يتدرب الشاب المصري محمد سلّام على دراجته الهوائية في شوارع القاهرة يومياً؛ من أجل الحفاظ على لياقته البدنية، فهو سيحتاج إلى هذه اللياقة -على الأرجح- من أجل الحياة بشكل دائم على كوكب المريخ.
ففي عام 2018، ستختار شركة مارس ون (المريخ 1)، وهي شركة هولندية لا تهدف إلى الربح، سلّام -على الأرجح- ليصبح من بين 24 شخصاً قد يستعمرون الكوكب الأحمر ذات يوم.
وطالما حلُم سلاّم، وهو طفل، بأن يصبح رائد فضاء. وبعد أن صادف الموقع الإلكتروني لشركة مارس ون في 2013، لم يستغرق الأمر منه أكثر من 30 دقيقة ليقدم طلبه.
وبعد اجتيازه الاختبارات البدنية والنفسية، تم اختياره من بين 200 ألف متقدم، تم اختيار 100 مرشح فقط من بينهم، 50 رجلاً و50 امرأة.
وكون سلاّم المرشحَ الوحيد من منطقة الشرق الأوسط حالياً، يزيد آماله، لكنه يقول إنه في الوقت ذاته يزيد الضغط عليه ليحقق تقدماً من أجل المستوى القادم.
وقال سلاّم: "لم يكن لدي ثقة بنفسي أن أنجح أو يختاروني، واختاروني أكثر من مرة فزادت الثقة بنفسي"
ويتدرب سلاّم (34 عاماً)، وهو حاصل على درجة جامعية في علوم الحاسب الآلي وعاشق للفلك، يومياً الآن، ويتابع دراساته عبر الإنترنت وبالكتب الأكاديمية.
وإذا تم اختياره للمرحلة النهائية، فسيكون عليه أن يتابع رسالته للدكتوراه.
وعلى الرغم من عدم تلقيه أي دعم من أي مؤسسة عامة أو خاصة في مصر، يرغب سلّام في تحفيز أجيال المستقبل على الاهتمام باستكشاف الفضاء.
وتقول شركة "مارس ون" إن بعثات عديدة غير مأهولة سوف تُرسل خلال حقبة عشرينيات هذا القرن؛ لتأسيس منطقة للسكن ومن أجل محاولة استخراج ماء من تربة المريخ.
ومن المتوقع أن تسافر أول مجموعة من المرشحين لاستعمار المريخ في 2031.
وسلّام على قناعة بأنه مهما كان حجم المصاعب المتصلة بإنشاء حياة بشرية على المريخ، فمن المرجح أن يصل الناس إلى الكوكب الأحمر في حياته.
وقال: "حتى إن لم أنجح لأي سبب من الأسباب، فما زلت على قناعة بأنه خلال حياتنا سنرى إنساناً يمشي على كوكب المريخ".
ومشروع "مارس ون" مجرد مشروع من بين مشاريع عديدة تتنافس فيما بينها من أجل استيطان الكوكب الأحمر ومحطات أخرى أبعد من مدار كوكب الأرض، بينها شركات "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، و"لوكهيد مارتن كورب"، ومشروع "الفضاء بلو أوريجين" لجيف بيزوس رئيس مجلس إدارة شركة أمازون دوت كوم.
ومن المتوقع أن ترسل إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أولى بعثاتها البشرية للمريخ في حدود عام 2032.