في سن الثالثة والعشرين، انطلقت تايلور ديمونبرون في مهمة لتصبح أصغر وأسرع شخص يزور كل الدول ذات السيادة في العالم، والبالغ عددها 195 دولة.
وفقاً لموقع Business Insider الأميركي، تخرجت ديمونبرون في جامعة فاندربيلت في مايو/أيار 2017، وحصلت على شهادة في الاقتصاد والسياسة العامة. ومع ذلك، بعد أن قضت فصلاً دراسياً بالخارج، تقول إنها أدركت أنها لم تعد لديها الرغبة في أن تصبح مصرفية استثمارية، كما كانت ترغب في الأساس.
وبدلاً من أن تقضي فصلها الدراسي الأخير بنفس الطريقة النموذجية للطلاب في صف التخرج، استغلت ديمونبرون كل دقيقة خالية من الالتزامات لتخطيط رحلة حول العالم تحطم من خلالها الرقم القياسي. وأخبرت ديمونبرون مجلة Travel + Leisure "كان الأمر بمثابة وظيفة بدوام كامل".
وفي 1 يونيو/حزيران، أي بعد التخرج بأقل من شهر، انطلقت قاصدة أولى الدول، في محاولة منها لتحطيم الرقم المسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فيما يتعلق بأسرع وأصغر شخص يزور كل دول العالم.
ومنذ أن بدأت رحلتها من جمهورية الدومينيكان، زارت ديمونبرون 100 دولة مختلفة، بدءاً من أميركا الجنوبية، وصولاً إلى أوروبا وآسيا على مدار تسعة أشهر.
كما أخبرت ديمونبرون مجلة T+L "متأكدة من أن النظر إلى الوراء فيما يتعلق بكيفية التخطيط في البداية كان يمكن أن يجعلني أتراجع. كما تعلمت الكثير جداً عن السفر منذ ذلك الحين: تعلمت كيفية التخطيط والحدود الشخصية مثل مقدار السفر الذي يمكنني تحقيقه في كل مرة".
وتكتب ديمونبرون مدونات بشأن تجربتها في السفر على موقع Trek With Taylor وعلى تويتر وعلى إنستغرام، وتأمل أن تصبح مصدر إلهام للآخرين كي يندفعوا إلى ما وراء مناطق راحتهم، واستكشاف ثقافات جديدة، والتعرف أكثر على أنفسهم خلال هذه العملية.
وبعد أن أصبحت من المسافرين حول العالم، أُجبرت بحسب travel and leisure على التغلب على القلق الاجتماعي الشديد الذي أصابها في صغرها.
وقالت ديمونبرون "يجب أن أكون على استعداد لطرح سؤال ما، لأن الأمر في بعض الأحيان يتعلق بمسألة السلامة. فهناك دوماً أوقات عندما أتمنى لو أنني قلت شيئاً أكثر أو شيئاً مختلفاً. لكنها تجربة تتنامى باستمرار. وكان عليّ أن أكبر في ظلها وساعدتني هذه الجولة على القيام بأشياء جديدة".
وتقول إن واحدة من أكثر المواجهات المدهشة كانت في أفغانستان: قالت "كنت قلقة للغاية قبل الذهاب إلى هناك فيما يتعلق بمسائل السلامة وحاجز اللغة. خططت للأمر كما لو كان مكاناً مخيفاً للغاية، لكنني ذهبت إلى هناك وسار كل شيء بشكل مثالي".
وتنصح ديمونبرون الناس الذين يمتنعون عن السفر وحدهم بسبب القلق الاجتماعي أن ينتهزوا الفرصة فقط، وأن "يثقوا بأن الناس لطفاء في العموم".
كما أوصت ديمونبرون أيضاً بتغيير وجهات النظر فيما يتعلق بالاعتقاد بأن الناس "يحكمون عليّ، لكن الأكثر من ذلك أنهم يلاحظون أنني لست من أهل البلد، ويرغبون في المساعدة لأن الناس يفتخرون بالمكان الذي ينتمون إليه، ويريدون أن يزوره المزيد من الناس".
واكتسبت ديمونبرون خبرة مباشرة عن لطف الغرباء، من خلال تحدي غينيس ذاته. ففي كل بلد، يجب أن تطلب ديمونبرون من شاهدين التوقيع على دليل بأنها كانت هناك، وأن يذكروا بيانات التواصل معهم. كما يجب عليها أيضاً التقاط صورة لها مع علامة تحديد الموقع الجغرافي ("صورة سيلفي رديئة" بوجه عام) وتسجيل دخولها وخروجها من كل دولة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، زارت ديمونبرون الدولة رقم 100، السويد. وقالت إن الرحلة كانت مفيدة بشكل خاص، إذْ إن السويد تعتبر أول دولة زارتها بمفردها.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، ستنطلق ديمونبرون في مرحلة تستمر لستة أسابيع من رحلتها عبر آسيا، وتشق طريقها نحو الغرب عبر الشرق الأوسط.
وتأمل بأن تُنهي رحلتها بالكامل، بحلول سبتمبر/أيلول، ولكن ما زال أمامها وقت حتى ديسمبر/كانون الأول، كي تُنهي رحلتها وتحطم رقمين من أرقام موسوعة غينيس العالمية.