسة على عدد أكبر من الناس.
المعلومات السابقة تشير إلى أن المصابين به يستجيبون أكثر للصوت والملمس
ويذكر أنَّ دراستين نُشرتا في عام 2017 و2018 كانتا أول ما ذكر أنَّ الأفراد المصابين بالسلوكيات التكرارية المرتكزة على الجسد لديهم معدلات أعلى من الإفراط في الاستجابة الحسية للمشاعر الخارجية من عموم البشر. وبعبارة أخرى، يستجيب هؤلاء الأفراد بكثافة لأشياء مثل الأصوات والملمس.
هذه الظاهرة، التي يشار إليها أيضاً باسم قصور التكامل الحسي أو اضطراب المعالجة الحسية، وُصِفَت لأول مرة في السبعينيات بواسطة الأخصائية العلاجية جين أيرز. ومنذ ذلك الحين دُرِسَت الاستجابة المفرطة الحسية بشكلٍ متكرر بالاقتران مع التوحد، ومؤخراً بالاقتران مع الوسواس القهري.
وقد ينزعجون حتى من الملابس
وكشفت إحدى الدراسات عن أنَّ الأشخاص المصابين بهوس نتف الشعر أكثر عرضة مرتين للإصابة بدرجات تتنوع بين الحدة والتطرف من الاستجابة الحسية المفرطة للمس والصوت. ووصفت إحدى المشاركات معاناتها مع الملابس قائلة: "انزعاجي من اللمس يكمن في شعوري بالملابس. إذ دائماً ما تشعرني بالضيق المبالغ فيه وعدم الراحة بمجرد خروجي من المنزل. لهذا السبب، أخرج فقط عند الضرورة القصوى، كالذهاب إلى المدرسة أو العمل".
البعض رجح أن النتف يؤدي لتوازن حسي
في أوائل الألفية الجديدة، قدم عالم النفس فريد بنزل نموذج التنظيم التحفيزي لهوس نتف الشعر، استناداً إلى عمله مع المرضى. وكتب يقول: "يبدو أنَّ نتف الشعر قد يكون محاولة خارجية من قِبل فرد متأثر وراثياً لتنظيم حالة داخلية من عدم التوازن الحسي".
ووفقاً لهذا النموذج فإنَّ الشخص المصاب بسلوك تكراري مُركز على الجسم يتعرض لنفس مستويات التحفيز البيئي التي يتعرض لها غيره، لكنَّ نظامه العصبي غير قادر على إدارة هذا التحفيز بسهولة: "يبدو الأمر كما لو أنَّ هذا الشخص يقف في مركز أرجوحة، أو على سلكٍ عالٍ، مع وجود تحفيز مفرط على أحد الجوانب، وتحفيز ضئيل على الجانب الآخر، ويتوجب عليه الميل في أيٍّ من الاتجاهين بواسطة نتف شعره في أوقاتٍ مختلفة ليظل متوازناً".
فالنتف وكشط الجلد يخدمان غرضاً شعورياً بامتياز
وأكدت كارين بيكيت، وهي طبيبة تعمل في ولاية أوهايو: "نتف الشعر أو كشط البشرة يضيف أو ينقص من التحفيز. لم أجد بعد شخصاً لا ينطبق عليه هذا [النموذج] إلى حد ما". لكن، لماذا يعد هذا هاماً؟ لأنَّ كلاً من الكشط والنتف يخدمان غرضاً شعورياً. وهذا هو السبب في صعوبة الإقلاع عن هذه السلوكيات.
على جانبٍ آخر، وجدت عدة دراسات أنَّ بعض الأشخاص الذين يعانون من السلوكيات التكرارية المركزة على الجسم يواجهون صعوبةً في تنظيم مشاعرهم. ويشير تقريرٌ نُشِرَ في عام 2013 إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من السلوكيات التكرارية المركزة على الجسم بوصفهم مجموعة من البشر لديهم معدلات أعلى من غيرهم للإصابة بالحالات النفسية مثل الاكتئاب والقلق. وبالإضافة إلى ذلك، أفاد الكثيرون بأنَّ سلوكيات النتف والكشط تخفف شعورهم بالملل والتوتر والقلق والإحباط.
وأصوات الأشياء تصبح عذاباً في بعض الأوقات
في أحد أيام السبت في شهر أبريل/نيسان، حضرت سارة المؤتمر السنوي الخامس والعشرين للمركز التعليمي لهوس النتف المخصص للسلوكيات التكرارية المركزة على الجسد في سان فرانسيسكو. المؤتمر هو مجرد واحدٍ من الطرق التي يهدف المركز التعليمي لهوس النتف من خلالها لمساعدة الناس بشكلٍ مباشر. حضره حوالي 500 شخص، بما في ذلك الأفراد الذين يعانون من السلوكيات التكرارية المركزة على الجسد وعائلاتهم والأطباء والباحثين.
