7 طرق فعَّالة للتعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة

يعد الصمود الشخصي مزيجاً معقداً من العوامل الجينية والمزاجية والهرمونات والأمراض العقلية والجسدية، فضلاً عن أنظمة الدعم والتجارب السابقة. ويمكن للشخص الأكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الأزمات، أن يكون عرضة لاضطرابات ما بعد الصدمة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/24 الساعة 16:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/24 الساعة 16:53 بتوقيت غرينتش
Office worker businessman opening letter at his desk with expression of stress

يمكن أن يكون اضطراب ما بعد الصدمة ناجماً عن مجموعة من التجارب، كحادث سيارة، أو التعرض للاغتصاب، أو النجاة من هجوم عنيف. لكن، ما هي طرق تحديد أعراض هذا المرض النفسي؟ وما الذي يمكننا فعله حياله؟

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

يعد اضطراب ما بعد الصدمة اضطراباً مرتبطاً بالشعور بالقلق بعد التعرض لموقف صادم والتورط فيه أو مجرد مشاهدته. ويمكن لمجموعة كبيرة من الأحداث التسبب في مثل هذا الاضطراب، على غرار حادث سيارة أو ولادة مؤلمة أو فقدان شخص عزيز عليك في ظروف مأساوية. كما يمكن للتعرّض للاغتصاب أو الاعتداء أو النجاة من هجوم إرهابي أو حرب ما أن يتسبب في إصابة الشخص بهذا المرض النفسي، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

تقول رايتشل بويد، التابعة لمنظمة Mind الخيرية للصحة العقلية، إنه "في حال كنت تعاني من صدمة، فمن الطبيعي أن يكون لها تأثير على حياتك". وعلى الرغم من أنه من المستبعد أن يصاب الجميع باضطراب ما بعد الصدمة، فإن بويد ترى أنه في حال كُنتَ متأثراً لمدة طويلة من الزمن، وفي حال كانت لديك أعراض شديدة مثل القلق والكوابيس التي تستحضر بعض الأحداث التي مررت بها، فمن المرجح أنك مصاب باضطراب ما بعد الصدمة. ويعود السبب في ذلك إلى أن أعراض هذا المرض النفسي قد تحتاج لسنوات حتى تصبح ظاهرة للعيان.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

يمكن لاضطراب ما بعد الصدمة التسبب في رؤيتِك لذكريات خاطئة وكوابيس متكررة. ومن المرجح أن تشعر بأنك "يقظ بشكل مفرط" وغير قادر على إرخاء جسدك وعدم التنبه لما حولك، أو حتى النوم والاسترخاء. ويذهب بعض الأشخاص لتغيير مسارهم اليومي والمشي لمسافات طويلة لتجنب التفكير في الصدمة واجتناب المرور بالأماكن والأشخاص الذين يذكرونهم بالحدث الذي تسبب في معاناتهم.

كما يمكن لاضطراب ما بعد الصدمة أن يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الجسدية المرتبطة بالشعور بالقلق، مثل الخفقان والإسهال والصداع. ويعتبر الكحول، إلى جانب بعض أنواع الأدوية، محفزاً لهذا المرض النفسي، لكن محاولة التخلص من الصدمة نفسها قد تجعل التعامل معها أمراً شديد الصعوبة، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

عوامل الخطر

لا يمكن اعتبار اضطرابات ما بعد الصدمة دليلاً على الضعف، حيث إن أي شخص معرض للإصابة بهذا المرض النفسي.

وفي حال كنتَ عرضة للإيذاء والإهمال العاطفي والجسدي والجنسي في طفولتك، فسيرتفع خطر إصابتك بهذا الاضطراب، ذلك أن العلاقات الحيوية القائمة على الثقة لم تنشأ على نحو صحيح. ويمكن لهذا التأثير أن يتفاقم ويشمل علاقاتك المستقبلية.

يعد الصمود الشخصي مزيجاً معقداً من العوامل الجينية والمزاجية والهرمونات والأمراض العقلية والجسدية، فضلاً عن أنظمة الدعم والتجارب السابقة. ويمكن للشخص الأكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الأزمات، أن يكون عرضة لاضطرابات ما بعد الصدمة.

تعرّف على المخاطر وقُم بتشخيص الأعراض

إن الاعتناء بصحتك الجسدية والعقلية أمر إيجابي للغاية، لكن هذا الأمر قد يكون خارج نطاق سيطرتك في بعض الأحيان، وهو ما يحيل إلى ضرورة توفير مكان عملك لبرامج تدريبية متعلقة بالدعم وإدارة المخاطر.

وتعد إدارة المخاطر المتعلقة بالصدمات النفسية بمثابة نظام ثنائي تم تطويره من قبَل الجيش ويستخدم على نطاق واسع في أماكن العمل لعلاج الأفراد الذين يتعرضون لصدمات نفسية.

قد تكون مضارّ استخلاص المعلومات أكثر من نفعها

يمكن للأشخاص الذين يعانون من الأعراض الخفيفة لاضطراب ما بعد الصدمة التعافي في غضون أشهر دون علاج. وفي حال كانت الاستجابة الأولية للصدمة شديدة، يتوجب على الشخص المصاب أن يبادر بالعلاج في أسرع وقت ممكن، وإلا فإن العلاج سيتخذ منحى أكثر صعوبة، حسب الصحيفة البريطانية.

ويجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية مد يد العون، وتقديم الدعم الفعلي لكل شخص يعاني من الصدمات، مع مراعاة التعاطف مع حالته. لكن، لا يعني ذلك أنه يجدر بنا الحديث عن الحدث المسبب للصدمة والتركيز عليه، حيث سيسبب ذلك ضرراً كبيراً.

العلاج الموصي به

يعتمد العلاج الموصى به على نوع الصدمة التي تعرض لها الشخص وكيفية تأثيرها على نمط حياة الشخص المصاب، وهو ما يدفع بويد للاعتقاد أنه لا وجود لمنهج عام يناسب الجميع. لكن العلاجات الموصى بها تشمل العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمة نفسها، فضلاً عن التخفيف من حساسية حركة العين وإعادة عملية علاج الصدمة.

ويمكن استخدام الدواء بالتزامن مع العلاجات الأخرى، في حين يرى بعض الناس أن التمارين الذهنية والجسدية والعلاجات القائمة على الفنون مفيدة للغاية. وفي حال لزم الأمر، يتعين على طبيبك العام إحالتك على طبيب متخصص.

مناهج أخرى بديلة

يعتبر العلاج السلوكي الجدلي، الذي طورته عالمة النفس الأمريكية Marsha Linehan، شكلاً معدلاً من العلاج المعرفي السلوكي. وفي حين يركز العلاج السلوكي المعرفي على المساعدة على تغيير التفكير والسلوكيات غير المفيدة، يعمل العلاج السلوكي الجدلي على التشجيع على قبول المصاب لهويته، والتركيز على العلاقة بينه وبين الشخص الذي يضطلع بعلاجه.

ويتمثل الهدف من هذا العلاج المعدل في مساعدة المصاب بالصدمة على القيام بتنظيم ذاتي عاطفي، وهو ما يعني أن بإمكانه الاحتفاظ باستجابته العاطفية ضمن نطاق سيطرته.


واقرأ أيضاً..

الشيزوفرينيا تؤثر على جسمك أيضاً وليس دماغك فقط.. دراسة جديدة تفسر ذلك

لماذا لا يستطيع البعض التوقف عن الكذب؟ إليك الأسباب النفسية وراء ذلك

علامات:
تحميل المزيد