على أنغام الشيلات السعودية الشعبية، وبحضور السفير السعودي لدى قرغيزستان وبعض مسؤولي الحكومة القرغيزية، افتتح رجل الأعمال السعودي صالح بن محمد البليهد، الشهير بأبي يزيد، أول مطعم سعودي وعربي في آسيا الوسطى.
يقول أبو يزيد المنحدر من مدينة بريدة التابعة لمنطقة القصيم السعودية في حوار خاص مع "عربي بوست"، إن التكلفة التقريبية لافتتاح المطعم الذي حمل اسم "مطبخ البيت السعودي"، بلغت حوالي 1.5 مليون ريال سعودي (400 ألف دولار).
ويقدم المطعم الكثير من أصناف الأطعمة العربية والغربية والقرغيزية المحلية، ولكن ستجد لديه أكثر ما يميز السعودية من أطعمة كالكبسات بأنواعها، والخروف المشوي على الفحم والمندي المشوي، والمندي المضغوط، والمطازيز، والجريش والمرقوق والسليق والقرصان، فضلاً عن تقديم الخبز العربي الشهي.
ويتسع المطعم الذي صمم على الطريقة العربية لأكثر من 200 شخص، ويحتوي على عدة صالات، بينها الصالات المصممة على الطريقة القرغيزية المحلية، وأخرى مصممة على الطريقة العربية كالجلسات الخارجية، وبيت الشعر العربي الفخم الذي تزيّنه بعض الأدوات التراثية السعودية من منقل فحم ودلال للقهوة العربية.
هذا فضلاً عن تزيين أحد الجدران الرئيسية بعبارة "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووجود صقر في جناح التراث السعودي بالمطعم، الذي يعتبر أحد المشاريع التابعة لمجموعة واحة الطيور لتنظيم الرحلات السياحية ورحلات الصيد لمالكها البلهيد.
كما يضم المطعم الذي تبدو الفخامة والترف في جميع أركانه، حديقة ضخمة زرع فيها عشرات الأشجار ومئات الأزهار الجميلة الملونة، أينما تلفّت بداخله ستشاهد ما يذكرك بالعرب، وربما السعودية، من التحف الزرقاء والديكورات الملونة، إلى معلم بئر المياه الموجود داخل الحديقة والجدارية الضخمة التي رسم عليها قطيع من الإبل، فضلاً عن خابية تخزين التمور التي تم بناؤها في إحدى زوايا المطعم، والتي أعدت بطريقة تمكن من استخراج دبس التمر منها كما يجري العمل في السعودية.
كيف بدأت فكرة المشروع في قرغيزستان.. ولماذا كان مطعماً؟
حول اختياره قرغيزستان للاستثمار فيها، وتفضيله مجال المطاعم دون غيره، يقول أبو زيد لـ"عربي بوست"، أنا مقيم في السعودية، وزرت قيرغيزستان قبل 3 سنوات لاستكشافها ودراسة مدى ملاءمتها للاستثمار السياحي.
وبالفعل وجدت البيئة خصبة وملائمة لعملي واستثماراتي، فافتتحت في البداية فرعاً لواحة الطيور، وهي شركة لتنظيم رحلات القنص والرحلات السياحية إلى دول آسيا الوسطى وجنوب إفريقيا بشكلٍ رئيسي، وكان الفرع في العاصمة القيريزية، وعملت من خلاله على استقبال العائلات والأفراد العرب وتنظيم الرحلات السياحية لهم.
وأثناء ذلك، لاحظت عدم وجود مطاعم عربية أو سعودية في الدولة، رغم أن المطاعم تعتبر من أهم عوامل الجذب السياحي، لاسيما للسياح العرب، بالإضافة إلى كونها تمثل واجهة ثقافية تقدم نموذجاً من بعض عاداتنا وتقاليدنا للمجتمع القيريزي وتعريفهم بالعرب وثقافاتهم ونقل طريقة الطبخ السعودي والأكلات الشعبية لهم، فكانت الفكرة بافتتاح المطعم وجعل جزء منه على الطريقة السعودية التراثية أو بمثابة جناح للتراث السعودي.
وعن العاملين في المطعم، أوضح أبو يزيد أنه راعى التنوع في العمالة بمطعمه، فمسؤولو الطبخ "الشيف" بينهم اثنان سعوديان وآخران من المغرب العربي و٣ من المملكة الأردنية، والبقية من قرغيزيا وروسيا وكازاخستان.
وأشار أبو يزيد إلى أن الدولة ما زالت حديثة في السياحة وليست معروفة لدى الأغلبية، ومع ذلك تجاوز عدد السياح في عام 2017 الـ 8 آلاف سائح، متوقعاً أن يزداد عدد السياح العرب بشكلٍ كبير.
وأضاف "الدولة مسلمة، وشعبها طيب جداً وكريم، والأمن مستتب إلى درجة كبيرة في أرجائها، وهو ما جعله يتوقع مستقبلاً مشرقاً لها في عدة مجالات أبرزها الاستثمار والسياحة، فالطبيعة والمجتمع يساعدان على ذلك.
الافتتاح جاء تحضيراً لشهر رمضان
يقول أبو يزيد لـ "عربي بوست"، كان هدفي من افتتاح المطعم في هذا التوقيت، هو الاستعداد لشهر رمضان المبارك، لتقديم وجبات الإفطار العربي بسعر التكلفة فقط، فهناك عشرات العائلات العربية التي سترغب في تناول الطعام العربي في شهر رمضان من إفطار وسحور.
وأضاف "أتممنا استعداداتنا على أكمل وجه لاستقبال السياح العرب وأبناء البلد أيضاً، الذين التمست شوقاً كبيراً لديهم للتعرف على الثقافة العربية والسعودية وتذوق طعامنا، فكما تعلمون الطعام ثقافة شعب ويعكس الكثير من نمط حياته وأسلوب معيشته".
وشهد حفل الافتتاح يوم 8 مايو/ آيار، حضور السفير السعودي في الجمهورية عبدالرحمن بن سعيد الجمعة، وعدد من مسؤولي الحكومة القرغيزية وبعض سفراء الدول الأجنبية.
وتخلل حفل الافتتاح بعض الرقصات الشعبية السعودية بالسيوف على أنغام الشيلات، فضلاً عن رقص بعض الفتيات القرغيزيات الصغيرات على موسيقى الشيلات بشكلٍ لطيف ومبهج.
معلومات عن قرغيزستان
قرغيزستان هي ثاني أصغر دول آسيا الوسطى الخمس، وتبلغ مساحتها حوالي 190 ألف كيلومتر مربع، ويحدها من الشرق الصين، ومن الغرب أوزبكستان، ومن الشمال كزاخستان، ومن الجنوب الصين وطاجيكستان.
ويبلغ عدد سكانها أكثر من 6 ملايين نسمة وفق إحصاء 2016، 80% منهم مسلمون، و20% مسيحيون وديانات أخرى.
وتعتبر اللغة القرغيزية هي اللغة الرسمية في البلاد، وتعتبر الروسية اللغة الرسمية الثانية التي تستخدم في الشؤون التجارية والدراسات العليا.
لمشاهدة حفل أفتتاح اول مطعم سعودي في آسيا الوسطى بالكامل على الرابطhttps://t.co/SSmtpzXOqv pic.twitter.com/9HpIV4zz8e
— واحة الطيور للصيد (@oasisbird2015) May 16, 2018