قالت إحدى النساء التي كانت تعاني من سماعها الأصوات عالية النبرة: "اعتدتُ رمي أخي بالكثير من الأشياء، وهو لم يكن يفعل شيئاً إلا اللعب بانتظام. كنتُ أرميه بالكتب لأنَّ الضوضاء التي يحدثها كانت أكثر من اللازم".
وبداية هذا السلوك عادة حدث سلبي أثناء المراهقة وهروب من مواجهة أمر "غير مريح"
قال العديد من المشاركين إنَّ سلوكياتهم التكرارية المركزة على الجسد بدأت خلال تعرضهم لنوبةٍ من المشاعر السلبية. بدأت أنيلا إدناني بنتف شعر حاجبيها ورموشها في فترة المراهقة، عقب انتقالها إلى مدينةٍ جديدة حيث شعرت وكأنَّها دخيلة عليها، وتعرضت للتنمر في المدرسة.
وبعد مرور عامين، توفي والد إدناني بسبب السرطان. تقول: "لم أكن أعرف كيف أتعامل مع هذا الأمر. كمجتمع، لا ننفتح في الحديث عن الأمور غير المريحة، لذا يتعين علينا إيجاد طرق للتعامل معها". أخفت إدناني حالتها المرضية أثناء تجاوزها فترة البلوغ. وقبل ثلاث سنوات، بدأت في مطالعة متخصصة نفسية ساعدتها في فهم بعض مشاعرها.
وقد تكون العلاقات العاطفية الفاشلة سبباً قوياً
أمَّا هالي أوسوليفان فبدأت في كشط بشرتها في سن العشرين، بعد عامٍ من تجربة جنسية صادمة. تقول هالي: "بدأ الأمر بساعتين قضيتهما أمام المرآة في إزالة الشعيرات الصغيرة، مثل شعر الإبطين أو العانة. شمل الأمر أيضاً كشط البثور من وجهي وأماكن أخرى في جسدي".
لعدة سنوات، قادت أوسوليفان مجموعة دعم في بوسطن، وتعمل على تدشين مجموعة دعم في مقاطعة نيو هامبشاير حيثُ تعيش. كانت حريصةً على الإشارة إلى أنَّه ليس كل من يعاني من السلوكيات المتكررة المركزة على الجسد سبق له وأن اختبر صدمةً نفسية.
ورغم ذلك، تؤكد أنَّ كشط الجلد في حالتها هو "طريقة جسدي في محاولة أن أقول: مهلاً، أنا لست بخير". كشط الجلد يخلق إحساساً إيجابياً لها على المدى القصير، لكن "من الواضح أنَّه لا يخلف شعوراً جيداً بعد ذلك، عندما تبدأ في تأمل الضرر الذي ألحقته بنفسك".
قد يشفى المرء من الاكتئاب ولكن تبقى هذه السلوكيات عالقة
زارت أوسوليفان العديد من المعالجين، وعولجت بنجاح من كرب ما بعد الصدمة والاكتئاب. لكنَّها أكدت أنها تشعر وكأنَّها عالقة مع تلك السلوكيات التكرارية المركزة على الجسد.
أجرت أوسوليفان الكثير من البحوث، ولكن ينقصها الوصول إلى طبيبٍ مختص. إذ ليس هناك ببساطة معالجون من ذوي الخبرة بشكلٍ كافٍ. وما أن تجد طبيباً حتى يتعين عليك اتخاذ موقعك في قائمة انتظار طويلة، أو ربما لا يغطي التأمين الصحي سوى عددٍ قليل من الجلسات.
المرض ليس متعارفاً عليه طبياً لأن المصابين به يفضلون العزلة وعدم التحدث
وهناك مارتا إيزيبور، وهي طالبة دراسات عليا من أسكتلندا، سعت لتلقي يد العون بشأن اضطراب كشط بشرتها في أواخر العشرينيات من عمرها. تقول إيزيبور إنَّ المملكة المتحدة تفتقر إلى العيادات المتخصصة والباحثين الخبراء في السلوكيات التكرارية المركزة على الجسم.
وبعد نشر دراسة عن اضطراب كشط البشرة أثناء دراستها، تجولت إيزيبور عبر المملكة المتحدة لتوزع ملصقات في المؤتمرات التي تقيمها الجمعية الطبية الملكية وجمعية علم النفس البريطانية وغيرها من المؤسسات. وقالت إنَّ معظم الحاضرين لم يسبق لهم حتى أن سمعوا بالسلوكيات التكرارية المركزة على الجسد. إذ لا تزال تلك السلوكيات تسبب العزلة لمصابيها.
