أفضل الطرق لإزالة السموم؛ هي إبقاء أعضائك بصحة جيدة، مثل الكبد والكليتين والرئتين. وأظهرت الدراسات أن الصوم يُمكنه إعادة ضبط كبدك ونِسب المواد في دمك، حسب موقع Business Insider الأميركي، الذي سأل خبير التغذية والحمية السريرية بشركة W1 Nutritionist، فيليب كويديس.
وانتشرت شهرة برنامج باسم "حمية الصوم"، والذي يتم فيه الصيام لمدة يومين في الأسبوع يتم فيهما تقليص السعرات إلى 500-600 سعرة.
أثبتت الدراسات التي أٰجريت على مثل هذا النوع من حميات الصوم، حسب صحيفة The Independent البريطانية، الذي يقتضي الحد من الأكل لفترات محددة ولكن ليس في جميع الأوقات، أن الصوم المتقطع له فوائد. بيد أن أكثر النتائج إثارة للدهشة تتمثل في إمكانية معالجة حمية الصوم المتقطع لمرض السكري.
نشأت فكرة حمية الصوم المتقطع على خلفية إعجاب العلماء بآثار تقييد السعرات الحرارية بشكل مستمر. وقد أظهرت بعض الدراسات، التي أجريت على العديد من الحيوانات المختلفة، أن تناول الطعام وفقاً لنظام غذائي مقيد طوال مرحلة البلوغ، من شأنه أن يؤدي إلى تحسينات دراماتيكية على مستوى عمر وصحة الإنسان.
رغم أنه لا تزال الأسباب وراء هذا التحسن غير جلية للباحثين، إلا أنه جزءاً من هذا التحسن على مستوى صحة الإنسان العامة، وراء البقاء من دون طعام يوفر لخلايا الجسم الوقت الضروري حتى تعمل على إصلاح وتجديد نفسها.
إذ يجبر نقص الغذاء أيضاً الخلايا على اللجوء إلى مصادر بديلة للطاقة على غرار الكيتونات، وهي الجزيئات التي ينتجها الكبد من الدهون المعاد تدويرها، والتي تتميز بمنافع متعددة.
المشكلة في حمية الصوم المتقطع في أن تقييد السعرات الحرارية المستمر لا يعد أمراً عملياً، إذ إنه من السهل أن يفرض العلماء على حيوانات المختبر مثل هذا النظام الغذائي المقيد، ولكن من الصعب على البشر أن يلزموا أنفسهم بمثل هذا النظام في الواقع.
في المقابل، يوجد حل بديل، إذ ليس من الضروري أن يخضع الإنسان لتقييد السعرات الحرارية بشكل مستمر، في حين أنه قد ثبت أن حمية الصوم المتقطع لها حزمة من الفوائد أيضاً.
عموماً، هناك نوعان رئيسيان من حمية الصوم المتقطع، يعرف النوع الأول باسم "التغذية وفقاً لمواعيد محددة"، الذي يستوجب تناول الطعام خلال ساعات محددة من اليوم فقط، أي بين الساعة العاشرة صباحاً إلى حدود الساعة السادسة مساء.
وفي الأثناء، يمنح مثل هذا النظام الغذائي الجسم فرصة للخلود إلى الراحة والتخلص من الآثار السلبية للطعام كل ليلة، فضلاً عن أنه يعزز الإيقاع اليومي أو ما يعرف بـ"النظام الليلي النهاري".
من جهة أخرى، يعرف النوع الثاني من الصوم المتقطع باسم "الصوم الدوري". وينطوي هذا النظام الغذائي على التناوب بين فترات طويلة من الأكل غير المقيد وفترات قصيرة يلتزم خلالها متبع الحمية بكمية محددة من الطعام وتناول الطعام بشكل طبيعي طوال خمسة أيام، ومن ثم التقيد باستهلاك سعرات حرارية محددة خلال يومي الصيام.
في الواقع، ليس من الواضح بعد أي نظام غذائي من بين هذين النوعين من حمية الصوم المتقطع أفضل، ولكن تشير البيانات، إلى حد الآن، إلى أن كلا النظامين ناجع ويعمل بشكل رائع.
ركزت الدراسات الأخيرة حول آثار الصوم المتقطع على مرض السكري، على دراسة وتحليل "حمية الصوم الدوري" بشكل خاص. في المقام الأول، شرع الباحثون، بقيادة فالتر لونغو في جامعة جنوب كاليفورنيا، باختبار ما إذا كانت حمية الصوم الدوري قادرة على علاج مرض السكري لدى الفئران.
وفي هذا الصدد، بادر الباحثون بتطبيق تجاربهم على الفئران الطافرة، التي تفتقر إلى هرمون اللبتين الذي يساعد على تنظيم عملية استهلاك الطعام. والجدير بالذكر أن هذه الفئران تعاني من الإفراط في الأكل كما أنها مصابة بالبدانة ومرض السكري خاصة بعد مرحلة البلوغ.
والجدير بالذكر أن مرض السكري يتسم في الغالب بزيادة في معدل السكر في الدم، ما يعني في الحقيقة زيادة نسبة الجلوكوز في الدم.
وبالتالي، تتطلب المشكلة تدخلاً من خلال الأنسولين، فبالنسبة للأشخاص الطبيعيين، يساعد الأنسولين الخلايا على امتصاص حاجاتها من الجلوكوز في الدم. ولكن، إثر الإصابة بمرض السكري، تتوقف عملية امتصاص الجلوكوز؛ نظراً لخلل على مستوى الخلايا، إذ تفقد العديد منها الحساسية للأنسولين، فضلاً عن ذلك، يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين.