بحسب دكتور البرامج التلفزيونية، رانغان شاترجي، فإن الناس إذا كانوا مستعدين لتناول نوع واحد فقط من الخضار، فيجب أن يكون هو البروكلي أو الزهرة "القرنبيط الأخضر". ويرى شاترجي، الذي شارك في برنامج "طبيب في المنزل" على قناة "بي بي سي" البريطانية أن هذه الفئة من الخضار، رغم قلة تقدير الناس لها، تعزز بكتيريا الأمعاء لدى الإنسان، وهو ما يساعد على تقوية نظامه المناعي وتحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل عام
وتشير بحوث أجريت سابقاً إلى أن البكتيريا النافعة في الأمعاء تؤدي لاكتساب الإنسان لوزن ملائم، وتبعده عن مخاطر المعاناة من اضطرابات الصحة العقلية. وفي إطار اتصال أجرته معه صحيفة dailymail البريطانية، فسر الدكتور شاترجي السبب الذي يجعل البروكلي صحياً جداً ومهماً لصحة الأمعاء، بناء على المعلومات التي قدمها مؤخراً ضمن مؤتمر طبي حول صحة الأمعاء، معتبراً أن 70 بالمائة من الناس تبدأ مناعتهم من القناة الهضمية.
وقد أصبح القرنبيط (الزهرة) نباتاً شائعاً في العديد من الحدائق وعلى العديد من الأطباق. لكن ليس كل البروكلي متشابهاً. هناك بعض الأنواع المهجنة في السوق التي يمكن أن تحد من فائدة القرنبيط النامية بشكل واضح، حسب صحيفة independent البريطانية.
البروكلي قد ينقذ حياتك
يعتبر البروكلي من الأغذية التي يمكن أن تقي الإنسان من عديد الأمراض المميتة حسب شاترجي الذي ألف مؤخراً كتاب "خطة الأعمدة الأربعة"،
، وإليكم مجموعة من الأسباب:
أثناء مروره في الأمعاء الدقيقة، يساعد البروكلي على تعزيز توازن الجهاز المناعي. بعد ذلك، تمر الألياف الموجودة في البروكلي، التي لا يمكن هضمها، إلى القولون، الذي يمثل آخر جزء من الأمعاء حيث يتكاثر أكبر قدر من الكائنات المعوية، التي تبدأ في التغذي على هذه الألياف وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة.
ويعد هذا النوع من الأحماض الدهنية مهماً جداً لصحة القولون. ولهذا السبب، يرى الدكتور شاترجي أن الخضراوات مهمة من هذه الناحية، خاصة عند فحص تأثيرها على كامل الجهاز المناعي، وهو أمر مذهل، بحسب تعبيره.
ما هي أهمية بكتيريا الأمعاء؟
هناك مليارات من الكائنات الدقيقة التي تعيش داخل أجسامنا، ومنها أيضاً الفيروسات والفطريات. ويتم حالياً التوصل للمزيد من الاكتشافات العلمية والأدلة على أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الحالة الصحية وتأثير هذه الكائنات المعوية، الذي لا يؤثر على وظائفنا الهضمية فحسب، بل على مزاجنا ووظائف الدماغ أيضاً.
ويمكن أن تؤدي بكتيريا الأمعاء إلى ظهور مشكلة الوزن الزائد وآلام المفاصل. وفي الوقت الحاضر، تتوالى الأدلة حول أهمية الحالة الصحية لأمعائنا، إذ أن أسلوب الحياة العصرية والنظام الغذائي الحالي يلوث أمعاءنا ويضر بها.
"صحة الأمعاء" ماذا يعني ذلك؟
وخلال الفترة الأخيرة، انتشرت عبارة "صحة الأمعاء" بشكل كبير، لما لهذه المسألة من تأثيرات جانبية. ولذلك، قال الدكتور شاترجي: "لقد لاحظت من خلال ممارستي لمهنة الطب أن أعداداً متزايدة من الناس باتوا مستعدين لمناقشة هذه الأمور. إنهم يأتون إلى عيادتي بعد قراءتهم لإحدى المقالات التي تتحدث عن صحة الأمعاء، ويطلبون التحدث معي عن صحة أمعائهم، إذ أنهم لا يشعرون بأنهم على ما يرام".
نتيجة لذلك، يؤكد الطبيب على أن البكتيريا الموجودة في أمعاء الإنسان لها نفس أهمية الدماغ، وهو أمر قد يعتبره البعض مبالغة، ولكنه حقيقي. وقد قال شاترجي: "عندما نتحدث عن الطعام، فنحن غالباً ما نتحدث عن الدهنيات والكربوهيدرات، وأيهما أكثر سوءاً، في حال كان لا بد من إلقاء اللوم على أحدهما".
وأضاف الطبيب إن "الطعام الذي تتناوله له تأثير كبير على هذه الكائنات المعوية، التي تتحدث بشكل مباشر مع جهازك المناعي. إن حوالي 70 بالمائة من أنشطة جهازك المناعي تحدث في أمعائك. ويحدث التفاعل هنا بين ثلاثة أطراف، وهي الاختيارات الغذائية للإنسان، والبكتيريا المعوية والجهاز المناعي. فكم من الناس سمعوا عبارة الالتهاب؟ والأسباب الكامنة وراء هذا المشكل المزمن؟ إن جزءاً كبيراً من هذه الالتهابات يحدث بسبب الأمعاء".