في ضوء ذلك تقول أوسوليفان: "تصل إلى مكانٍ مثل هذا [المؤتمر]، وتجد نفسك أخيراً بين أناسٍ على قدر من التفهم. لكنَّك لا تزال عاجزاً عن الإفلات من حقيقة أنه بمجرد رحيلك من هنا، يعود الناس لجهلهم بما تعاني منه".
وحتى الآن أفضل علاج هو "تدريب عكس العادة"
في الوقت الحالي، اتضح أنَّ علاج السلوكيات التكرارية المركزة على الجسم الذي يُظهر أفضل النتائج هو نوعٌ من العلاج السلوكي الإدراكي يسمى تدريب عكس العادة، طُوِّرَ في السبعينيات كعلاج للتشنجات اللاإرادية.
يتعلم الشخص خلال هذا العلاج التعرف على السياق الذي يحتمل حدوث نتف الشعر او كشط الجلد فيه بنسبةٍ كبيرة.
ومع هذا الوعي، يمكن للناس حينئذٍ التخطيط لاستبدال سلوكهم هذا باستجابةٍ أخرى. على سبيل المثال، عندما يواجه المرء رغبةً ملحة في كشط الجلد قد يقوم بدلاً من ذلك بإقباض يده أو اللعب بلعبة مخصصة للتململ.
في بعض الدراسات، يحقق أكثر من نصف البالغين المصابين بهوس نتف الشعر تحسناً على المدى القصير. ومع ذلك، يجد البعض صعوبةً في الإبقاء على النتائج مع مرور الوقت.
ولكن علماء يطرحون ضرورة تعلم التحكم بهذه الرغبات وليس إعادة توجيهها
مؤخراً، أجرى عالم النفس عمر رحمن المقيم في ولاية فلوريدا دراسة واعدة عن التدريب على عكس العادة لدى الأطفال المصابين بهوس نتف الشعر. ويقول إنَّ الهدف من العلاج هو منح الدماغ فرصةً للتعود على وجود الرغبة، ما يعني أنَّه بمقدورك تجاهلها أو الاستجابة لها بسلوكٍ بديل.
على مر السنين، آمن رحمن أنَّه لا توجد طريقة حقيقية للتعامل مع هذا السلوك إذا لم تستطع تعلم التحكم في الرغبة، الأمر الذي قد يفسّر لِم لا يفلح التدريب على عكس العادة مع كل الناس، أو لماذا لا يستمر التحسن دوماً.
ولهذا السبب، سعى الباحثون والأطباء على نحوٍ متزايد إلى تعزيز التدريب على عكس العادة بوسائل أخرى تساعد الأشخاص في رغباتهم.
على سبيل المثال، يمكن للاستراتيجيات القائمة على التأمل مساعدة الشخص على ملاحظة المشاعر السلبية وتقبلها، حالها كحال الأحاسيس والحاجات الملحة، دون الحاجة إلى الاستجابة لها بنتف الشعر أو كشط الجلد.
في تمارين التأمل أمل بسيط للتحكم في محفزات السلوك
صادفت كريستينا بيرسون الاستراتيجيات القائمة على التأمل في أوائل التسعينيات بعد أن عجزت سلسلة من المعالجين والأدوية عن مساعدتها. بدأت على إثر ذلك في إيلاء اهتماماً لأحاسيسها، ومراقبة أفكارها ومشاعرها وحركات العضلات.
في هذا الوقت، كان المتخصص النفسي تشارلز مانسويتو يعالج مرضى مصابين بسلوكيات تكرارية مركزة على الجسد، مما ساعده على تطوير النموذج الشامل للعلاج السلوكي.
يُسلِّم هذا النموذج بأنَّ مجموعة متنوعة من المحفزات قد تدفع شخصاً ما للرغبة في نتف شعره أو كشط جلده، وتشمل هذه المحفزات أفكاراً ومشاعر وخبرات حسية وحركات معينة للجسم (مثل تمسيد الشعر) والبيئة. واليوم، مانسويتو وزملاؤه بصدد إجراء تجربة عشوائية محكمة لاختبار هذا النهج.
كانت بريدجيت بيريز وابنتها جيسي البالغة من العمر 19 عاماً تقودان جلسة إحدى المؤتمرات المخصصة للآباء والأطفال. كانوا يرتدون قمصاناً صممتها جيسي مكتوب على مقدمتها "ناجون من هوس النتف"، وكانت الغرفة مكتظة.
وقالت بريدجيت: "ربما نبدو وكأنَّنا نملك زمام الأمر الآن، لكنَّنا لم نكن كذلك دوماً".
