السعادة لا تُشترى بالمال، لكنها يُمكن أن تُشترى بالمال.. مع أيٍّ منهما أنت؟ قبل أن تختار جواباً، اعرف رأي العلم.
نعم المال يشتري السعادة.. لكن إذا كنت تملك هذا المبلغ
فقد أثبتت دراسة سابقة أُجريت في جامعة كمبردج البريطانية، أن الرضا بالحياة يزيد مع الإنفاق، ما دام الشخص ينفق المال في الأشياء المتوافقة مع نوع شخصيته، حسبما أشارت صحيفة Metro البريطانية.
والآن، تؤكد دراسة أخرى، أجرتها جامعة أميركية، أن وجود كمية سنوية مثالية من المال يجعلنا نشعر باستقرارٍ عاطفي ورضا عام.
ويشرح ذلك، عالِم النفس أندرو تي جيب (من جامعة بوردو)، قائلاً: "أعلم أن الأمر غريب، لكنه حقيقة، ولا يوجد سقف معين عندما يتعلق الأمر بكمية الأموال المطلوبة لتحقيق السعادة، ولكننا نرى الآن أن هناك بعض العتبات من الحد الأدنى الواجب توافرها".
وقام جيب وفريقه البحثي بتحليل البيانات التي حصلوا عليها من الاستطلاع العالمي Gallup World Poll، وهو استطلاع دولي قام بمسحٍ لأكثر من 1.7 مليون شخص من 164 بلداً في جميع أنحاء العالم.
وعندما فحصوا ردود المشاركين على الأسئلة المتعلقة بالرضا عن الحياة والرفاهية -وهو المقياس الذي يُطلق عليه معدل الرفاهية الشخصي (Subjective Well-Being (SWB- اكتشفوا أن الرقم السحري لتحقيق ما يُسمى "تشبُّع الدخل" هو ظاهرة عالمية، بحسب ما نقلته مجلة Science Alert العلمية.
وتبين أن معدل الدخل المثالي بالنسبة للعزاب، هو 95000 دولار سنوياً، لتحقيق رضا عام بالحياة و60000 إلى 75000 دولار، لتحقيق استقرار عاطفي ونفسي.
لكن الرقم اختلف من بلد لآخر؛ ففي أستراليا كان المتوسط 125000 دولار، و105000 دولار بأميركا الشمالية، في حين يبلغ 100000 دولار بدول أوروبا الغربية، بينما يقف عند 70000 دولار فقط في جنوب شرقي آسيا، و45000 دولار بدول أوروبا الشرقية، و35000 دولار في أميركا اللاتينية.
وعلى الصعيد العالمي، فالرجال يكونون راضين عن حياتهم بمعدل دخل 90000 دولار، بينما تحتاج النساء 100000 دولار لبلوغ درجة الرضا نفسها.
أما بالنسبة للأشخاص ذوي التعليم المنخفض، فيبلغ معدل دخلهم لتحقيق الرضا عن الحياة 70000 دولار، في مقابل 85000 دولار للأشخاص ذوي التعليم المعتدل، في حين يرتفع المعدل نفسه للأشخاص ذوي التعليم العالي ليسجل 115000 دولار.
السعادة لن تزيد بزيادة المال
لعل أهم شيء في تلك الدراسة، هو تسليطها الضوء على أنه بمجرد وصول الشخص إلى الدخل المشبع، فإنه يرغب في تجميد القدرة على كسب المال عند ذلك المستوى؛ لضمان استمرار سعادته.
فبحسب الدراسة، فقد شهدت مستويات الدخل التي زادت بعد الوصول إلى معدل التشبع انخفاضاً ثابتاً في السعادة؛ إذ تبين أن الدخول المرتفعة جداً قد تؤدي إلى نقص في معدل الرفاهية أو السعادة الشخصي.
وقد اكتشف الباحثون هذه الظاهرة في نتائجهم التي حصلوا عليها، لكنهم لاحظوا أنها كانت واضحة فقط من حيث معدل الرضا العام عن الحياة وليس الرفاه والاستقرار العاطفي.
كما اكتشفوا أيضاً أن تلك الظاهرة تقتصر على 5 مناطق فقط من المناطق التسع التي غطتها تلك الدراسة؛ وهي: أوروبا الغربية/الدول الإسكندنافية، وأوروبا الشرقية، وشرق آسيا، وأميركا اللاتينية/منطقة البحر الكاريبي، وأميركا الشمالية.
لم يعرف الباحثون لماذا لم يتم العثور على ذلك السلوك في الأماكن الأخرى، ولكنهم تكهنوا بأنه يرتبط بالمتطلبات التي تصاحب ارتفاع الأجور.
إذ كتب الباحثون: "من الناحية النظرية، نفترض أن الدخل الأعلى ليس هو السبب بذاته في نقص معدل الرفاهية الشخصي، ولكن الثمن والمتطلبات المرتبطة به، فعادة ما تكون الدخول المرتفعة مصحوبة بالمزيد من المتطلبات، مثل إنفاق المزيد من الوقت في العمل وعبء العمل والمسؤولية وما إلى ذلك، ما قد يحدُّ من فرص الأنشطة الترفيهية".
وتتفق هذه الدراسة مع الكثير من البحوث الأخرى، التي أظهرت أن المال يمكن أن يشتري السعادة، ولكن فقط إذا كان لديك وقت الفراغ الكافي للاستمتاع به.
وعامةً، يُمكنك أن تأتي وتجلس بجانبي لننظر في أن المال لا يُمكن أن يشتري السعادة، لكن إن أصبحت غنياً فسأتركك تنظر وحدك عزيزي.