طائرة سافرت من لندن إلى نيويورك في 3 ساعات.. فلماذا تستغرق رحلات الطيران كل هذا الوقت؟

بعض الرحلات الجوية أصبحت تستغرق وقتاً أطول من الماضي، فمثلاً رحلة بين مدينة نيويورك وتكساس تستغرق 4 ساعات، بعد أن كانت تستغرق ساعتين ونصف الساعة عام 1973.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/23 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/06 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش

رغم التطور التكنولوجي الكبير الذي نعيشه حالياً، إلا أن رحلة طيران بين القاهرة ودبي قد تستغرق ما يزيد عن 3 ساعات ونصف، رغم أنها من المفترض أن تصبح أقل من ذي قبل مع كل التقدم التكنولوجي الذي نشهده.

حتى أن بعض الرحلات الجوية أصبحت تستغرق وقتاً أطول من الماضي، فمثلاً رحلة بين مدينة نيويورك إلى الولايتين الأميركيتين هيوستن وتكساس تستغرق 4 ساعات، بعد أن كانت تستغرق ساعتين ونصف الساعة عام 1973، وبين لندن إلى أدنبرة (عاصمة إسكتلندا) زادت 10 دقائق عما كان في منتصف التسعينيات، كما زاد وقت الرحلة في إسبانيا من مدريد إلى برشلونة 20 دقيقة.

لماذا تستغرق رحلات الطيران وقتاً أطول؟

ارتفاع سعر الوقود من 0.70 دولار لكل غالون إلى 3 دولارات، جعل شركات الطيران تفكر في خطط لتوفير ملايين الدولارات كل عام، وذلك عبر السير ببطء، لأنها بذلك تستخدم كمية أقل من الوقود، وإن وصلت إلى وجهتها متأخرة بعض الشيء، بحسب موقع Business Insider الأميركي.

فقد وفرت الخطوط الأميركية JetBlue نحو 13.6 مليون دولار سنوياً، بإضافة دقيقتين على زمن كل رحلة، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس نشرته عام 2008، ونقلته صحيفة The Telegraph البريطانية عام 2017.

توفير تكاليف الوقود يعود بأمر جيد على الركاب وإن كان يوصلهم متأخراً إلى وجهتهم، إلا أنه يقلل من مصاريف طاقم الطائرة، ويضمن حمولة أكبر للركاب، وتوفير خدمات أكبر على متن الطائرة.

السبب الآخر لطول مدة رحلة الطيران يعرف باسم Schedule Padding أو "ملء الجدول الزمني"، إذ تحاول شركات الطيران زيادة عدد الرحلات التي تهبط في موعدها المحدد بقدر الإمكان، وبالتالي تعطي لنفسها مساحة من المرونة بزيادة وقت إضافي لموعد وصول الرحلات.

كما أن الازدحام في المطارات خاصةً الصغيرة عامل آخر في هذا الأمر، إذ تستغرق الطائرات وقتاً أطول للإقلاع بعد مغادرة البوابة، وهو الوقت الذي يتم إضافته لجدول المواعيد، كما أن ذلك يجعل بعض الطائرات تحوم لدقائق فوق المطار حتى تتوفر لها مساحة في المدرج لتهبط مكان الأخرى التي تُقلع.

ما هي سرعة الطائرات؟

هل هناك حد أقصى لسرعة طائرات الركاب، وهل يتأثر ذلك بارتفاع الطائرة؟ هذا هو السؤال الذي أجاب عنه مجموعة خبراء بمجال الطائرات لصحيفة Daily Mail البريطانية.

إذ أكد رئيس قسم السياسات في الجمعية الملكية للملاحة الجوية، سيمون واللي، أن تحديد سرعة الطائرة يعتمد على مستوى ارتفاعها، فيما يبلغ أقصى حد ممكن للسرعة 250 عقدة أي 463 كيلومتراً على ارتفاع 10 آلاف قدم (3048 متراً).

لكن في الطبيعي، تحلق معظم الرحلات الجوية التجارية على ارتفاع 38 ألف قدم (11582.4 متر) حيث لا يوجد حدّ أقصى للسرعة، لذا يختار ربان الطائرة أقصى سرعة آمنة في هذه المنطقة، ويتبع هذا طراز الطائرة.

وتبلغ أقصى سرعة ممكنة لطائرة من طراز Boeing 747 هي 575 ميلاً (925 كيلومتراً) في الساعة على ارتفاع 35 ألف قدم (10668 متراً)، ويتابع هذه السرعة في المجال الجوي مراقبو الحركة الجوية وشركات الطيران.

أما بالنسبة لسرعة الإقلاع وسرعة الهبوط التي تطابقها أو تقل عنها بقليل، فإن المتوسط يكون بين  130-160 عقدة، أو نحو 150 إلى 200 ميل في الساعة (241.402: 321.869 كيلومتر في الساعة)، ويتبع ذلك طراز الطائرة وحجمها وحجم الحمولة.

أما بالنسبة لأسرع طائرات الركاب الحالية، فتأتي في المقدمة طائرة طراز  Boeing 747-8i، والتي تستخدمها شركات طيران Lufthansa، وKorean Air ، وAir China.

تليها طائرة Boeing 747-400، ثم طائرة Boeing 787 and Airbus A380، ثم طراز Boeing 777، بحسب إحصاء نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية في يونيو/حزيران 2017.

لماذا توقفت Concorde.. طائرة الركاب الأسرع؟

 

حازت طائرة "كونكورد" -تعني التناغم والاتحاد- بسمعة الطائرة الأسرع منذ إطلاقها عام 1976، إذ حلقت لأكثر من ربع قرن بسرعة ساوت، وفاقت سرعة الصوت في بعض الأحيان، إذ كانت تقطع رحلات عابرة للقارات في مدد قصيرة، بسرعة وصلت إلى 2193 ميلاً (3529 كيلومتراً) في الساعة على ارتفاع 80 ألف قدم (24.384 متر).

فقد كانت تقطع المسافة بين العاصمة البريطانية لندن ومدينة نيويورك الأميركية في 3 ساعات وربع، رغم أن هذه المسافة بالطائرات العادية تأخذ وقتًا بين 7 ساعات: 12 ساعة، لكن تكلفة التذكرة في اتجاه واحد بحسب موقع Forbes الأميركي كانت تبلغ نحو 2500 دولار، أي 5000 دولار لرحلة ذهاب وعودة، وهي التذاكر التي تبدأ حاليًا بـ300 دولار.

هذا المشروع البريطاني الفرنسي المشترك، لم يستمر طويلاً، وذلك بسبب ارتفاع تكاليفها وتراجع الطلب عليها مع ظهور بعض المشاكل التقنية، إذ واجه المصممون مشكلات تتعلق بضوضاء الأصوات الناجمة عن سرعتها، واستهلاكها لكميات كبيرة من الوقود، وظهور بعض المشاكل المتعلقة بتصميم الشكل الخارجي والحجم بالنسبة لطائرة تطير بسرعة الصوت.

غير أن الخطوط أوقفت رحلاتها للأبد عام 2003، بعد تحطم إحدى طائراتها التابعة للخطوط الجوية الفرنسية والتي كانت متجهة إلى نيويورك بعد إقلاعها من مطار شارل ديغول الفرنسي يوم 25 يوليو/تموز 2003، ما أسفر عن موت كل الركاب وطاقم العمل، والبالغ عددهم 109 أشخاص.

علامات:
تحميل المزيد