دعم الأهل أساسي كخطوة أولى للعلاج
تذكرت بريدجيت صباح أحد الأيام عندما كانت جيسي في الرابعة عشرة من العمر، تجلس على المائدة لتناول وجبة الإفطار، فتقول: "كنتُ واقفةً بجانبها عندما صرخت: يا إلهي! لأنَّه كانت هناك بقعة صلعاء ضخمة في الجزء الخلفي من رأسها. على مدى السنوات التي تلت ذلك، تحوّلت جيسي من فتاة ذات شعرٍ طويل مجعد رائع إلى فتاة لديها بقعٌ صلعاء في رأسها، ثم لفتاة تجاهد لإخفاء تلك البقع الصلعاء، ثم لفتاة لديها خصلات شعر نحيلة معلقة فقط نوعاً ما. صرخت، وبكيت، وصحت عالياً. ورثيت فقدان شعرها".
ومثل العديد من الآباء، كان رد فعلها الأول هو رغبتها في إصلاح المشكلة، لذا بحثت عن معلوماتٍ عبر الإنترنت. وحضرتا مؤتمر المركز التعليمي لهوس النتف لأول مرة منذ عدة سنوات. وتوضح بريدجيت: "أدركتُ أنَّ الأمر لا يتعلق بالشعر، إنَّه يتعلق بالتواجد لأجل أطفالك ودعمهم ومنحهم المحبة، بغض النظر عن شكلهم".
أومأت جيسي موافقةً على أنَّ المؤتمر الأول كان مغيّراً للحياة. إذ كان العيش مع هوس النتف أمراً شاقاً. وحتى اليوم، لا تملك جيسي حاجبين وتبقي على شعرها قصيراً، لكنَّها تعتبر نفسها في مرحلة التعافي "لأن هوس النتف لا يسيطر على حياتي بعد الآن" كما تقول. وصحيحٌ أنَّ نتف الشعر يراودها بين حينٍ وآخر، لكنَّها لا تركز على الإقلاع.
وتقول جيسي: "بالنسبة لي، فإنَّ قص شعري وحلق رأسي وإدراك أنَّ مظهري لا يُعرِّفني كان…"، ثم أكملت والدتها وقالت: "كان حاسماً".
بعد المؤتمر الأول، شاركت جيسي قصتها عبر الشبكات الاجتماعية. ومنذ ذلك الحين، يتواصل معها أناسٌ من جميع أنحاء العالم لطرح الأسئلة وتقديم الدعم.
ومشاعر كثيرة وآلام أكثر على المحك
قياساً بكل الفوائد الجلية التي يقدمها مؤتمر المركز التعليمي لهوس النتف، يمكن أن يكون حضور المؤتمر تجربةً صعبة، خاصة بالنسبة لمرتادي المؤتمر للمرة الأولى. وصفت إحدى الأمهات مشاركتها الأولى بالتجربة الغامرة. إذ قالت: "بكيتُ كثيراً، تظن أنَّك ستأتي وتصلح المشكلة في الحال، ثم تدرك أنَّك متورطٌ فيها على المدى الطويل".
والأهم أنَّ هذا المدى الطويل غير واضح. وقد يشعر الآباء بالقلق بشأن مقدار الطاقة المالية والعاطفية التي سيستثمرونها في العلاج، أو ما إذا كانوا سيختارون تقبل الحالة ودعم أطفالهم بطرقٍ أخرى.
لكن الحديث عن الأمر وتجربة كل الوسائل المتاحة أمر يستحق التجربة
يمكن أن تحدث هذه التوترات لدى البالغين أيضاً. على سبيل المثال، يقول العديد من الأشخاص الذين يعانون من السلوكيات التكرارية المركزة على الجسم إنَّ الامتناع التام عن كشط الجلد أو نتف الشعر هو هدفٌ لا يساعد، من شأنه أن يضخم النقد الذاتي والإحباط.
ومع ذلك، تحدثت امرأة بشكلٍ إيجابي عن تجربتها مع مجموعة Hair Pullers Anonymous، وهي مجموعة دعم تعتمد نفس الأدبيات والأدوات الروحية التي تعتمدها مجموعة Alcoholics Anonymous لدعم مدمني الكحوليات.
قالت السيدة عن الأشهر الثلاثة التي مضت على انضمامها: "إنَّ نتف شعري قلَّ كثيراً بشكلٍ لن تصدقه". وتتمتع براعية يمكنها مهاتفتها إذا ما شعرت بالرغبة الملحة في نتف شعرها.
وتعمل أيضاً على الرعاية الذاتية، التي تعد جزءاً مهماً من رسالة مؤسسة المركز التعليمي لهوس النتف.
وتختتم السيدة كلماتها قائلةً: "ربما هذا هو سبب نجاحي؛ لأنَّني أجرب كل الوسائل المتاحة في رحلة العلاج".