صحة الأمعاء تفيد في مقاومة الالتهابات
من هذا المنطلق، أوضح شاترجي أن "هذه الالتهابات مصدرها الجهاز المناعي. وأنا أشير إلى هذا الأمر لأؤكد على أهمية صحة الأمعاء، إذ أن هذه الكائنات المعوية تتفاعل بشكل مباشر مع الجهاز المناعي وتوجه له الرسائل. وفي الحقيقة، تحدد هذه الرسائل الطريقة التي يعبر بها جسمك عن نفسه، إن كان ذلك في شكل التهابات في أنحاء الجسم، أو أنه سيحافظ على قدرته على مقاومة الالتهابات. لذلك، يمكن أن تؤثر صحة الأمعاء على جوانب عدة في جسم الإنسان، وهي تمثل نقطة محورية في مختلف التفاعلات داخل الجسم".
وتعد بعض الالتهابات مفيدة لأن احمرار مكان إلتواء كاحل القدم على سبيل المثال وانتفاخه وارتفاع حرارته هي كلها أعراض تشجع إنتاج مضادات الالتهابات التي تأتي لمعالجة المنطقة المصابة، وسيؤدي ذلك لتجاوز الالتواء، لكن على الجانب الآخر تعد الالتهابات المزمنة خطيرة وتسبب أمراضاً مثل السكري النوع الثاني.
كما أن هناك نظام اتصال داخل أجسامنا بين الأمعاء والدماغ، والعديد من قنوات الاتصال بين الجانبين التي لا أعتقد أننا اكتشفناها كلها إلى حد الآن، حيث لا تزال الأبحاث العلمية جارية، وهنالك اكتشافات جديدة في كل مرة.
هل يعد البروكلي مفيداً للقلب؟
يساعد تناول الخضراوات الخضراء على تمتع الإنسان بصحة جيدة على مستوى القلب، وذلك بحسب أبحاث تم نشرها في أكتوبر/تشرين الأول سنة 2017. ويعود ذلك إلى أن "فيتامين ك" الموجود في البروكلي يساعد في الحفاظ على حجم البطين الأيسر في القلب، وهو المسؤول على ضخ الدم المحمل بالأكسجين نحو بقية أعضاء الجسم.
وبحسب الأبحاث، يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى تضخّم البطين الأيسر. كما أظهرت دراسات سابقة أن القلب المتضخم لا يضخ الدم بشكل فعال، وهو ما قد يؤدي للإصابة بنوبات قلبية. وكلما زاد استهلاك الإنسان للفيتامين ك، انخفضت احتمالات إصابته بتضخم القلب وبقية المشاكل المنجرة عن ذلك.
كما أعلن باحثون آخرون في المجال ذاته عن توصلهم لنتائج جديدة توضح أهمية استهلاك فيتامين ك في تطوّر عمل جهاز القلب والأوعية الدموية. وأعلن هؤلاء الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تشجع على تقديم جرعات محددة من فيتامين ك للأطفال في سن معينة، من أجل تعزيز نمو وظائف القلب والأوعية الدموية، وبالتالي، تقليل احتمالات الإصابة بمشاكل القلب مع تقدمهم في السن.
ما هي أفضل طريقة صحية لطبخ البروكلي؟
يمكن تقطيع البروكلي إلى شرائح بطول 2 مليمتر ثم تركها جانباً لمدة 90 دقيقة. بعد ذلك، يتم طهو هذه الشرائح بشكل خفيف في كمية صغيرة من الزيت الساخن، وهي تقنية تزيد من وجود مادة السلفورافين إلى قرابة ثلاثة أضعاف. وهي مادة تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم، وتحتوي أيضاً على خواص مقاومة للأورام السرطانية.
ويعتقد الباحثون في جامعة زيجيانغ في الصين أن الانتظار لبعض الوقت قبل طبخ البروكلي المقطع، يسمح لمادة السلفورافين بالتشكل. ويقدر الباحثون أن الانتظار لنصف ساعة قبل طبخه يعتبر مدة ملائمة. كما يشددون على أهمية تقطيع البروكلي، بما أن مادة السلفورافين لا يمكن امتصاصها إلا إذا تعرضت الخضر للتلف.
حملة لتشجيع استهلاك البروكلي في إسبانيا
+ بروكلي هي حملة وصلت إلى أكثر من 10 ملايين مستهلك في العام الماضي من خلال عروض ترويجية عبر الإنترنت واستخدام سفراء العلامات التجارية.
قدمت جمعية + بروكلي ، التي تضم أكبر منتجي البروكلي في إسبانيا، نتائج حملتها الأخيرة في اجتماع الجمعية العمومية السنوي في توري باتشيكو، مورسيا هذا الأسبوع.
وأشاد الرئيس لويس خيمينيز مويا "بالجهد الضخم" المبذول لتشجيع استهلاك البروكلي، الذي تعد إسبانيا المنتج الأوروبي الأول فيه.
وقال خيمينيز: "لقد قدمنا هذه الحملة إلى الأمام هذا العام بطريقة إيجابية للغاية ووضعنا البروكلي على طاولات المزيد والمزيد من الناس".
لتسليط الضوء على الفوائد الصحية للقرنبيط تحت الشعار #meunoalverde (أنا انضم إلى الأخضر) ، بالإضافة إلى القيام بجهود في أكثر من 10،000 من محلات السوبر ماركت ومحلات البقالة في جميع أنحاء إسبانيا، تم توظيف أكثر من 100 شخص لتعزيز استهلاك البروكلي.
كما تضمنت الحملة تصرفات تستهدف الأطفال تحديداً، مثل منحهم الفرصة للفوز بلعبة "Brocolín" المحببة.
تستهلك إسبانيا حوالي 66،000 طن من البروكلي سنوياً، مع استهلاك الفرد عند 1.5 كجم تقريباً.